الأسوة الحسنة وخطر القدوة السيئة

الأربعاء 26 شوال 1436//12 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر
الأسوة الحسنة
وخطر القدوة السيئة
الحمد لله الذي أرسَلَ رسولَه بالهدى ودين الحقِّ ليُظهِره على الدين كلِّه وكفَى بالله شهيدًا، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أمَّا بعد: أيها الناس:
اتَّقوا الله – تعالى – وآمِنُوا برسوله، ولا تتَّبِعوا السُّبُل فتفرَّق بكم عن سبيله.
أيها المسلمون:
ذكَر الله تعالى خاصَّة خلقِه، وخصَّ أولياءَه الذين أعدَّ لهم الجنَّة بما فيها من النَّعيم المُقِيم وألوان التكريم، فأثنى عليهم بأكمَلِ الصفات وأجلِّ الأعمال، وأجمل الأخلاق، صِدْقًا في الإِيمان، وسدادًا في الأقوال، وكمالًا في الأخلاق، ثم جمَع – سبحانه – تلك الكَمالات في صفوته من خلقه محمد – صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين وإمام المرسَلين، فمَدَحَه بذلك وأثْنى عليه مُؤكِّدًا ذلك بالقسم العظيم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ثم وجَّه – سبحانه – أهلَ الإِيمان إلى الاقتداء بنبيه – صلى الله عليه وسلم – وحسن الاتِّباع له فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

وكان خُلُقُه – صلى الله عليه وسلم – القرآن؛ يفعَل ما أمَرَه الله به، ويترُكُ ما نهاه الله عنه، ويتخلَّق بالخلق الذي يحبُّه الله ويحبُّ أهله، ويبتَعِد عن الخُلُق الذي يسخط الله ويَأبَاه.

أيها المسلمون:
يقول الله – تعالى -: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

قال ابن كثير – رحمه الله -:
هذه الآية أصلٌ كبيرٌ في التأسِّي برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أقواله وأفعاله وأحواله، فإنَّه – صلى الله عليه وسلم – رأس الأخيار وأكمل الخلق، وإمام أهل التقوى عامَّة في الدنيا والآخرة، وصاحب المقام والحوض المورود، وأعظم الشُّفَعاء شفاعةً في أهل التوحيد، وأوَّل مَن يجوز الصراط، وأوَّل مَن يستَفتِح بابَ الجنة ويدخُلها، فمَن أحبَّ مُرافَقته في الجنَّة فليتخلَّق بأخلاقه، وليحذر مخالفته، وليلزم طاعته؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69 – 70].

ولهذا كان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أعظمَ الناس فوزًا بعد النبيِّين بالثَّناء العظيم، والوعْد من الله بغايَة التكريم، والرِّضوان والنعيم المُقِيم؛ قال – تعالى -: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

اقرأ أيضا  قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران

وذلك لِحُسنِ اقتِدائِهم به، وكَمال اتِّباعهم له، وصدْق إيمانهم به، وهكذا مَن اتَّبَعهم بإحسانٍ من قرون الأمَّة فإنَّه يَلحَق بهم ويفوز برفقتهم؛ يقول – سبحانه -: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

فلمَّا كملوا اقتِداءهم برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الأقوال والأعمال والأحوال عظُمتْ درجتهم، وكمل فوزهم؛ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة: 20 – 22].

أيها المسلمون:
وكما شرع الله الاقتداءَ برسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – واتِّباعه في جميع الأعمال والأقوال والأخلاق، فقد شرع الله الاقتداء بهم في البراءة من المُشرِكين، ومخالفتهم لهم فيما كانوا عليه من الضَّلال المبين؛ يقول – سبحانه -: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الممتحنة: 4 – 6].

فشرع الله – تعالى – الاقتِداءَ بالخليلين واتباعهما في عِبادة الله وترْك عِبادة ما سواه، وفي البَراءة من الشرك والمشركين ومعاداتهم في الله، وهذه هي الحنيفيَّة ملة إبراهيم التي أمَر الله عبدَه ورسولَه محمدًا – صلى الله عليه وسلم – باتِّباعها إذ يقول: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 123]، وسفَّه مَن يَرغَبُ عنها بقوله: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].

أيها المسلمون:
ومن القدوة الصالحة المحمودة اقتِداء الذريَّة بالآباء الصالحين فيما هم عليه من الصلاح والاستقامة، فإنَّ ذلك من أسباب رفعة الدرجة وجمْع الشمل في الجنة؛ ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الطور: 21].

