الأطراف اليمنية تتفاوض اليوم في الكويت

الإثنين11رجب 1437/ 18 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

صنعاء

من المقرر أن تبدأ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية من جهة وجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية من جهة أخرى اليوم بدولة الكويت جولة جديدة من المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة

وتهدف المفاوضات إلى إيجاد حل للأزمة اليمنية، وإيقاف رحى الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي وصالح منذ أكثر من عام، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن ستة آلاف مدني وإصابة عشرات الآلاف، إضافة إلى نزوح أكثر من مليوني يمني داخليا بحسب إحصائيات نشرتها منظمات تابعة للأمم المتحد في وقت سابق.
ويأمل اليمنيون أن تعيد المفاوضات المرتقبة الاستقرار والسلام إلى البلاد، بعد أن أدخلتها جماعة الحوثي وصالح في دوامة العنف بانقلابها على السلطة الشرعية منذ اقتحامها للعاصمة صنعاء واحتلالها لمؤسسات الدولة في الـ 21 من شهر سبتمبر 2014.
وأبدت الحكومة اليمنية في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية مواقف إيجابية حيال إنجاح المفاوضات، وتمسكها بالحلول السلمية للأزمة الراهنة، حيث أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر في تصريح صحفي الأسبوع الماضي أن حكومته حريصة على المضي قدما في مسار السلام بصورة جادة ونوايا صادقة، في حال أبدى الطرف الآخر مواقف إيجابية تجاه المفاوضات وتطبيق القرار الأممي /2216/.
وتبدو مواقف جماعة الحوثي وصالح حيال إنجاح المفاوضات متذبذبة رغم موافقتها على المشاركة فيها، ففي حين أعلن محمد عبد السلام الناطق الرسمي لجماعة الحوثي في تصريح له يوم أمس الأول حرص جماعته على إنجاح مفاوضات الكويت وأن المحادثات التي جرت بين جماعته والحكومة السعودية في وقت سابق حققت نتائج جيدة وستكون مفتاحا لحل الأزمة القائمة، وتأكيده على استعداد جماعته لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة كما هو مثبت في نتائج الحوار الوطني، كشف مصدر في الحكومة اليمنية في تصريح صحفي يوم أمس عن شروط جديدة طرحتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي /2216/.
وقال إن الشروط الجديدة للمليشيات قد تعيد التسوية السياسية في اليمن إلى المربع الأول حيث تريد العودة بالعملية السياسية في اليمن إلى ما قبل الحوار السياسي.
وأضاف أن جماعة الحوثي والمخلوع صالح قدمت ملاحظاتها على مسودة قضايا جلسة المفاوضات التي من المقرر أن تعقد اليوم في دولة الكويت ومن بين هذه الملاحظات اشتراطها نقل السلطة من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي وعدم تسليم السلاح إلا بعد المجيء بشرعية الدولة، كما أنها لم تشر لمرجعيات التسوية السياسية اليمنية المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني, والقرار الأممي /2216/, كما أنها بدأت تتحدث عن اتفاق السلم والشراكة الذي لم يعد يحظى باعتراف الحكومة اليمنية الشرعية.

اقرأ أيضا  ما بعد مؤتمر وارسو

ومواقف جماعة الحوثي وصالح المتناقضة كما في المشاورات السابقة عززت من مخاوف الأطراف المناوئة لها بما فيها المقاومة الشعبية وتشكيكها بمدى جدية الجماعة في القبول بحلول سلمية للأزمة والمساهمة في إنجاح المفاوضات عبر قبولها بتطبيق القرارات الأممية وخاصة بعد استمرارها في ارتكاب خروقات للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل العاشر من شهر إبريل الجاري كخطوة تمهيدية للمفاوضات.
وفي هذا الصدد أعلن مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز التي تشهد أعنف مواجهات مسلحة منذ أكثر من عام ترحيب المقاومة بالمفاوضات القادمة وحرصها على الحلول السلمية ما لم تكن نوايا المليشيات الانقلابية سيئة تجاه الحلول السلمية.
وعبر المصدر في تصريح صحفي عن مخاوف المقاومة الشعبية من مواقف جماعة الحوثي وصالح غير واضحة المعالم، كونها تتخذ من هذه المشاورات والمفاوضات فرصة للمناورات وكسب الوقت لإعادة ترتيب أوضاعها العسكرية فقط كما فعلت في فترات سابقة .. مؤكدا أن مواقف الجماعة المتذبذبة ستدفع المقاومة إلى التمسك أيضا بالعمل المسلح كخيار آخر حتى إنهاء الانقلاب وإعادة الاستقرار إلى المحافظة وكافة مناطق البلاد.
كما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في وقت سابق أن المفاوضات المقبلة بين الأطراف اليمنية ستبحث في خمس نقاط أساسية هي الانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، والترتيبات الأمنية، والحل السياسي، وإنشاء لجنة لتحرير السجناء والأسرى، على أن تشمل النقطة الرابعة المتعلقة بالحل السياسي استعادة الدولة سيطرتها على جميع مؤسساتها، إلى جانب استئناف الحوار السياسي في البلاد. كما سترتكز المفاوضات على ثلاثة محددات هي : المبادرة الخليجية ، ونتائج الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة.
وكانت مصادر سياسية يمنية قد أعلنت أن وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير خارجيتها عبدالملك المخلافي قد وصل إلى دولة الكويت، بينما وفد جماعة الحوثي تأخر عن الوصول في الموعد المحدد على أمل أن يصل صباح اليوم.
وتوقعت هذه المصادر أن يتم تأجيل الجلسة الافتتاحية للمفاوضات إلى مساء اليوم بسبب تأخر وفد جماعة الحوثي وصالح عن موعد الوصول رغم أن الترتيبات الخاصة للمفاوضات قد اكتملت يوم أمس بحسب ما أكدته اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة.
ورغم المواقف المتباينة لجماعة الحوثي وصالح حيال مفاوضات الكويت .. إلا أن هناك توقعات تشير إلى أن الفرصة مواتية هذه المرة لخروج اليمن من أزمته أكثر من أي وقت مضى وبخلاف ما حدث خلال الجولتين السابقتين من المشاورات بين الأطراف اليمنية التي رعتها الأمم المتحدة في مدينتي /جنيف وبازل/ بسويسرا.

اقرأ أيضا  الجبير: لا أرى التقارب بين واشنطن وطهران مخيفاً

المصدر: برناما

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.