الداعية الإنجليزية أمينة بليك: “الأذان” فرض عليَّ أن أكون جزءا من الرسالة المحمدية

الداعية الإنجليزية أمينة بليك: “الأذان” فرض عليَّ أن أكون جزءا من الرسالة المحمدية (البشرى)
الداعية الإنجليزية أمينة بليك: “الأذان” فرض عليَّ أن أكون جزءا من الرسالة المحمدية
(البشرى)

الجمعة،29 شعبان 1435الموافق27 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
كتب: محمود بكر
أمينة بليك، أقطن في 15 شارع “جريد”، تدرجت في التعليم حتى ذهبت إلى الجامعة وحصلت على درجة علمية باللغة الإنجليزية، واقتفيت أثر أبي في تدريس اللغة وأصبحت مدرسة. ثم حصلت على درجة الماجستير في القيادة الإدارية في التدريس بمنطقة بتشيفيلد، نائب رئيس “الرابطة الإسلامية ببريطانيا” (Muslim Association of Britain)؛ اعتنقت الإسلام منذ 22 سنة –والحمد لله–.
ديانتي السابقة النصرانية، ورغم أن الكتاب المقدس –الإنجيل- بديع مليء بالقصص المدهشة، وكنت شغوفة بالجانب الروحي والإيماني، وهذا الجانب جزء أصيل من كيان الإنسان لا يستطيع العيش بدونه، ولكنني دائما ما كنت أريد أن أكون على بينة مما أعتقد وأعتنق، فالله عز وجل أكرم الإنسان بالعقل، وميزه به عن سائر المخلوقات، وساعدني في ذلك كوني مهتمة جدا بالجانب العلمي، فهذا الكون لم يأت من فراغ، بل هو هندسة كونية دقيقة جدا، وبالتالي فهذه الحياة لابد أن تستقيم مع مراد الله عز وجل.
كنت كثيرة القراءة في الإنجيل، ولكنني دائما ما كنت أرى فيه أنه لا يتواءم مع العلم، فالعلم له حقائق وأشياء، والكتاب المقدس يقول شيئًا آخر، وأنا لا يمكن أن أؤمن بشيء إلاّ بدليل، مما سبب صراعا بداخلي، وبدأت الأسئلة تتزاحم في فكري ووجداني، وبدأت الشكوك تتسرب إلى نفسي، فقلت: لابد من الذهاب إلى الكنيسة، وبالفعل ذهبت وقابلت القسيس، وطرحت عليه أسئلة عديدة، منها: لماذا الإله ثلاثة بالرغم من أنه المفترض أن يكون واحدا؟، لقد طلبت منه إقناعي بدعوى التثليث، ولماذا الخلاص؟، فإذا كان المسيح إلها، فلماذا كان الخلاص؟، وغير ذلك، فأجابني: عليك أن تصدقي بقلبك فقط، وكانت هذه العبارة كمن يقول لي: لا تفكري.. لا تناقشي.. لا تسألي.. وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك، لا يمكنني أن أؤمن بشيء إلاّ إذا ثبت لدي بدليل.
في هذه الفترة كان لي صديقة مسلمة، وبينما كنا نسير في طريقنا ليلاً سألتها عن الإسلام؟، وهل يستطيع الإسلام أن يجيب عن أسئلتي بطريقة علمية؟، وهل هناك ارتباط بين الإسلام والعلم؟، وكنت مهتمة بمعرفة الله عز وجل والدليل على أن القرآن كلام الله، ولما كانت معلوماتها محدودة جدًا، أرشدتني إلى ترجمة القرآن الكريم، فظللت أقرأ منها.
وفي أحد الأيام، جاءت لي تلك الصديقة قائلة: حسنًا! هناك جارٌ لنا -إنجليزي– دخل الإسلام منذ فترة طويلة، ويُدعى “داود” أظنه يستطيع أن يجيبك.
لقد كان “داود” بالنسبة لي كغريق يتعلق بأي شيء لينقذه من صراعه الداخلي، فذهبت له وسألته نفس السؤال عن الإسلام، فجاءني بالقرآن وبآيات منه تتوافق مع العلم، ومع حقائق العلم، وهنا أقول “آيات”، وليست آية واحدة، آيات تسير مع العلم، مثل: الآيات التي يتكلم فيها الله -سبحانه وتعالى– عن دورة الماء؛ موضحا لي بشكل جلي جميع الحقائق التي تتعلق بتلك الدورة في صورتها الثمانية: الشمس، الرياح، تخزين المياه، الغيوم،… ذاكرا لي قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} (النور:43).
