التحذير من بدع رجب

السبت 9رجب 1437/ 16 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

التحذير من بدع رجب (1)

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].

أما بعد: فإنَّ المسلمين يمتازون عن غيرهم من أهل الأرض بوضوح عقيدتهم، وصحة دينهم؛ فالعباداتُ في الإسلام مضبوطة، ومصادرُ التلقي محفوظة. يتلقى الإسلامَ جيلٌ عن جيل، بأسانيدَ موصولة، ومعاييرَ في القبول والرد دقيقة. فالإسلام هو الإسلام عبر القرون؛ لم تنخرم منه عبادة، ولم تسقط من شعائره شعيرة، ولم تطرأ عليه زيادة، على رغم الضعف الذي دارت أمة الإسلام في فلكه فتراتٍ من حياتها، لكن الله تعالى قد تأذن بحفظه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

لذا كان من المناهي العظيمة، والمحاذير الكبيرة، الابتداعُ في الدين، والزيادةُ على المشروع من العبادة. والحاملُ على الابتداع والزيادة الجهلُ أو الهوى. وهذا ما خافه الرسولُ صلى الله عليه وسلم على أمته فقال: ((إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء))؛ أخرجه أحمد والطبراني[1]. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم((اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء))؛ أخرجه الترمذي وابن أبي عاصم[2].

ويُذكِّر أصحابه أهمية الاتباع، وخطر الابتداع فيقول في حديثه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتُها، وكلُّ بدعة ضلالة))؛ أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما[3].

وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم أوصى بالاتباع، وشدّد في ذلك – والمرء قبل وفاته لا يوصي إلا بما هو مهم عنده – ورسول الله صلى الله عليه وسلم أنصحُ الخلق للخلق، أخرج الترمذي وأبو داود واللفظ له من حديث عبدالرحمن بن عمرو السلميِّ وحُجْر بن حُجْرٍ قالا: “أتينا العرباض بن سارية رضي الله عنه وهو ممن نزل فيه ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة: 92] فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين. فقال العرباض: “صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظةً بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: “يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهدُ إلينا”؟ قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبدًا حبشيًّا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة»[4].

ما كان هذا التحذيرُ والتشديدُ منه صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر إلا تعظيمًا لجناب الله تعالى إذ هو وحده – تعالى وتقدس – المشرِّعُ، والبشر له عبيد، والابتداعُ فيه تعدٍّ على هذا الحق الإلهي، فكيف يأمر الله تعالى عباده بعبادته على وجه يريده، فتظهَرُ أمةٌ منهم تتنكبُ الصراط، وتشاقُّ الله تعالى في ربوبيته، وتنازعهُ في طريقة عبادته، فتشرع من الدين ما لم يأذن به؟! كيف يكون ذلك لهم ويلهم؟! والرسول صلى الله عليه وسلم وهو معصوم يؤمر بالاتباع ويقال له: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 18 – 19]!! قالالحسن البصري: “على شريعة من الأمر: على السنة”[5].

وبالاتباع تُنالُ محبةُ الله تعالى ومحبةُ رسولهِ صلى الله عليه وسلم لأن المتبِعَ معظِّمٌ للكتاب والسنة ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121] قال عطاء رحمه الله تعالى: “يتبعونه حق اتباعه، ويعملون به حق عمله”[6] وقال ابن جريج رحمه الله تعالى: “كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله يقولون: إنا نحب ربنا؛ فأمرهم الله أن يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم وجعل اتَّباعَ محمدٍ عَلَمًا لحبه”[7].

وإذا اختلف المسلمون في أمر من أمورهم وجب عليهم الرجوع إلى كتاب ربهم تبارك وتعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم والوقوفُ عندهما، والعملُ بهما؛ فذلك طريق النجاة، وإلا كان الزيغُ والضلال والهلاك: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: 59] قال ميمون بن مِهْران في الردّ إلى الرسول: “ما دام حيًّا فإذا قبض فإلى سنته”[8].

تلك هي الطريقُ الصحيحة، وما عداها من السبل والأهواء فضلال في ضلال. ويقيِّم العبدُ نفسه، ويتبين سبيله بين الهدى والضلال بالنظر في مدى عمله بالكتاب، وتمسكه بالسنة بفهم سلف الأمة، قال ابن سيرين: “كانوا يرونه على الطريق ما دام على الأثر”[9].

