(إسرائيل) تحتفل بعيد الأم؟!

احدى امهات فلسطينيات - lamahag.om -
احدى امهات فلسطينيات – lamahag.om –

أ.د. يوسف رزقة

الثلاثاء 13 جمادى الثانية 1437// 22 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

بينما يحتفل المواطنون في بلادنا فلسطين، وفي غيرها من البلاد العربية والإسلامية أمس بما يسمى عيد الأم، كانت ( إسرائيل) تحتفل بيهود اليمن، بعد أن تمكنت بمساعدة أميركية من إخراج (١٩ (من اليهود اليمنيين من اليمن، ونقلهم للعيش في بلادنا فلسطين المحتلة؟!.

دولة العدو قدمت نموذجًا للأم القوية التي تفكر في اليهود أينما كانوا، وتضع نفسها في موضع المسئولية عن كل يهودي حيثما كان، ومسئولة بشكل مباشر عن حماية حقوقهم وأنفسهم من كل خطر محتمل، حتى وإن كانوا يحملون جنسية دول أخرى عربية كاليمن، أو غير عربية كأثيوبيا مثلا. بينما يحرق البوذيون المسلمين في بورما، ويحرق النصارى والوثنيون المسلمين في أفريقية الوسطى، ولا يجدون حماية لهم لا من أم ولا أب؟!.

دولة العدو تمدّ مظلة قوتها لكل يهود العالم على أساس الدين. دولة العدو بعملها هذا تعلن أنها تقدم رابطة الدين، (وهنا اليهودية) على الجنسية، والسمة الوطنية، ولا تسمح لأحد في العالم أن ينتقد مواقفها، أو أن يتهمها بالتعصب والإرهاب، بينما لا يستطيع أي من الأنظمة العربية والإسلامية القيام بعمل مماثل، بتقديم الإسلامية على غيرها من الروابط، أو أن يعلن أنه يفرد مظلة حمايته لكل مسلم حيثما كان. إن كل من يقدّم الإسلامية على الجنسية الوطنية مثلا، يعد في نظر العالم المنافق إرهابيًا ومتعصبًا، ويمثل خطرًا على السلم العالمي.

اقرأ أيضا  الازداجية القاتلة ... من مصر إلى سوريا

إنك إذا نظرت في خبر نقل يهود اليمن مؤخرا إلى فلسطين المحتلة، تجد أن وزارة الخارجية الأميركية نفسها قد أسهمت بشكل مباشر في مساعدة تل أبيب على القيام بهذه المهمة السرية لتوفير ظروف النجاح لها، وأنها تمت بمساعدة بلد ثالث كان وسيطًا لإخفاء العملية وإنجاحها، وربما كان هذا البلد بلدًا عربيًا لذا جرى التكتم على اسمه في الخبر الإعلامي.

حين تمتد مظلة دولة العدو هذا الامتداد، وحين تساعدها دولة كبرى تصف نفسها بأنها علمانية، وحين تساعدها دولة ثالثة من المنطقة، فإن هذا يعني أن (إسرائيل) حققت حالة من العلو لم يبلغها اليهود يومًا في التاريخ البشري أبدًا، وأن العرب والمسلمين تراجعوا إلى الخلف تراجعًا لم يكن قائمًا في التاريخ أبدًا حتى في عهد سيطرة التتار على بغداد، وسيطرة الصليبيين على القدس.

اقرأ أيضا  دعوة لقراءة كتاب (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) لهند شلبي

حين أتحدث في هذا الموضوع لا أنظر في العدد(١٩) قلة وكثرة، ولا يجدر بالمتلقي العربي والمسلم أن ينظر نظرة عددية، بل يجدر بنا جميعًا أن ننظر في الفكرة والمبدأ، لنقف جميعا على المفارقة الحارقة بيننا وبينهم، وعلى عنصرية القيم في ظل السيطرة الأميركية والغربية. إن عامل القوة والاقتداء هو فوق كل اعتبارات أخرى، ويجدر بنا أن نحترم القوة.

دولة العدو قتلت المبحوح في دبي، وقتلت النايف في بلغاريا، وقتلت عشرات آخرين في دول أخرى ولم يجرؤ العالم على وصف عملها بالإرهاب، ولم يعقد مجلس الأمن جلسة واحدة لمدارسة أعمال الاغتيال التي تقوم بها دولة العدو في بلاد العالم الأخرى، بينما تبادر الدول الغربية وأميركا إلى توظيف قدراتها ومنبر مجلس الأمن لتجريم مسلم وعربي دافع عن نفسه وعن عرضه. وكان آخر هذا التجريم الفاضح للعنصرية ما فعله جون بادين نائب الرئيس الأميركي في زيارته الأخيرة لتل أبيب ورام الله، حيث وصف أعمال الانتفاضة الأخيرة بالإرهاب، قائلا : الإرهاب هو الإرهاب، ولا يجوز للسلطة الصمت؟!.

اقرأ أيضا  الاحتلال يحول القدس إلى ثكنة عسكرية في “سبت النور”

المصدر : فلسطين أون لاين