الرضا بين الزوجين
السبت 7 ذو القعدة 1436//22 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. سامية عطية نبيوة
الرضا بين الزوجين
الرضا هو جزاء لا يمنحه إلا الله – عز وجل – فالرضا يَسكُبه – سبحانه وتعالى – في القلوب التي تُخلِص له، فلا ترى أحدًا سواه، فيرضى الإنسان بربه ويرضى بقَدره، ويرضى بنصيبه في هذه الدنيا، فلا يَستعجِل سرَّاء ولا ضراء، ويرضى بما يجد من غنى وفقر، ومن عسر ويسر.
ما المقصود بالرضا؟
الرضا: هو تقدير عقلي لنوعيَّة الحياة التي يعيشها الفرد ككل، أو الحكم بالرضا عن الحياة، وإن كانت هناك العديد من المشاكل التي تُواجِه عملية تقدير الرضا، حيث تميل الأحكام بالرضا إلى أن تكون نسبيَّة، فالناس تُقارِن حالتها الراهنة بمراحل أخرى مختلفة من حياتها الماضية.
أهمية الرضا:
الرضا يُوجِب طمأنينة القلب وسكونه، ومن ملأ قلبه الرضا يرضى فلا يقلق، ولا يضيق ولا يستعجل، ولا يستثقل العبء.
الرضا بين الزوجين:
أما عن الرضا بين الزوجين، فيرى العديد من العلماء أنه نتيجة مباشرة لمدى سلوك الزوجين سلوكًا يؤدِّي إلى الشعور بالسرور لكلا الطرفين.
ولكي يكون هناك رضا بين الزوجين، فلا بد أن يكون بينهما اتفاق نسبي على الموضوعات الحيوية المتعلِّقة بحياتهما المشتركة، وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادُل العواطف بينهما.
وبصفة عامة لا يشعر المرء بالرضا الزواجي إلا إذا خلت الحياة الزوجية بنسبة معيَّنة من المشاكل والصراعات، ولكي يحدث ذلك لا بد أن يكون لدى الزوجين قدرة على دوام حلِّ الصراعات العديدة، التي إذا تُرِكت حطَّمتِ الزواج؛ أي: لا بد من وجود تَوافُق زواجي بينهما.
وبصفة عامة لكي يكون هناك رضا زواجي بين الزوجين؛ لا بد أن يعملا على تطوير مجموعة من التفاعلات بين الطرفين والتي تؤدي إلى الراحة الفردية لكل طرف ولنسلهما؛ مما يساعد كل طرف منهما على التكيف مع ضغوط الحياة، كما تؤدي إلى إحساس كل طرف بالطرف الآخر عاطفيًّا؛ مما يؤدي إلى الحفاظ لمدى أطول على العلاقة في إطار السياق الثقافي الذي يعيش فيه الزوجان.
أهمية الرضا بين الزوجين:
• الرضا بين الزوجين يجعل كل منهما يعيش في سعادة، فحينما يرضى كل منهما عن حياته مع الآخر، يجد أنه لا يَنقُصه شيء في حياته الزواجية، بل يجعله دائمًا يشعر أنه وُفِّق في اختياره لشريك حياته، وبالتالي فهو دائمًا سعيد، وذلك من شأنه أن يُبعِد المخاصمة بين الزوجين، وبالتالي تخلو الحياة من المشاكل الزواجية.
• الرضا بين الزوجين يفتح باب السلامة بينهما، بمعنى أنه يجعل قلب كل منهما سليمًا نقيًّا من الغش والغِل تُجاه الآخر؛ فسلامة القلب قرين الرضا.
• الرضا بين الزوجين هو شجرة طيبة يكون من ثمارها الإخلاص.
• وأفضل ما يَنتُج عن الرضا بين الزوجين هو الشكر لله – سبحانه وتعالى – فلا يشكر الله من لا يرضى بما قسَمه الله له؛ فالرضا يُثمِر الشكر.
المراجع:
• سيد قطب، في ظلال القرآن، ط 13، القاهرة، دار الشروق، 1987م.
• عائض القرني، لا تحزن، ط 26، الرياض، العبيكان للنشر، 2013م، بتصرف.
• كلثوم بلميهوب، الاستقرار الزواجي دراسة في سيكولوجية الزواج، الجزائر، المؤسسة العربية، 2010م.
الألوكة