“إرث المبكى”.. ذراع الاحتلال لتهويد أسفل المسجد الأقصى ومحيطه

الأربعاء 7 جمادى الثانية 1437// 16 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
غزة
أقرّت لجنة وزارية يرأسها وزير المالية في الحكومة “الإسرائيلية” موشيه كحلون مؤخرا ميزانية قدرها 100 مليون شاقل، سيتم ضخها بمقدار 20 مليون شاقل سنويا على مدار خمس سنوت لما يسمى بـ”صندوق إرث المبكى”.
وسيتم رصد هذه الميزانية لتنفيذ مشاريع بناء حول “الأقصى” في منطقة البراق واستكمال الحفريات والأنفاق أسفل وفي محيط المسجد، إضافة إلى تنفيذ فعاليات ونشاطات ثقافية تصب في مشروع التهويد.
أما الميزانية السنوية التي سيتم تمويلها من الوزارات “الإسرائيلية” فهي تتوزع على الشكل التالي: وزارة الداخلية 3,5 ملايين شاقل، وزارة المواصلات 2 مليون شاقل، وزارة السياحة 3 ملايين شاقل، وزارة المالية 3,5 ملايين شاقل، مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية 2 مليون شاقل، وزارة الجيش 3 ملايين شاقل و2 مليون شاقل لوزارة التعليم.
وللتعجيل من تنفيذ هذه المشاريع سيرصد مكتب رئيس الحكومة “الإسرائيلية” ميزانية قدرها 32 مليون شاقل في العام الحالي -تضاف إلى الميزانية الخماسية – ما يعني تمويل الحكومة بنحو 52 مليون شاقل لتنفيذ هذه المشاريع، بناء على قرارات حكومية رسمية تُعاد صياغتها من وقت لآخر.
مقررات تمويل خماسية
ويبيّن المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى “كيوبرس” أنه منذ عام 2004 أقرّت الحكومة “الإسرائيلية” كل خمس سنوات خطة خماسيّة لرصد عشرات ملايين الشواقل لدعم “صندوق إرث المبكى”، بهدف تنفيذ مشاريع تهويدية واسعة في منطقة البراق ومحيط وأسفل المسجد الأقصى.
كما تبيّن أن الميزانية الأولية غير الشاملة لما يسمى بـ”صندوق إرث المبكى” لعام 2015 وصلت إلى نحو 38 مليون شاقل، بينما وصلت الدورة المالية المكتملة لعام 2014 إلى 83 مليون شاقل –منها تبرعات محلية وعالمية ومدخول ذاتي من مشاريع الزيارات والجولات في مواقع الأنفاق وساحة البراق- وذلك بحسب كشوف وتقارير مالية نشرتها “صندوق إرث المبكى”.
كما تبيّن من وثائق “صندوق إرث المبكى” التي اطّلعت عليها “كيوبرس” وتقارير “إسرائيلية” صادرة عن مركز “عيمق شفيه”، أن “صندوق إرث المبكى” أضحى الذراع الحكومي لاحتلال وتهويد محيط وأسفل المسجد الأقصى، من خلال مشاريع كبيرة ذات دلائل تهويدية تلمودية تقوم على تحريف وتزوير حقائق المعطيات الأثرية المكتشفة في المواقع المذكورة، بدعم عدد من أذرع الاحتلال “الإسرائيلي” كسلطة الآثار، وإن كانت هذه تقرّ في أكثر الحالات عبر تقاريرها الرسمية أن أغلب الموجودات الأثرية التي اكتشفت خلال حفرياتها تعود إلى الفترات الإسلامية المتعاقبة والعربية، وأخرى من الفترات الرومانية.
وقد أعلن “صندوق إرث المبكى” في خطته السنوية لعام 2015، عن مشاريع ومخططات واسعة منها استكمال بناء “بيت شطراوس”، وتسريع العمل على مخطط “بيت الجوهر”، إضافة إلى أعمال حفريات وترميم شامل وتطوير في مسار النفق الغربي – أسفل وبمحاذاة طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى، واستكمال الحفريات في منطقة أقصى غرب ساحة البراق، وربطها بمنطقة باب المغاربة الخارجي في سور القدس التاريخي.
كما أعلنت عن تعميق الحفريات في القاعة الكبرى وكشف أساسات المبنى، الذي يقع ضمن مسار مدخل النفق الغربي وتحويله إلى قاعة كبرى، علما أن المبنى قريب جدا من الأقصى وهو مبنى إسلامي من فترات متعاقبة خاصة الفترة المملوكية.
وتترافق هذه المشاريع مع العمل على مخطط شامل لتحسين شبكة المواصلات المؤدية إلى منطقة ساحة البراق، وإقامة مواقف سيارات متعددة قريبة منها فوق الأرض وأسفلها.
