الأجواء الرمضانية تقود لدخول الإسلام بأوكرانيا
الإثنين 19 رمضان 1436//6 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أوكرانيا
“أكثر ما ترك أثرا في نفسي هو حقيقة أن رمضان شهر صيام لجميع الأعضاء عن الحرام قبل الطعام، وشهر يقاوم فيه المسلم نفسه ليهذبها”.
بهذه الكلمات برر الشاب أرتور اعتناقه للإسلام قبل أيام في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف.
وفي حديث للجزيرة نت، يروي أرتور أنه قرأ كثيرا عن مختلف الأديان وحاول تحليل المنطق فيها ليختار من بينها ما يقنعه، وعندما استمع قبل مدة إلى أحد القساوسة يقول “صوم المسيحيين واليهود كان كصوم المسلمين اليوم” تعمد مخالطة المسلمين لسؤالهم، ثم أقبل على المركز ليعتنق الإسلام.
وأرتور واحد من بين نحو 30 أسلموا منذ بداية شهر رمضان المبارك الجاري، تسعة منهم في العاصمة كييف، الأمر الذي دفع بعض القائمين على العمل الإسلامي هنا للقول إن “رمضان شهر القرآن وشهر اعتناق الإسلام في أوكرانيا”.
وتابع أرتور “في رمضان شعرت أن المسلمين أمة عالمية تضم جميع الجنسيات والقوميات واللغات، وشعرت بأنهم يفهمون بعضهم بعضا حتى وإن كانوا لا يملكون لغة مشتركة”.
ومن أبرز أسباب الإقبال على اعتناق الإسلام والتعرف عليه في أوكرانيا الأجواء الرمضانية على اختلافها، كما يقول بعض القائمين على المراكز والمساجد.
معاني القرآن
وفي كييف أسلمت الشابة تتيانا (19 عاما)، وقالت “سألت أحد أصدقائي عن الإسلام عندما عرفت أنه صائم فحدثني، ثم أخذت ترجمة معاني القرآن وقرأت بعض سوره فأحسست أنه حقيقة تتناسب مع واقعنا، ولهذا قررت التعرف أكثر ثم أسلمت، ولكن أهلي لا يعرفون”.
مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا الشيخ سعيد إسماعيلوف يقول للجزيرة نت “أعتقد أن عدد معتنقي الإسلام أكبر ولا يقل عن 50، لأننا نتحدث عن الذين اعتنقوا الإسلام أمام المصلين في المساجد ولكن غيرهم كثر”.
وعزا إسماعيلوف هذا الإقبال إلى أن رمضان شهر البركة وفيه أجواء إيمان وتكافل وتراحم خاصة، بالإضافة إلى الجهود الإعلامية التي تهدف للتعريف بالإسلام عبر المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقال إن جانبا من هذا الإقبال يعود لاحتكاك المسلمين بغيرهم بعد نزوحهم من شبه جزيرة القرم نحو كييف ومدن أخرى.
الزخم الرمضاني
ويوضح أن هذا الواقع أتاح لغير المسلمين الاستفسار عن التقاليد الدينية للمسلمين وطرق عباداتهم.
ولكن ثمة أسبابا أكثر موضوعية وتشويقا بحسب آخرين، وهي أن رمضان عبادة سنوية تتميز بزخم خاص يلفت انتباه المجتمع الأوكراني.
ويقول الكاتب القرمي التتري سيران عريفوف إن الصيام قاسم مشترك بين الأديان على اختلافها، وهذا يدفع غير المسلمين للبحث في الفروقات، ثم التعرف على الإسلام.
كما أشار إلى الاهتمام بالأسباب التي تكوّن أجواء رمضان، “فتدفع الآلاف للصيام أكثر من 18 ساعة والإفطار معا والصلاة إلى ما بعد منتصف الليل”.
ويضيف أن من أبرز أسباب الإقبال على الإسلام في أوكرانيا هو أنها لم تعد دولة مسلمة أو تدخل معها في خلاف، ولا تنتشر فيها مظاهر كراهية الإسلام خلافا لبلدان أخرى. ويخلص إلى أن هذا الواقع يسهل التعارف والحوار الذي ينتهي بنطق الشهادتين،وفقا للسبيل.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.