الأحاديث النبوية المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين

الإثنين3 ربيع الثاني 1438 الموافق 2يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

د. محمد ابو صعيليك
حديث عائذ بن عمرو المزني:
عن عائذ بن عمرو، أنه جاء مع أبي سفيان يوم الفتح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ حوله المهاجرون والأنصار، فقالوا: هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا عائذ بن عمرو وأبو سفيان.. الإسلام أعز من ذلك، الإسلام يعلو ولا يعلى».

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام يعلو ولا يعلى».
حديث ابن عباس:
عن ابن عباس في اليهودية والنصرانية تكون تحت النصراني أو اليهودي فتسلم هي؛ قال: يفرق بينهما، الإسلام يعلو ولا يعلى.
غريب الحديث:
الاسلام يعلو ولا يعلى عليه:
قال قتادة: يعني إذا أسلم أحد أبوين فالولد مع المسلم، فالعلو في نفس الإسلام بأن يثبت الإسلام إذا ثبت على وجه، ولا يثبت على وجه آخر كما في المولود بين مسلم وكافر فإنه يحكم بإسلامه.
وقال ابن حزم: إذا أسلمت يهودية أو نصرانية تحت كافر يفرق بينهما ويحتمل العلو بحسب الحجة أو بحسب النصرة في العاقبة فإنهما للمسلمين وبذلك عرف أن الحديث ليس نصاً في توريث المسلم من الكافر كما قيل.
تعقيب على الاحاديث الثلاثة:
يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين السابقين عن إشارة عظيمة لهذه الأمة بأن دينها يعلو ويتجدد علوه على سائر الأديان، ولا يقبل لغيره من الأديان أن يعلو. وتتجلى مظاهر علو هذا الدين في الأمور التالي:
11- تزايد معتنقي هذا الدين يوماً بعد يوم، فما من يوم حتى تسمع عن مسلمين جدد قد دخلوا في هذا الدين طواعية ومن غير إكراه ولا غصب.
22- تزايد المساحة التي يدخلها هذا الدين يوماً بعد يوم، فعلى الرغم من حالة الضعف التي تخيم على المسلمين في هذه الأيام إلا أن المساحة التي دخلها هذا الدين آخذة في الزيادة والاتساع، فمن كان يحلم بأن المسلمين يصبح عددهم عدة ملايين في أمريكا زعيمة الكفر، وأنه يصبح الديانة الثانية حسب عدد معتنقيها في عدة بلاد مثل فرنسا وبريطانيا ومن كان يحلم بوجود كيان مسلم في وسط أوروبا كما هو حال البوسنة، كل هذا بسبب اتساع الرقعة التي وصلها هذا الدين.
33- أن حجة الإسلام غالبة وقوية كما أشار ابن حزم رحمه الله، وهذا من بُعد نظره، ذلك لأن هذه الحجة فيها علاج أمراض الناس كلهم بدواء السماء، وفيها مخاطبة الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولا يعلو صوت الفطرة أي صوت في الدنيا، وعليه فحجج الإسلام لا تدحض ولا تقبل التزييف، أما حجج غيره من الأديان والملل؛ فهي قابلة للدحض والنقد، وما إفلاس المبادئ الأرضية كالشيوعية في بلادها، والمحرفة كالنصرانية واليهودية في بلادها كذلك؛ إلا تطبيقات عملية على علو هذا الدين على غيره من الأديان، ففيه قابلية العلو لأنه دين العلي العظيم الذي لا راد لحكمه، ولا تعقيب على أمره، وهذا يدفع أهل الدين إلى لزوم علو الهمة في حمل هذا الدين آخذين من علو شأنه وسيطرته على غيره من الأديان، وإلى التعالي على الضعف والجراح والملمات والشدائد التي وقعت بين ظهراني الأمة، فإنها وإن كانت إلا أننا كما وصفنا ربنا سبحانه فقال: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وإلى العمل على اعتماد الحجة العالية القوية التي لا تدحض وذلك بحسن فهم هذا الدين، وسعة الإطلاع على علومه، وترك الارتجال وإلقاء الكلام على العاهن وهذا ما أفهمه من هذه الأحاديث كبشارة لهذه الأمة، ولا أرى أن يحصر علوه في مسألة إرث أو نكاح، فهذه مسائل فرعية مقارنة مع ما نطرح في بحثنا هذا نسأل الله حسن تمامه، وتمام قبوله.

-السبيل

اقرأ أيضا  نعمة الإسلام
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.