أيها الإخوة المؤمنون: كلما بعد الناس عن زمن النبوة؛ تشعبت بهم السبل، وفرقتهم الأهواء، تُحَسَّنُ عندهم البدعة، وتسري فيهم الخرافة، ويُضلهم الشيطان؛ فتعمى أبصارهم وبصائرهم عن الحق، وتَصَمُّ آذانهم عن سماع هدي الكتاب والسنة، فلا يصل إلى قلوبهم، ولا تعيه عقولُهم؛ لأن الشيطان قد أحكم قفلها، وحجبتها البدع بغشاوتها وشبهها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: “ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا سنة؛ حتى تحيا البدع، وتموت السنن”[10]، وقال حسان بن عطية: “ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة”[11].

فهل تستحقُّ أمة نصر الله وقد كثرت فيها البدع، وقلّ فيها الاتباع، وتشعبت بها الأهواء؟! إن ذلك مما يحجب نصر الله، ويستوجب غضبه ونقمته وعذابه؛ ولو كانت نيات المبتدعين حسنة – وما هم كذلك إلا الجهالُ منهم – فإن ابتداعهم وبال على الأمة، ومهما كثرت أعمالهم في البدعة فهي هباءٌ لا يبارك الله تعالى فيها في الدنيا، ولا تقبلُ في الآخرة. قال أيوبُ السختياني رحمه الله تعالى: “ما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا زاد من الله بعدًا”[12]؛ لذا كان التقرب إلى الله تعالى بالقليل من السنة خير من التقرب إليه بالكثير من البدعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: “الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة”[13].

اقرأ أيضا  الزكاة ركن الإصلاح الاجتماعي - الشيخ طه الساكت

وجهلُ الأمة، وبعدُها عن مصادر التلقي الصحيحة؛ جعل كثيرًا من أفرادها يتيهون في الأهواء الضالة، والمبادئ المنحرفة، ومكّن ذلك لعدوها أن يشق صفها، وأن يبث المنافقين بين أفرادها. فلا يزالُ عدو المسلمين من جراء ذلك يتحكمُ في رقابهم، ويستولي على أراضيهم، وينهب ثرواتهم، وكثير من أبناء الأمة يحتفلون بالإسراء والمعراج، يظنون أن المسرى لا يزالُ بأيديهم، وما علموا أنه قد انتهب منهم! أما يستحيون من الله؟! كيف يضيعون الأقصى؟ ثم يحتفلون بالإسراء! فرطوا ثم ابتدعوا، كيف يُنصرون؟! فإلى الله نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 31-32].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى ولا تبتدعوا فقد كفيتم ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35].

أيها الإخوة المؤمنون: يطيب لكثير من الضلال والمبتدعين الاحتفاء بشهررجب، وإقامةُ ضروبٍ من الاحتفالات، وأنواعٍ من العبادات لم يأذن بها الشرع. جرّهم إلى ذلك اعتقادُهم أن الإسراء كان في رجب، ولو كان الإسراء فيه لما جاز لهم أن يقيموا احتفالات أو يؤدوا عبادات لم تشرع في الكتاب ولا في السنة، فكيف إذا لم يثبت أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في رجب كما أبانه المحققون من أهل العلم؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن تحديد ليلة الإسراء والمعراج: “لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها؛ بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به”[14]. ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله عن ابن دحية قوله: “وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان فيرجب. قال: وذلك كذب”[15].

ومن قبيح البدع في رجب ما يسمى بصلاة الرغائب في ليلة أول جمعة من رجب، قال النووي رحمه الله تعالى عنها: “وهي بدعةٌ قبيحةٌ منكرةٌ أشد إنكار، مشتملةٌ على منكراتٍ؛ فيتعين تركُها والإعراضُ عنها، وإنكارُها على فاعلها”[16].

كذلك من بدع رجب تخصيصُه بالصيام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “وأما صيام رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة؛ بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها”[17]. وقال ابن رجب رحمه الله تعالى: “وأما الصيام، فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه”[18].

وكل هذه المحدثات وغيرها في رجب إنما أحدثها أصحابها لاعتقادهم أن لرجب مزية على سائر الشهور، والأمر ليس كذلك. قال ابن حجر رحمه الله تعالى: “وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو في فضل صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين: ضعيفة وموضوعة”[19]. وقال أيضًا: “لم يرد في فضل رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة…” اهـ[20].

