انتفاضة القدس والتدخل الغربي

felesteen.ps intifadhah

د.عاصم شاور

الثلاثاء 14 محرم 1437//27 أكتوبر/تشرين أول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

لا يحتاج الأمر إلى أي مقدار من الذكاء لنعلم أن تدخل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أو أي طرف غربي أو عربي لتهدئة أي اشتباك بين( إسرائيل) والفلسطينيين سواء مع المقاومة في قطاع غزة أو مع الشعب الفلسطيني لا يكون إلا بطلب إسرائيلي ونتيجة إخفاق العدو في احتواء التحديات القائمة، حصل ذلك في الحرب الأخيرة على غزة، وها هو يتكرر مع دخول انتفاضة القدس أسبوعها الرابع.

الملفت أن (إسرائيل) تريد أن تحول كل أزمة تمر فيها إلى مكاسب سياسية لها وخسارة للجانب الفلسطيني، ولكن رياح التغيير هذه المرة لن تجري كما تشتهي سفن السياسيين، حيث إن تجربة الحرب على قطاع غزة علمتنا أن المجتمع الغربي يهمه فقط رفع الضغط عن القيادة الإسرائيلية مقابل بعض الأوهام تعطى للجانب الفلسطيني، ولذلك فإن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يتعاطيا مع أي حلول قد يطرحها المجتمع الغربي الذي كان قد تعهد بإعادة إعمار غزة ولم يفعل، وكان سببا في الوصول إلى استحقاقات وقف إطلاق النار ولكن شيئا لم ينفذ. قد لا يكون لهذا الحديث وزنه الحقيقي الآن، ولكن حين يدرك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن جهوده في إخراج نتنياهو من ورطته لن تنجح بمجرد الاتفاق مع الأردن أو السلطة الفلسطينية وأنه سيضطر في وقت متأخر إلى التعامل مع الفصائل الفلسطينية ومع تطلعات الشعب الفلسطيني حينها سيكون للحديث قيمته وستتم إعادة فتح ملف غزة بكل ما فيه من تعهدات غربية واستحقاقات لصالح الشعب الفلسطيني لأن قضيتنا لا تتجزأ ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة لا تنفصل عن معاناته في باقي الأراضي الفلسطينية ومنها القدس والضفة الغربية.

اقرأ أيضا  وانقضت العشر الأوائل من رمضان

في الختام من المهم القول إن أي وعود بتسهيلات أو إعادة الوضع في القدس إلى ما كان عليه قبل عام 2000 أو الحديث عن تجميد الاستيطان إلى جانب تهديد السلطة بوقف المساعدات الأمريكية إنما يراد منه الضغط على السلطة لوقف الانتفاضة بحجة أنها حققت أهدافها ولا داعي لاستمرارها، ولكن ذلك سيؤدي إلى نتائج معاكسة تماما والكل الفلسطيني يدرك ذلك.

المصدر : فلسطين أون لاين