المرأة في رحاب السنة النبوية المطهرة

المرأة في رحاب السنة النبوية المطهرة forum.hawahome.com
المرأة في رحاب السنة النبوية المطهرة
forum.hawahome.com

الأحد،8رمضان 1435الموافق6 تمور/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
الشيخ علي بن خالد الشربجي

المرأة في رحاب السنة النبوية المطهرة
الجزء الأول

تأليف
الشيخ علي الشربجي

باحث شرعي
في اللجنة الاستشارية العليا

قدمه له
الدكتور خالد مذكور عبدالله المذكور

صححه وراجعه
الشيخ/أحمد سالم بن غيث الأستاذ/طارق علي عدي
مدير إدارة البحوث والدراسات باحث لغوي
إدارة البحوث والدراسات

كلمة الدكتور
خالد مذكور عبدالله المذكور
رئيس اللجنة الاستشارية العليا

بسم اللّه وكفى، وللصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وآله وأصحابه القادة الشرفاء ومن تبعهم على الخير والهدى.
وبعد:
فإن السنة النبوية المشرفة هي في واقعها، ومآلها لا تخرج عن كونها وحيًا يُوحى من عند اللّه تبارك وتعالى، وهي أيضًا في أصولها وفروعها تشكل المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم.

ومن سمات هذه السنة المباركة اتصافها بالعموم والشمول، فما تركت من شاردة ولا واردة إلا وعتها، وعالجتها بمنتهى الدقة والحكمة، ووضعت الحدود والأحكام لكل مشكلة ومعضلة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ هذه السنة والعمل بها، لأن فيها الخير والبركة، فقال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ”. حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي. وقال: “تركت فيكم أمرين؟ لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب اللّه، وسنة نبيه”؛ رواه مالك.

ولما كانت المرأة تشكل نصف المجتمع كانت حَرِيةٌ أن يكون لها في السُّنة النبوية مكانها البارز، ومنزلتها الرفيعة، ولقد أغنت السنة في الحقيقة والواقع موضوع المرأة، وأسهبت في الرعاية له، والعناية به، ووضعت المرأة المسلمة في رحابها المشرف، ومكانها الصحيح، وصانتها من المزالق والفتن وأخذت بيدها إلى سدة الفضيلة والشرف، وليس هذا بخاف على من عايش هذه السنَّة المباركة دراسة وقراءة.

اقرأ أيضا  خصائص الأسرة المسلمة

هذا، ولقد أطلعت على نماذج مما كتبه الشيخ علي الشربجي- الباحث الشرعي في اللجنة- إدارة البحوث- في موضوع:
[المرأَة في رحاب السنَّة النبوية المُطَهّرة]

فوجدت فيه عملاً مفيدًا وجهدًا طيبًا، يستحق أن ينشر، ويستفاد منه إن شاء اللّه تعالى.

فقد استقرأ الكثير من نصوص السنة وأدلتها، واستنبط منها كثيرًا من الأفكار والأحكام، وصاغها بشكل إرشادات مختصرة وعبارات مركَّزة يسهل فهمها واستيعابها والانتفاع بها.

لذا رأينا أن نوصي بطباعتها، وتعميمها، سائلين المولى أن يكتب النفع بها، والإفادة منها، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه.

الدكتور/ خالد مذكور عبداللّه المذكور
رئيس اللجنة الاستشارية العليا

تقديم
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فقضية المرأة في العصور الحديثة من أخطر القضايا، وأشدّها أهمية، شغلت العالم دولاً ومنظمات ومؤسسات أيما انشغال، فتحدث بشأنها العلماء، وتبارى الكتاب، وأدلى بدلوهم بحقها الفلاسفة والسياسيون والاجتماعيون، بل وجعلوا المرأة عجلة في آلة الاقتصاد، ومحورًا من محاور التنمية الإقليمية والدولية، فعقدت المؤتمرات، وأقيمت الندوات، وتنوعت بشأنها الدراسات، حتى غدت الأمة في بلبلة من أمرها، وحيرة شديدة في شأنها، بين غرب سلخها من أنوثتها، وأخرجها عن طبيعتها، وسار بها بخلاف فطرتها التي فطرها الله عليها. وبين شعوب ومجتمعات هضمتها حقوقها، وتفننت في الاستخفاف بها، والتقليل من شانها، والازدراء لدورها ومكانتها في الحياة.