أيها الإخوة: ليس غريبًا أن يشجع أعداء الإسلام مثل تلك الاحتفالات البدعية، ولا من العجب في شيء أن يقيمها ويحضرها العلمانيون والملاحدة مع أنهم لا دين لهم أصلاً؛ لأنهم يريدون هدم الإسلام، وتضليل العامة، وتحصيل بعض الشهوات والملذات. والابتداعُ في الدين من أعظم وسائل هدم الإسلام، وتبديل السنة.

نسأل الله تعالى أن يعافينا من الابتداع، وأن يرزقنا الاتباع، وأن يهدي المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.

ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله.

[1] أخرجه أحمد (4/ 430) وابن أبي عاصم (1/ 12) والطبراني في الصغير (511) من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه وصححه الألباني في تخريجه لكتاب “السنة” لابن أبي عاصم.

[2] هذا اللفظ لابن أبي عاصم (1/ 12)، وأخرجه الترمذي في الدعوات باب في دعاء أم سلمة (5385) وقال: هذا حديث حسن غريب، والطبراني في “الكبير” (19/ 19)، وصححه ابن حبان كما في “موارد الظمآن” (2422) والحاكم (1/ 532)، وعزاه الألباني في تخريجه للسنة لأصحاب السنن، ولم أقف عليه بهذا اللفظ إلا عند الترمذي.

[3] أخرجه مسلم في الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (867) والنسائي في الجمعة باب كيف الخطبة (3/ 188) وابن ماجه في المقدمة باب اجتناب البدع والجدل (45).

[4] أخرجه أبو داود في السنة باب لزوم السنة واللفظ له (4607)، والترمذي في العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة (2676) (2678)، وأحمد (4/ 126).

[5] “شرح اعتقاد أهل السنة” لأبي القاسم اللالكائي (66).

[6] شرح اللالكائي (67).

[7] تفسير الطبري (3/ 232).

[8] تفسير الطبري (5/ 15) و”الإبانة” لابن بطة (1/ 9) وشرح اللالكائي (1/ 80).

[9] سنن الدارمي (143) و”الشريعة” للآجري (1/ 18).

[10] أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 262) برقم (10610) وقال الهيثمي: رجاله موثوقون (1/ 188) وأخرجه ابن وضاح في “البدع والنهي عنها” (38) وابن بطة (1/ 177) برقم (11) واللالكائي (125).

[11] “حلية الأولياء” (60/ 73).

[12] “حلية الأولياء” (3/ 9).

[13] أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي (1/ 103)، والدارمي (223).

[14] نقله عنه تلميذه ابن القيم في “زاد المعاد” (1/ 75).

[15] “تبين العجب فيما ورد في فضل رجب” لابن حجر (6).

[16] فتاوى النووي (57).

[17] مجموع الفتاوى (25/ 290).

[18] “لطائف المعارف” (228).

[19] “تبين العجب فيما ورد في فضل رجب” (6).

[20] “تبين العجب فيما ورد في فضل رجب” (8).

التحذير من بدع رجب (2)

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 – 71].

اقرأ أيضا  تعلمنا الإيمان قبل القرآن

أما بعد: فإن الشهور والأيام تتفاضل كما يتفاضل الناس؛ فرمضان أفضل الشهور، وعشر ذي الحجة أفضل عشر، ويوم الجمعة أفضل الأيام، وليلة القدر أفضل الليالي، وثلث الليل الآخر أفضل أجزاء الليل، وساعة الإجابة يوم الجمعة أفضل ساعة فيه، وعشية عرفة أفضل جزء منه.

والميزان في تفاضل الشهور والأيام والليالي والساعات شرع الله تعالى فليس من حق أحد أن يجعل لبعض الشهور والأيام، والليالي والساعات مزية على غيرها إلا الله تعالى والمبلّغ عنه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى هو الذي خلق الأزمان وفضل بعضها على بعض، كما خلق البشر ورفع بعضهم فوق بعض درجات.

ولقد كان لأهل الجاهلية مواسم يعظمونها، وعبادات يؤدونها فيها؛ فجاء الإسلام فأبطل ابتداعهم، وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفتهم في شعائرهم.

