الرياض تتمسّك بهيئة انتقالية في سوريا
الإثنين 13 محرم 1437//26 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أكد وزير الخارجية السعودي، د. عادل الجبير، حدوث تقدّم نحو التوصل إلى موقف مشترك على المستوى الدولي بشأن سوريا، مجدداً دعوته لهيئة انتقالية للحكم في سوريا، كاشفاً ملامح خريطة الحل الذي يدعو إليه. وقال د. الجبير، بعد محادثات مع نظيره المصري، سامح شكري في القاهرة، إن بعض التقدم أحرز نحو التوصل إلى موقف مشترك على المستوى الدولي بشأن سوريا، وإن هناك حاجة إلى مزيد من المشاورات للوصول إلى حل للأزمة.
وقال الوزير السعودي في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري: «أعتقد أن هناك بعض التقدم الذي حدث وتقارب في المواقف التي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية». وأضاف «لكن لا أستطيع أن أقول… إننا وصلنا إلى اتفاق بعد. نحتاج إلى مزيد من المشاورات، ومزيد من المباحثات لنصل إلى هذه النقطة». وجدّد الجبير موقف بلاده إزاء مستقبل الرئيس السوري، بالقول: «لا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا». مشدّداً على أن «هذا هو موقف المملكة، وموقف معظم دول العالم».. لكنه استدرك بالقول: «هناك تشاورات قائمة ومستمرة في المجتمع الدولي حيال كيفية تطبيق مبادئ جنيف 1، ونحن ملتزمون بالشيء هذا: تطبيق مبادئ جنيف 1 عن طريق تأسيس هيئة انتقالية للحكم، تضع دستوراً جديداً.. تدير المؤسسات المدنية والعسكرية، وتحضر لانتخابات جديدة».
وتابع د. الجبير أنّ «المفاوضات الآن قائمة على كيفية تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع، وأعتقد أن هناك بعض التقدم الذي حدث، و(هناك) تقارب في المواقف التي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية، ولكن لا أستطيع أن أقول لك إننا وصلنا إلى اتفاق بعد. نحتاج إلى مزيد من المشاورات، ومزيد من المباحثات، لنصل إلى هذه النقطة». وأضاف «أعتقد (أنه) في الحل النهائي، كلنا يريد أن تكون سوريا بلداً موحداً، يعيش فيه جميع الطوائف بمساواة، ويكون بلداً خالياً من أي قوات أجنبية».
بدوره، قال شكري رداً على سؤال بشأن الموقفين المصري والسعودي من الحل في سوريا «لم يكن هناك في السابق تباين، وليس هناك الآن اختلاف… نهدف إلى تحقيق نفس النتائج». ووصف التنسيق بين مصر والسعودية بشأن سوريا، بأنه وثيق.
زيارة كيري
ووصل الجبير القاهرة قادماً على رأس وفد، في زيارة قصيرة لمصر، تستغرق بضع ساعات، للقاء كبار المسؤولين لبحث الأزمة السورية، بعد أقل من 12 ساعة من مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، العاصمة السعودية الرياض، إثر اجتماع مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قالت السبت، إن خادم الحرمين وكيري، اتفقا على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، والسعي في الوقت نفسه إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في سوريا.
وبعد الاجتماع مع كيري بالرياض، قال وزير الخارجية السعودي، إن المباحثات تناولت تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، مؤكداً على عدم وجود دور للأسد في مستقبل البلاد. وقال في مؤتمر صحافي، إن «المباحثات مع كيري، تناولت تطبيق مبادئ جنيف 1 حول سوريا»، مشيراً إلى أن المباحثات مع الوزير الأميركي، تناولت تشكيل هيئة انتقالية في سوريا.
وشدد على ضرورة «المحافظة على مؤسسات الدولة السورية العسكرية والمدنية ودستور جديد». وقال الجبير إن المملكة تنظر إلى «إيران كدولة محتلة لأراضٍ عربية في سوريا»، مؤكداً أنها «دولة مصدرة وراعية وداعمة للإرهاب»، وأعرب عن الأمل في أن تكون «عنصراً لدعم الاستقرار في المنطقة، وليس عنصراً للشر»، مشيراً إلى تدخلها «في شؤون المنطقة بشكل سلبي».
الجيش الحر
من جانبه، أبدى الجيش الحر، استعداده للحوار مع روسيا في القاهرة.
وذكر منسق «مجموعة الإنقاذ الوطني في سوريا»، فهد المصري، أن المقترحات التي عرضت على موسكو، تأتي بما يخدم التعاون معها على مسار التسوية في سوريا.
وقال المصري، بهذا الصدد لوكالة «نوفوستي» الروسية، إن الجيش السوري الحر «مستعد للحوار مع روسيا. علينا تنظيم لقاء جديد، لنتمكن من طرح موقفنا وبحث الخطوات المشتركة. وبوسعنا خلال المفاوضات، صياغة قرار عام حول نوع المساعدات التي قد تقدمها روسيا للجيش السوري الحر».
صالح الجميع
وأضاف: «اقترحنا أن ينعقد اللقاء في مصر، في القاهرة، إلا أننا لم نتلق أي رد على مقترحنا. لم نحدد في طرحنا أي مواعيد معينة، لكننا أعلنا عن استعدادنا للقاء. أرى أن عقد هذا اللقاء في أقرب وقت ممكن، يصب في صالح روسيا والجيش السوري الحر، والشعب السوري».
انتقال
أكد عضو مجلس الشورى السعودي السابق، د. محمد آل الزلفى، أن الولايات المتحدة، تتفق مع السعودية على ضرورة تحقيق انتقال سياسي في سوريا، وفق مبادئ جنيف، على أن يتم تشكيل هيئة انتقالية تحافظ على مؤسسات الدولة. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بالمجلس، د. طلال ضاحي، إن زيارة كيري للرياض، جاءت بعد يوم واحد على إجراء محادثات رباعية مشتركة بين السعودية وأميركا وروسيا وتركيا في فيينا، حيث تم الاتفاق على مزيد من التشاور، بسبب وجود وجهات نظر متباينة في شأن مصير بشار الأسد.