النقص الحاد في أدوية الأطفال يزيد من معاناة السوريين
الخميس13ربيع الثاني 1438 الموافق 12 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية .
دمشق
اشتكى عدد من المواطنين في سوريا من نقص في ادوية الأطفال في الصيدليات منذ أكثر من شهر تقريبا ، وخصوصاً شرابات السعال والمضادات الحيوية للأطفال، دون إيجاد حل للمشكلة ، الأمر الذي أضاف عبئا جديدا على كاهل الأسر السورية .
وعبر المواطنون السوريون عن معاناتهم الكبيرة والتي تتمثل بالدوران من صيدلية إلى أخرى بحثا عن الدواء اللازم لاطفالهم في هذا الشتاء البارد ، بالتزامن مع وجود سوق سوداء التي تروج للدواء الأجنبي .
وقال نقيب الصيادلة في سوريا محمود الحسن إن ” النقابة تلقت الكثير من الشكاوى من الصيادلة حول فقدان الأدوية المحلية ومن ثم فإن النقابة رفعت كتاباً إلى وزارة الصحة تضمن نوعية الأدوية المفقودة بحسب أفرع النقابة إلا أنه لم يرد أي جواب منها “.
و أوضح الحسن وفقا لصحيفة محلية سورية أن” أي شكوى عن صيادلة يرفعون أسعار الأدوية خارجة عن النشرة المحددة من الوزارة يتم تحويلهم عبر فروعهم إلى المجلس لتطبيق العقوبات المسلكية بحقهم “.
وأضاف الحسن أنه ” يجب على وزارة الصحة السورية أن تعالج الواقع بموضوعية، ولا سيما أن المواطنين اليوم يعانون بالحصول على الكثير من الأدوية لأنها مفقودة، ومنها أدوية شراب السعلة لا توجد في الكثير من الصيدليات، وهذا ليس بدمشق فقط بل على مستوى البلاد، ولذلك فإنه يضطر للبحث على الدواء الأجنبي وبأسعار مضاعفة “.
وقالت ربا سلمان (34 ) عاما ، تسكن في دمشق ، لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الثلاثاء ) إنها ” تجد صعوبة كبيرة في العثور على الدواء لطفليها ، وخاصة المضادات الحيوية ” .
وتابعت ربا ، وهي موظفة ، تقول ” لماذا هذا النقص الحاصل في الدواء ؟ ” ، مؤكدة أن بعض الصيدليات تلجأ لبيع الدواء الأجنبي بأسعار عالية جدا ، وهذا لا يتناسب مع وضعنا الاقتصادي .
ومن جانبه قال منصور العامر ( 44 عاما ) إن مأساة البحث عن الدواء اصعب بكثير من جلب الماء من مكان بعيد ” ، لافتا إلى أن دواء الأطفال غير متوفر بشكل كبير في الصيدليات .
وأضاف العامر الذي يقطن في ريف دمشق الجنوبي لوكالة ( شينخوا ) إنه ” راجع الطيب مرتين بهدف تغيير الوصفة الطبية لطفلته التي تعاني من سعال حاد والتهاب في المجاري التنفسية السلفية ” ، مؤكدا أنه لم يعثر على أي دواء من الادوية التي وصفها الطيب لطفلته ، مما اضطر للجوء الى الطب البديل ، وهو التداوي بالاعشاب ، كي يخفف من وطأة المرض لابنته البالغة من العمر 10 أعوام .
وكان عضو نقابة الصيادلة و رئيس لجنة المستودعات جهاد وضيحي قال في تصريحات متلفزة إن ” الكثير من الصيدليات تعاني من نقص حاد في الأدوية المهمة للمواطنين وخاصة في موسم الشتاء “.
وتابع وضيحي يقول إن “هناك نقصا في أدوية السعال والرشح، و شرابات الأطفال وبعض أدوية المضادات الحيوية، وخاصة شرابات الأطفال وأدوية الصرع، والفوارات، وأدوية المشافي الإسعافية متل (متيرونيدازول وريدي ” ، و “سيتامول وريدي “- ” سيبروفلوكساسين ” و ” ريدي “.
وأضاف وضيحي أن ” الدواء السوري الوطني مطلوب جدا من المواطنين لثقتهم بنتائجه وفعاليته ” ، مؤكدا أن النقابة تعمل من خلال لجان شؤون الصيدليات الفرعية والمركزية على رصد الأنواع المفقودة من الأدوية ، وتراقب التزام الصيدليات بنشرات الأسعار الصادرة عن وزارة الصحة .
وأقر صاحب صيدلية رفض الكشف عن اسمه لوكالة ( شينخوا ) إن ” هناك نقصا واضحا بأدوية الأطفال ، وخاصة شربات السعال ، والمضادات الحيوية ، والقطرات الانفية ، التي تعالج اعراض الرشح والزكام ” ، مؤكدا أن النقص يعود لعدم توفره في مستودعات الشركات الطبية التي تصنع الدواء ، رافضا في الوقت ذاته الإفصاح عن سبب عدم وجوده .
وأعلن نقيب صيادلة ريف دمشق عبد الوهاب قسيمي أن نسبة فقدان شربات السعال والمضادات الحيوية للأطفال بلغت نحو 90 بالمئة ، مؤكداً أن الآلية الجديدة التي وضعتها وزارة الصحة للتسعير فشلت ولم تحقق غايتها.
واضاف قسيمي في تصريحات لصحفية محلية سورية مؤخرا إن النقابة تعمل بشكل كبير لمنع أي رفع مزاجي للدواء من الصيادلة، لافتاً إلى أنه يتم هذا الموضوع عبر لجان الرقابة التابعة للنقابة بالاطلاع على الصيادلة.
ورأى قسيمي أن فقدان الأدوية سيدفع المواطن للبحث عن الأدوية المستوردة ومن ثم سيرهق المواطنين بالتكاليف الباهظة لهذه الأدوية.
يشار إلى أن فقدان الأدوية من الصيدليات في مختلف المحافظات السورية مستمر منذ أكثر من شهر، و خاصة أصناف الأدوية والمضادات الحيوية، ما أدى إلى انتشار الأدوية الأجنبية المهرّبة التي تباع للمواطنين بأسعار مرتفعة، دون وجود رقابة عليها من وزارة الصحة أو نقابة الصيادلة، بحسب برناما.