ومن الأزمنة التي عظمها أهل الجاهلية شهر رجب؛ حتى سمي رجبًا لأنه كان يُرَجَّب، أي: يُعظَّم، كما قال أهل اللغة[1]، وأكثر القبائل تعظيمًا له مضر؛ حتى نسب إليها فقيل: رجب مضر. وبلغ من تعظيمهم له: أنهم كانوا يتحرَّون فيه الدعاء على من ظلمهم[2].

ولأهل الجاهلية في هذا الشهر عتيرة يذبحونها؛ أعلن النبي صلى الله عليه وسلم إلغاءها فقال: ((لا فرع ولا عتيرة))[3]. وفي رواية: ((لا عتيرة في الإسلام))[4]. قال أبو عبيد: “العتيرة هي الرجبية: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب، يتقربون بها لأصنامهم”[5] وقال الحسن رحمه الله تعالى: “ليس في الإسلام عتيرة؛ إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه”[6].

وكثير من جهال المسلمين ومبتدعَتِهم تبعوا أهل الجاهلية في ذلك فتعبدوا لله تعالى بالذبح في رجب؛ فخالفوا أمره، وشابهوا أهل الضلال والجاهلية، وبعضهم قد لا يذبحون فيه لكنهم يحتفلون به، ويجعلونه عيدًا. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: “ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسمًا وعيدًا كأكل الحلوى ونحوها”[7].

ولما طال الأمد بالمسلمين، وابتعد زمنهم عن زمن الرسالة، تبع طائفة منهم أهل الجاهلية في تعظيم رجب؛ بل زادوا فيه عبادات ما كان يفعلها أهل الجاهلية! دفعهم إلى ذلك أوهام خاطئة، وجهل مستحكم، تحت قيادة شيوخ ضالين، وأصحاب عمائم منحرفين، يتأكلون بالبدعة، ويرتزقون بإضلال العامة. يدخلون عليهم باسم العبادة، ويتسللون إلى قلوبهم لإفسادها بالبدعة تحت شعار محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأداء حقه؛ فاخترعوا لذلك كذبةً قبيحة حينما أوهموا العامَّة أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في رجب، فهم يعظمونه احتفاءً بهذه الذكرى!!

وشريعة الله تأبى تعظيمَ زمنٍ لم يعظّمه الله تعالى وتمنع أداء عبادات لم يشرعها، والتاريخ يظهر كذب هؤلاء الضُلال المضلين؛ إذ الخلاف بين المؤرخين في ليلة الإسراء كبير جدًّا، ولم يثبت أنها كانت في رجب[8]حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن ليلة الإسراء: “لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها؛ بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به”[9].

ولمزيد من الغواية والإضلال فإنَّ أئمة المبتدعة – من أجل إقناع العامَّة بضلالهم – اخترعوا عبادات متنوّعة في هذا الشهر، وفي الليلة التي يزعمون أنها ليلة الإسراء تحت شعار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يزعمون، وكذبوا والله في زعمهم – إلا المقلد الجاهل – إذ لو أحبوه لاتَّبعوا سنته، ولما اتهموا شريعته بالنقصان، حتى يكملوها بابتداعهم!

إن هؤلاء الضُّلال يفتتحون أول ليلة جمعة من رجب بصلاة منكرة في نيتها وهيأتها، يسمونها صلاة الرغائب. اخترعها أئمتهم بعد القرن الرابع الهجري[10] أي: بعد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان. قال ابن رجب رحمه الله تعالى: “فأمَّا الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أوَّل ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء”[11].

ثم عمد هؤلاء المبتدعة إلى أيام في رجب مخصوصة فأفتوا بفضيلة صيامها، وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه: أنه كان يضرب أكُفَّ الرجال في صوم رجب؛ حتى يضعوها في الطعام ويقول: “ما رجب؟ إن رجبًا كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك”[12] وعن أبي بكرة  رضي الله عنه  أنه رأى أهله يتهيئون لصيام رجب فقال لهم: “أجعلتم رجبًا كرمضان، وألقى السلال، وكسر الكيزان”[13].