فأخبر – سبحانه – عن فضْله وكرمه ولطْفه بخلْقه وإحسانه إليهم أنَّ المؤمنين إذا اتَّبعَتْهم ذريتهم بالإِيمان يلحقهم الله بآبائهم في المنزلة وإنْ لم يبلغوا عملهم؛ لتقرَّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في مَنازِلهم؛ فيجمع – سبحانه – بينهم على أحسن الوجوه بأنْ يَرفَع مَن هو أقلُّ عملاً وأدنى درجةً إلى قريبه الذي هو أعظم عملاً وأعلى منزلة، كما قال – تعالى -: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23 – 24].

اقرأ أيضا  وصايا بعد الحج

فالاقتِداء الحسن والاتِّباع الصالح المحمود في الدنيا والآخِرة إنما يكون من اللاحق بالسابق في الإِيمان بالله والعمل الصالح الذي يحبُّه ويَرضاه، والخلق الجميل الذي مدَحَه الله كما قال – سبحانه – عن يوسف – عليه السلام – أنَّه قال: ﴿ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يوسف: 37 – 38].

فهكذا يكون الأبناء الصالحون خَلَفًا لِمَن سلَف، ويكون الآباء المؤمنون قدوة للأبناء في الخير، وتكون الذريَّة تبعًا لهم في ذلك في سلسلةٍ متَّصلة وقفل متلاحق في السير إلى الجنَّة على هُدًى ونور، ولكنَّ المصيبة وشرَّ البليَّة إذا فسَد الآباء – والعياذ بالله – فصارُوا قدوةً سيِّئة لأولادهم في الضلال وسيِّئ الأعمال كما قال – تعالى -: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].

فإذا كان الأب لا يُصلِّي الكليَّة، أو لا يشهد الجماعة إلاَّ الجمعة، أو حتى الجمعة، أو يتعاطى المسكرات، أو لا يتورَّع عن كسْب المال الحرام، أو لا يَغار على محارمه، فكيف تكون الذرية التي تُشاهِد هذه الجرائم، وتتربَّى على إلْف تلك العظائم، التي يرتَكِبها الآباء مجاهرةً لرب الأرض والسماء، إنهم سيَكونون في الغالب كما قال الشاعر:
وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا
عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

كيف نتَصوَّر حالَ شبابٍ ألِفُوا من آبائهم هَجْرَ المساجد، يُولَد أحدُهم ويبلغ وهو لم يَرَ والده يخرج إلى المساجد للصلوات الخمس، فكانوا كما قال – سبحانه -: ﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴾ [الصافات: 69].

فاتَّقوا الله أيُّها الآباء، وكونوا قدوة صالحة لأبنائكم في الخير، فإنَّكم محلُّ القدوة، وحاسِبُوا أنفسكم، وتفكَّروا في حالِكم بعد الموت، فقد أبلغ في الإعذار مَن تقدَّم بالإِنذار؛ ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29 – 30].

اقرأ أيضا  فوائد السلوك إلى الله

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَنا جميعًا بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أمَرَنا بالاقتِداء بأهْل الخير والرشاد، ونهانا عن الاقتداء بأهْل الشر والفساد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، شهادة تَنفَع قائلها يومَ المعاد، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخيرته من سائر العباد، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه.

أمَّا بعد:
فاتَّقوا الله عباد الله، وكونوا قُدوةً صالحة لِمَن ولاَّكم الله أمرَه، وجمَعَكم به من العِباد، فإنَّ الإِنسان لَيُدرِك بحسن سِيرَته ورغبته في الخير ومُسارَعته إليه خيرًا وأجرًا كبيرًا جَزاء عمله، والله ذو الفضل العظيم، وكذلك يُدرِك مثل ذلك حين يَقتَدِي به غيرُه من الناس، يقول – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعِلِه)).

وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سنَّ في الإِسلام سنَّة حسنةً فله أجرُها وأجرُ مَن عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا)).

وذلك حين دعا النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – إلى الصَّدَقة فتقدَّم رجلٌ فتصدَّق فتَتابَع الناس بعدَه، وقد ذكَر – سبحانه – أنَّ أولياءَه الصالحين يدعونه مُتضرِّعين قائلين: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

وإنما تُنال الإِمامة في الدين بالصبر واليَقِين، الصبر على طاعة الله واليَقِين بصدقِ وعدِه، يقول – تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

فاذكُرُوا الله العظيم الجليل يَذكُركم، واشكُرُوه على نِعَمِه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يَعلَم ما تَصنَعون.
الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.