ذراع طولى
ومن خلال مراجعة وثائق وتقارير أخرى يتبيّن أن “صندوق إرث المبكى” قام بمشروع بناء “خيمة إسحاق” في أقصى شارع الواد في القدس القديمة على حساب وقف حمام العين الإسلامي، ويواصل حتى الآن حفريات أسفل وقف حمام العين والكنيس المذكور، كما افتتح قاعات واسعة مملوكية البناء، لكنه حولها إلى قاعات تهويدية، ويعمل على ربط هذه الحفريات والموقع بمسار النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى.
كما يقوم “صندوق إرث المبكى” على تشغيل ورعاية كل ما يتعلق بساحة البراق ومسار النفق الغربي، وما يضمه من قاعات وكنس يهودية كانت بالأصل بنايات إسلامية، بالإضافة إلى نفق وقاعات “سلسلة الأجيال” – ضمن أنفاق الجدار الغربي والمنطقة القريبة من أسفل ومحيط المسجد الأقصى وساحة البراق-، فيما يرعى حفلات “البلوغ” للفتيان والفتيات اليهود ويخصص لذلك مراسيم في ساحة البرق وفي مسار النفق الغربي، ويقوم بتنظيم فعاليات ثقافية لطلاب المدارس اليهود ولجيش الاحتلال على مدار السنة في جميع المواقع التابعة لنفوذه، وتنظيم صلوات يهودية حاشدة بعشرات الآلاف في ساحة البراق في مناسبات وأعياد يهودية عدة.
كما ألقيت مسؤولية بناء مخطط جسر طريق باب المغاربة على عاتق “صندوق إرث المبكى” الذي يقوم ضمن تنفيذ المخطط تدريجيا بأعمال حفريات واسعة في الطريق، أدت إلى تدمير الكثير من الموجودات الأثرية الإسلامية والعربية، وحوّل أجزاء من الطريق وفراغاتها الداخلية المتبقية إلى كنس يهودية للنساء.
وضمن صلاحيات التشغيل والرعاية، صدرت قرارات عدة تمنح “صندوق إرث المبكى” الصلاحية الكاملة بإدارة وتشغيل “كنيس الخراب” العملاق – افتتح عام 2010 -، والموجود في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة. علما أنه المبنى المقبب التهويدي الأضخم والأعلى في القدس القديمة، وارتبط بناؤه بمخططات بناء الهيكل المزعوم.
كما تهتم “صندوق إرث المبكى” بالجانب الإعلامي من خلال موقع إنترنت متعدد الوظائف، من ضمنه تشغيل كاميرات تبث ببث حي ومباشر من ساحة البراق على مدار 24 ساعة بالإضافة إلى مضامين ومعلومات تلمودية تهويدية.
دعم حكومي واسع
ولتحقيق وتنفيذ هذه المشاريع والفعاليات التهويدية اعتمد “صندوق إرث المبكى” على مبنى إداري هرمي، بداية من مجلس إدارة يقف على رأسه ما يسمى براب “المبكى والأماكن المقدسة”، ومدير عام يقف على رأسه أحد المستوطنين المتدينين، وأقسام متخصصة وعشرات العمال والموظفين.
وقد تطور عمل “صندوق إرث المبكى” خلال السنوات الأخيرة بخطوات كبيرة حيث سجلت بداية في عام 1988 كجمعية تحت مسؤولية مكتب رئيس الحكومة “الإسرائيلية” وتتبع لها مباشرة – أي اعتبارها مؤسسة حكومية -، بصفتها صاحبة الصلاحية لكافة الأعمال في مسار النفق الغربي، وفي عام 2004 صدر قرار حكومي إسرائيلي رسمي أثناء تولي اريئيل شارون الحكم، يمنحها الصلاحية في كافة الأعمال في ساحة البراق ومحيطها.
وفي عام 2008 صدر قرار حكومي في فترة رئيس الوزراء إيهود اولمرت بتوسيع صلاحياتها لتضم إليها إدارة وتشغيل كنيس الخراب، وفي عهد حكومات نتنياهو توالت القرارات الحكومية وإقرار خطط تمويل خمسية تدعم “صندوق ارث المبكى”، وقد نفذت هذه الشركة الحكومية عديد المشاريع التهويدية المتعددة في نطاق الأنفاق والحفريات في ساحة البراق ومحيطها، وفي النفق الغربي أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، وفي جعبتها الكثير من مخططات التهويد التي تصب في مجال تحقيق المشروع الصهيوني الذي يستهدف المسجد الأقصى ومحيطه خصوصا، وعموم مدينة القدس المحتلة؛ خدمة لمخطط بناء الهيكل المزعوم ومرافقه على حساب المسجد الأقصى ومحيطه، بحسب السبيل.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  إعتقال 13 فلسطيني من قبل قوات الإحتلال