ولما كادت الحقيقة أن تضيع في خضم هذا الصراع، ارتأت إدارة البحوث والدراسات في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أن تجلِّي حقيقة طبيعة المرأة وإمكاناتها، وقدراتها، ومكانتها ودورها من خلال الحديث النبوي الشريف (المصدر الثاني من مصادر التشريع) وما ورد فيه من أقواد وأفعال و(إقرارات من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، فقد كان أخا المرأة وزوجها وأباها. وهو القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه ابن ماجه. والقائل اْيضا: (استوصوا بالنساء خيراً) رواه البخاري.

اقرأ أيضا  أسس تعليم المرأة المسلمة

ولأجل ذلك عزمت الإدارة على نشر هذا السفر العظيم، والمؤَلَّف الجميل (المرأة في رحاب السنة النبوية المطهرة) الذي ضمنه مؤلفه فضيلة الشيخ علي الشربجي حفظه الله تعالى كلى ما وجد في كتب السنة المعتمدة من أحاديث تتعلق بالمرأة وشؤونها، ودورها ومكانتها، وكذا كل ما ورد في حقها من توصيات نبوية، وإرشادات كريمة، لعل هذه النصوص تكون الحصن الذي تركن إليه، والأس الذي يُعتمد عليه، في تحديد ملامح الصورة الصحيحة للمرأة المسلمة، شكلاً ومضمونًا، علمًا وعملاً، تربية وتنمية، تقدماً ورقيًا. بعيدًا عن فلسفات غريبة، وسلوكيات مبتدعة، وتوجهات مرفوضة، ومدارس مستحدثة، لم تجن منها المرأة إلا عذاباً وضياعاً وتشتتًا، وما ذاك بمستغرب، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾ [طه: 124].

ورجاؤنا أن تسهم هذه الموسوعة الحديثية النسائية المباركة في تحقيق الهدف الذي أُعِدّت من أجله، وأن تكون عوناً للباحثين في قضية المرأة، تدني لهم البعيد، وترشدهم إلى معالم الطريق، وتمدهم بالنصوص، وتفتح لهم آفاق الموضوعات والأفكار، وتضع أيديهم على الكثير من القضايا النسائية من خلال الاستنتاجات المستفكة، والعناوين المختارة للأحاديث الواردة فيها.

اقرأ أيضا  المرأة المسلمة بين التكريم الإلهي والتشويش الغربي

وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

مدير إدارة البحوث والدراسات
أحمد محمد السالم بن غيث

أتقدم بخالص شكري وتقديري إلى فضيلة الدكتور/ خالد المذكور، رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية المكرم لرعايته لهذا المشروع وتقديمه له، ورغبته في إنجازه، وظهوره إلى حيز الوجود، فجزاه الله خيرًا، ومتعه بدوام العافية، والنشاط والعطاء.

وأشكر الأخ الفاضل الشيخ أحمد بن غيب – أبا خالد – مدير إدارة البحوث في اللجنة الاستشارية العليا على اقتراحه القيام بهذا العمل، وسعيه في إنجازه، وقيامه بمراجعته، وإبداء الملاحظات حوله ، فجزاه الله خيرًا، وأدام نفعه، وبارك في عطائه.

وأشكر الأخ الكريم الأستاذ أبا علي – طارق عدي على جهده الكريم، بمراجعته الكتاب، وحرصه على إتمامه. فجزاه الله تعالى خيرًا وأحسن إليه.

وأشكر الأخ أبا أحمد – محمد أحمد عبدالوهاب الذي صف القسم الأول من هذا الكتاب وأخرجه بهذا الشكل الأنيق، أسأل الله تعالى القبول من الجميع.

علي خالد الشربجي

المصدر: الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.