وقصد بعض الجهلة رجبًا بالصدقة، وبعضهم لا يخرج زكاة ماله إلا فيه؛ تحريًا للفضل. والصدقة مشروعة في كل وقت، والزكاة تجب إذا حال الحول، وليس لرجب مزية على غيره من الشهور حتى يقصد بالصدقة، أو تضبط الزكاة به. وفعل ذلك على وجه مقصود يدخل العبد في ظلمات البدع.

وطوائف كثيرة من المسلمين يخصون رجبًا بعمرة، وبعضهم يستدل لذلك بأن من السلف من اعتمروا في رجب، والحق أن العمرة مشروعة في كل وقت من غير تخصيص، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه كان يخص رجبًا بعمرة، من اعتمر منهم فيه صادفت عمرته رجبًا لا على وجه القصد والتخصيص، فالعمرة فيه وفي غيره مشروعة؛ لكن تخصيصه بها غير مشروع، كما يفعله كثير من المسلمين؛ حتى اشتهرت بينهم بالعمرة الرجبية.

وكثير من أهل النيات الطيبة، والمقاصد الحسنة يُلَبِّس عليهم علماء السوء، وأئمة الضلال بإيراد أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب؛ بقصد جرهم إلى ممارسة هذه الشعائر والعبادات البدعية، وترسيخ ذلك في أفهامهم حتى تناقلوه أبًا عن جد. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:”لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ”[14]. وقال أيضًا: “وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين: ضعيفة وموضوعة”[15].

وبهذا يتبين ضلال من ضل في هذا الباب حتى ميّزوا رجبًا عن غيره من الشهور، وخصوا ليلة الإسراء المكذوبة باحتفالات وأذكار بدعية، وصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم متكلفة ومسجوعة بعضها شرك، وبعضها غلو، وسائرها بدعة وضلال. وكل ذلك تعبير كاذب عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ محبته في اتباع أمره، واجتناب نهيه، والوقوف عند سنته.

اقرأ أيضا  ابتلاء العلماء الصادقين والدعاة العاملين

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 31 – 32]. نفعني الله وإياكم بهدي القرآن العظيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

أيها المؤمنون: البدعة أشد فتكًا بقلب العبد من المعصية، وهي أعظم خطرًا على دينه؛ ذلك أن المعصية مع خطورتها وقبحها قد تدفع إليها غريزة من الغرائز، والبدعة ليست كذلك.

وأخطر ما في البدعة أنها مشاقة لله تعالى في شرعه، واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم البيان؛ لذا كان المتلبّس بها بعيدًا عن التوبة إلا مَنْ وفَّقه الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله حَجَبَ التوبة عن صاحب كل بدعة”؛ أخرجه الطبراني[16]، وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: “البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها”[17].

ولخطورة البدعة على قلب العبد فإن السلف كانوا يحذرون من مجالسة أهل البدع والأهواء؛ حتى لا تتشرب القلوب ببدعتهم، قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: “من جلس إلى صاحب بدعة فاحذروه”[18]. وقال أيضا: “إذا رأيت مبتدعًا في طريق فخذ في طريق آخر”[19]. فكيف لو رأى الفضيل أنواع البدع والضلال، والزندقة والإلحاد، تغزو بيوت الموحدين عبر الفضائيات المأفونة، والصحافة المأجورة؛ إذ تتولى قنوات منحرفة نقل تلك الاحتفالات البدعية بالصوت والصورة الحية، مباشرة من أماكن إقامتها في شتى البقاع.

وتشوه صورة الإسلام لدى العالم كله، لتُعرَض على العالم في صور أولئك الدراويش يتراقصون ويتمايلون ويتصايحون. نساؤهم ورجالهم في اختلاط، وعقولهم في اختلال، ولعل منهم من لم يسجد لله تعالى سجدة؛ بل لعلَّ منهم يهودًا ونصارى وملاحدة جمعهم رباط الوطنية الجاهلية؛ للاحتفال بليلة الإسراء!!

إنه في حقيقة الأمر احتفال بهدم الإسلام، وتشويه لشريعته الغراء، ولعل اليهود يرقبون تلك الاحتفالات فرحين مبتهجين، ولمَ لا يبتهجون وقد استولوا على الأقصى، وأصحاب الأقصى منشغلون عنه بالاحتفالات بالإسراء، ثم بعد ذلك يزعم فريق من أصحاب الفضائيات أن فضائياتهم مسخرة لخدمة الإسلام، وهم يهدمون الإسلام ويفسدون العقول، ويدمرون الفطر السوية.