بعد ذلك بدأ في سرد آيات أخرى مثل الآيات التي يتكلم فيها الله –سبحانه وتعالى– عن الجبال وأوتادها التي تتشعب في الأرض، وهذا لم يتوصل إليه علم الجيولوجيا إلاّ منذ ثلاثين أو أربعين سنة فقط، سبحان الله! والآيات التي تقول إن الأرض على شكل البيضة، بينما يقول الكتاب المقدس إنها مستوية. كما أن هناك آيتين مبهرتين، الأولى: يتكلم فيها الله – سبحانه وتعالى– عن الجنين، وهذا أمر لا يمكن أن تراه إلاّ بالمجهر!! أنت لا يمكن أن تراه بعينيك المجردتين -سبحان الله– ويذكره الله –سبحانه وتعالى– في القرآن!! كل هذه أدلّة. وليست أدلة منذ ألف وأربعمائة عام مضت فقط، بل هي أيضًا أدلّة الآن!! وهذه معجزة أخرى على أن القرآن خالدٌ. فهو وثيق الصلة بالماضي والحاضر وللأبد، سبحان الله! والآية الثانية: عن العدل بين الرجل والمرأة في القرآن. وأنا من الذين يدعون لإعطاء النساء مزيدًا من الحقوق والأعمال، ولكن في الإطار الإسلامي، وأهتم بشدة بحقوق المرأة. ولما تجلت لي العدالة بين الرجل والمرأة في القرآن للدرجة التي تجعل القرآن يذكر الرجل والمرأة نفس عدد المرات؛ فالرجل يُذكرُ 23 مرة، والمرأة تُذكرُ 23 مرة! فهل لي أن أسأل: كم عدد الكروموزومات في الإنسان؟ إنه 46 كروموزوم، سبحان الله! 23 للأب، و23 للأم.
عندما انتهى “داود” قلت في نفسي: هذا هو الشيء الذي يجب أن أؤمن به!!.. إن هذا هو الدين الصحيح، يخاطب العقل، بالحجة، والدليل.. فعلا، هذا ليس بكلام بشر.. لقد كنت بحاجة دليل يقول: إن هذا هو الحق. فقد أضعت عمري في اتباع شيء ثم تبين في آخر الأمر أنه خطأ، سبحان الله!
والآن أصبح معي دليل من الدين، ولكن مازلت أحتاج من هذا الدليل أن يغير أحاسيسي: قلبي.. إحساس يدعوني، يجذب عاطفتي؛ فقد كنت في تلك الفترة في السابعة عشرة من عمري. فأهداني أخي “داود” نسخة من فيلم “الرسالة” الذي يتحدث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبينما كنت أشاهد ذلك الفيلم، أصابني الملل، فقد كانت مدة الفيلم طويلة جدا حيث استغرق نحو الثلاث ساعات، لذا كنت تارة أدخل الغرفة وتارة أخرج منها.
فجأة كأن حركة الكون توقفت في لحظة من اللحظات، ففي المشهد الذي يرتقي فيه بلالٌ -رضي الله عنه- الكعبة وجهر لأول مرة بالأذان، اندفعت –سبحان الله– نحو الغرفة التي فيها التلفاز، ما هذا الصوت؟.. إنه الأذان.. ولم أكن سمعته من قبل، كانت كل “ها” في كل وقفة وتكرار، في نهاية كلمات وجمل الأذان، تمنحني إحساسًا دافئًا، لم يعش قلبي مثل تلك اللحظات الدافئة من قبل، بل وشعر أن عليه أن يتحول هو إلى مشهد من مشاهد هذا الفيلم المذهل ويكون جزءًا منه. رغم أنني لم أفهم حتى كلمة واحدة! لم أفهم أي شيء! سبحان الله، إنه باللغة العربية، وأنا إنجليزية! إنه إحساس جديد لم أعهده. أحتاج أن أكون كيانًا من كيانات هذا الفيلم الرائع، سبحان الله! وبعدها بثلاثة أيام يممت وجهي شطر المسجد ونطقت بالشهادة. وقع هذا منذ 22 عامًا والحمد لله.

اقرأ أيضا  إمام المسجد النبوي: كثرة الفتن تستدعي الإلحاح بالدعاء والاستغفار

المصدر:البشرى

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.