إخلاص الداعية

الخميس 1 رمضان 1436//18 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد سعيد بكر
القاعدة الأولى: الإخلاص هو العلامة الفارقة بين صاحب الدعوة وصاحب الدعاية
– الإخلاص هو أن تفرد الله تعالى في نيتك، وأن تقصد وجهه دون وجوه الخلق، وأن تطلب رضوانه بصرف النظر عن رضا غيره.
– قال تعالى: “وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين” (البينة: 5).
– المخلص صاحب الدعوة هو الذي يدلّ الخلق على الخالق، وأما صاحب الدعاية فيدلّ الخلق على نفسه.
– المخلص يسوّق فكرة ورسالة مرتبطة بالله تعالى، وأما صاحب الدعاية فيسوّق ذاته ومواهبه وبضاعته.
– لا يملك الواحد منا أن يحكم على قلوب الآخرين، ويكفينا أن نجتهد بتطهير أنفسنا وقلوبنا.
– غاية الدعوة النبيلة لا تحتمل التخليط، فالغاية الكبرى من الدعوة هي تعظيم الله تعالى: (قم فأنذر. وربك فكبر) المدثر: 2-3، لا تعظيم أنفسنا الصغيرة.
– لا يوجد علامة محددة نميز بها المخلص عن غيره على الإطلاق، ويبقى الأمر بين الإنسان وربه سبحانه وتعالى، وما أجمل أن يقول المسلم: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه) رواه أحمد وفيه ضعف.
– كان ابن الجوزي يدعو فيقول: اللهم لا تعذب عبداً يدلّ الناس عليك.
– وصدق الله تعالى: “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً” (الكهف: 110).
– ليس في كتابة أسمائنا على أعمالنا الدعوية ما يشوب إخلاصنا على العموم، وكما أن صدقة السرّ محمودة فإن صدقة العلانية كذلك، وصدق الله تعالى: “إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم” (البقرة: 271).
– الإخلاص أول عنوان من عناوين القبول، والقبول باب واسع من أبواب تبليغ الدعوة إلى أبعد مدى.
– وفي مسألة تقديم الفهم على الإخلاص نؤكد أننا نخلص بعد الفهم، باعتبار أننا لا نخلص عن جهالة، وبالتالي فإن وعينا لحقيقة ديننا ومقاصد التشريع؛ كلما كان أكثر؛ كان إخلاصنا لهذا الدين العظيم أكبر، لأجل ذلك قدّم كثير من الدعاة ركن الفهم على ركن الإخلاص، وكان عمر رضي الله عنه كثيراً ما يقول: الفهم الفهم.
-السبيل-

اقرأ أيضا  ولا تــهــنـوا ولا تــحــزنــوا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.