الأسباب الخفية وراء استهداف المدنيين في تفجيرات أنقرة

dailyegypt.net
dailyegypt.net

السبت 10 جمادى الثانية 1437// 19 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أنقرة
سلطت خبيرة سياسية الضوء على تفجيرات العاصمة التركية الأخيرة والتي تجاوزت خلال الشهور الخمسة الأخيرة ثلاثة تفجيرات، مشيرة إلى أسباب استهداف حزب العمال الكردستاني للعاصمة بتلك الانفجارات وتركيزه على استهداف المدنيين والموظفين.
وقالت الخبيرة السياسية التركية “أوزلام البيرك” إن هذه الانفجارات هي نتيجة لفشل حزب العمال الكردستاني في تحقيق مآربه الانفصالية في بعض المناطق الواقعة في جنوب شرقي تركيا، حيث أراد نقل أعماله الإرهابية إلى العاصمة، لرفع معنويات عناصره، بعد الهزيمة النكراء التي مُني بها في تلك المناطق، ولكي يضغط بشكل أكبر على الحكومة التركية.
وأوضحت البيراك، في مقال لها، أن حزب العمال الكردستاني كان يمتنع أحيانًا عن استهداف المدنيين، رغبةً منه في الحصول على شرعية دولية تظهره على أنه حزب ثائر يحارب من أجل الحرية، ولكن بعد حصوله على ذلك، بات يرى أن استهدافه للمدنيين لن يُقابل بأي اعتراض من قبل الجهات الدولية الداعمة له والمستفيدة من أعماله، وأمسى على يقين أنه لم يعد بحاجة إلى ممارسة التَّقيَّة أمام العالم.
وأشارت البيراك إلى أن ثمة أسباب مباشرة دفعت حزب العمال الكردستاني إلى توجيه ضرباته إلى المدنيين، على العكس من هجماته السابقة التي كانت تتمحور حول استهداف قوات الجيش والشرطة.
وأكدت أن من أهم هذه الأسباب هو حصوله على الشرعية الدولية، إذ أصبح يُعرف على أنه المعاون الأساسي لحزب الاتحاد الديمقراطي المحارب الأفضل لداعش في سوريا، موقنًا أن القوى الدولية ستتغاضى عن جرائمه، كما تغاضت على الجرائم الإنسانية التي ارتكبها حزب الاتحاد الديمقراطي ضد المواطنين العرب والتركمان في شمال سوريا.
ولفتت الكاتبة أيضا إلى أن إخفاقه في إحراز سيطرة فعلية على بعض مناطق جنوب شرقي تركيا، دفعه إلى تنويع أسلوب عملياته الإرهابية، لرفع معنويات عناصره، وإعادة كسب الثقة من الطبقة الشعبية.
وأضافت أن من أهم أسباب استهداف المدنيين أيضا هو التركيز على اختياره لعناصر حاربت في صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي، ينم عن محاولته لإثبات الرابط العضوي التنظيمي بينه وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، ليشير بذلك إلى أن حربه الإرهابية ضد تركيا تأتي في إطار خدمة مصالح بعض الجهات الدولية التي تحاول تنفيذ خطط توسعية في سوريا وغيرها من الدول، ولكن تركيا تسبب لها المتاعب في تنفيذ ذلك، ويلوّح إلى الجهات الدولية بأنه لا بد من غض الطرف عن جرائمه نظير عزل تركيا عن الساحة.
وتابعت البيرك أنه من ضمن تلك الأسباب أيضا هو ظهور منظمات يسارية عدة تحارب إلى جانبه؛ احتياطًا من غدر الجهات الأجنبية التي يمكن أن تنقلب عليه في أي وقت، بعد انتهاء مهمته، فقد عمل حزب العمال الكردستاني على إطلاق منظمات فرعية جديدة تابعة له تنظيميًا ولكنها منفصلة عنه اسميًا وإعلاميًا، وعلى رأس هذه المنظمات “نسور كردستان الحرة” التي تبنت الانفجارين الأخيرين، في حين أن حزب العمال الكردستاني لم يتبنى ذلك بشكل رسمي.
وأردفت الخبيرة السياسية بالقول أن تلك العملية تأتي في إطار محاولة كسر إرادة الحكومة التركية التي أعلنت حزمها وإصرارها للقضاء على كافة عناصر الإرهاب في تركيا، إذ يحاول اخضاع الحكومة لعملية سلام جديدة وفق شروطه، ظنًا منه أن الحكومة التركية حاولت التقرب إليه في نهاية العام 2012 ومطلع 2013 لعدم قدرتها على مواجهته، ولكن الحقيقة ليس كذلك إطلاقًا، إذ أن الحكومة اعتقدت أن هذا الأسلوب سيكون أنجع في حل المشكلة الكردية، ولكن حزب العمال الكردستاني أساء فهم ذلك، واتجه للغوص في أحلام اليقظة، معتقدًا أنه تمكن من لي يد الحكومة التركية ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  روسيا توفر غطاءً جوياً لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" في سوريا