فاتقوا الله ربكم، واحفظوا أنفسكم وأهليكم وأولادكم من البدع وأنواع الضلال، التي تغزو البيوت الآمنة عبر الفضاء، حصنوا أنفسكم وأولادكم بالسنة والتوحيد، والسير على نهج السلف الصالح؛ حتى تلقوا نبيكم صلى الله عليه وسلم على الحوض ولم تبدلوا ولم تغيروا؛ فتشربوا من حوضه في وقت يُرَدُّ عن حوضه كل من بدل سنته، وانحرف عن طريقته.

ألا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد كما أمركم بذلك ربكم.

[1] قاله أبو عمرو وغيره، وانظر: القاموس (113) واللسان (5/ 139).

[2] “لطائف المعارف” لابن رجب (233).

[3]أخرجه البخاري في العقيقة باب الفرع (5473) وفي باب العتيرة (5474) ومسلم في الأضاحي باب الفرع والعتيرة (1976).

[4] هذه الرواية أخرجها الإمام أحمد في المسند (2/ 229) وصححها الشيخ أحمد شاكر في شرحه على المسند (7135).

[5] “فتح الباري” لابن حجر (9/ 512).

[6] “لطائف المعارف” (227).

[7] المصدر السابق (227).

[8] الخلاف في تعيين ليلة الإسراء كبير جدًّا ومن الأقوال في ذلك:

أ ) أنها ليلة (27) من ربيع الآخر قاله أبو إسحاق الحربي كما في شرح النووي على مسلم (2/ 209) ورجحه ابن المنير كما في الفتح (7/ 242).

ب) أنها ليلة (27) من ربيع الأول نقله ابن رجب عن أبي إسحاق الحربي وهذا اضطراب.

وهذان الرأيان على أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة كما قاله ابن سعد وجزم به النووي، ونقل الإجماع عليه ابن حزم، وحكاية الإجماع مردودة؛ لأن فيه خلافًا كثيرًا. انظر: “فتح الباري” (7/ 242).

جـ) يرى الزهري أن الإسراء بعد البعثة بخمس سنين كما في شرح النووي على مسلم (2/ 209).

د ) أنه قبل الهجرة بسنة ونصف كما هو مفهوم من كلام ابن قتيبة في “المعارف” (150).

هـ) أنه قبل الهجرة بثلاث سنوات حكاه ابن الأثير “فتح الباري” (7/ 243).

و ) أنه قبل الهجرة بخمس سنوات حكاه القاضي عياض، وتبعه القرطبي والنووي عن الزهري، ورجحه عياض، الفتح (7/ 243).

ز) أنه في ليلة (27) رجب، وأكثر اعتقاد الناس فيه مع أنه لا دليل عليه، وإذا كان الخلاف قائمًا في تحديد السنة التي وقع فيها الإسراء فكيف بتحديد الشهر، وقد اختلفوا فيه اختلافًا كثيرًا فقيل: 1- ربيع الآخر 2- رجب 3- رمضان 4- شوال! ثم كيف بتحديد اليوم!! فذلك متعذر.

[9] نقله عنه تلميذه ابن القيم في “زاد المعاد” (1/ 75).

[10] “لطائف المعارف” (228).

[11] المصدر السابق (228).

[12] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 345) رقم (9758) وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (25/ 291) وهذا اللفظ للطبراني في الأوسط كما في “مجمع الزوائد” (3/ 197) وصححه الألباني في “الإرواء” (957).

[13] هذا الأثر ذكره ابن قدامة في “المغني” عن أبي بكرة نفيع بن الحارث (4/ 429) وابن رجب في اللطائف (230) وذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى وتصحف فيه إلى أبي بكر (25/ 291).

[14] انظر: “تبيين العجب بما ورد في فضل رجب” (23).

[15] المصدر السابق (33).

[16] أخرجه الطبراني في “الأوسط” (4202) وابن أبي عاصم في “السنة” (37) وعزاه الهيثمي للطبراني في “الأوسط” وقال: ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة (10/ 128) وحسنه المنذري في “الترغيب” (1/ 86) ثم الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1620).

[17] “تلبيس إبليس” لابن الجوزي (13).

[18] المصدر السابق (14).

[19] المصدر السابق (14).

-الألوكة-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.