بالإيمان نرتقي
الإثنين 8 ربيع الثاني 1437//18 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
محمد عبدالرحمن صادق
إن الإيمان يمد صاحبه بقوة هائلة لا تتزعزع، ويفجر فيه آمالًا تستعصي على الفناء، ويفتح أمامه آفاقًا رحبة تمتد إلى آخر المدى وإلى عنان السماء، وعندئذ يرتقي العبد المؤمن؛ فلا تكدره مشكلات، ولا تزعجه ملمات؛ لأنه موصول برب الأرض والسموات؛ قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]؛ فالإيمان يزداد وينقص في قلب المؤمن، ولكن المؤمن الموصول بربه لا يدع إيمانه ينتكس حتى تنفى عنه صفة الإيمان.
• عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله جنة عدن بيده؛ لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء، ملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وحشيشها الزعفران، ثم قال لها: انطقي، قالت: “قد أفلح المؤمنون”، فقال الله: وعزتي وجلالي، لا يجاورني فيك بخيل))، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]؛ (أخرجه ابن أبي الدنيا، ورواه الحافظ البزار والطبراني بنحوه).
• عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ (رواه مسلم).
وشُعَب الإيمان – كما رأينا – كثيرة، ولكنها لا تخرج عن ثلاثة مجالات؛ (فمنها ما يتعلق بالقلب، ومنها ما يتعلق باللسان، ومنها ما يتعلق بالجوارح)؛ لذا وجب على كل مؤمن أن ينقب ويبحث في نفسه جيدًا عما يشوب إيمانه قولًا وفعلًا واعتقادًا، ويعمل على تهذيبه وتنقيته مما علق به، محسنًا الظن بالله تعالى أنه سيفرح به، وبأَوْبَتِهِ، وإنابته له وحده، ويأتيه هرولة.
• عن الحسن البصري أنه قال: “ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقَر في القلب، وصدَّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحن نُحسِن الظن بالله، وكذَبوا، لو أحسنوا الظن، لأحسنوا العمل”.
أولًا: لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل:
نرى ذلك متجسدًا في موقف السيدة هاجر ورضيعها عليهما السلام، لماذا لم ينزل الله تعالى على هاجر ورضيعها عليهما السلام بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام بواد غير ذي زرع – المنَّ والسلوى أو أن يطعمهما كما أطعم مريم عليها السلام؟
• لِمَ لَمْ يحدث ذلك وقد انعدمت أسباب الحياة في هذا الوادي؟ ولا رجاء إلا من الله تعالى، ويشهد على هذا ما قالته: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لن يضيعنا، نعم لن يضيعهما؛ لأنهما وديعة بين يدي الله تعالى، وأن الحُكم حُكمه، والأمر أمره.
• أخذت هاجر عليها السلام تثير وتحفز مكنون الإيمان بالله تعالى، الذي يملأ شغاف قلبها في البحث، تبحث عن ماذا في واد غير ذي زرع، تبحث عن ماذا في صحراء جرداء لا خير فيها، فظاهر الأمر يقول: إن ما تبذله من جهد سيضيع هباءً منثورًا، ولكن من منطلق إيمانها أن الله تعالى هو الذي أراد هذا، فلا شك أن هناك مخرجًا، إذًا حاشا لله أن يضيع عبده سدى، فكان السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط بلا حل وهو الحل في ذات الوقت، كيف؟! ذلك لأنه الدليل على استفراغ الطاقة والبحث والتفكير، ولا عجب أن كانت المكافأة بئر زمزم.
• لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل: إن الإيمان العميق هو الذي جعل سعد بن معاذ رضي الله عنه – وكان من الأنصار – يقول للنبي صلى الله عليه وسلم قبيل غزوة بدر: “…فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما يتخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك ما تقر به عينك، فسِرْ بنا على بركة الله”.
• لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل: في غزوة بدر أيضًا سأل عوف بن الحارث – وهو الابن الثالث لعفراء – رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما يُضحك الرب من عبده؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((غمسُه يدَه في العدو حاسرًا))، فنزع درعًا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل – رضي الله عنه.
ثانيًا: الإيمان وارتقاء الفرد:
يلهث الناس بحثًا عن السعادة، ويريدون أن يعيشوا حياتهم بسكينة النفس، وطمأنينة القلب، وأن يتمتعوا بالأمن الداخلي في نفوسهم. والإيمان هو الطريق إلى ذلك كله، فإذا استقر الإيمان في القلب أثمر صفاتٍ حميدة جليلة قل أن تجدها في غيره، أما الذين خلت قلوبهم من نور الإيمان فهم أشد الناس جزعًا، وأسرعهم انهيارًا أمام شدائد الحياة، وقد وصف القرآن الكريم هذا النموذج من الناس؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11]؛لذلك فلا عجب أن نجد الانتحار أكثر ما يكون في البيئات التي ضعف الإيمان في قلوب أبنائها، أو فقدوه.
♦ علامات ارتقاء الإيمان بالفرد:
• إنسان بلا إيمان هو إنسان حائر، متخبط في كل واد، ضائق الصدر، خائر العزيمة والإرادة، وعندما يتمكن الإيمان من نياط القلب فإن صاحبه يناطح الجبال بهمته، ويعيش سعيدًا مطمئن القلب.
1- المؤمن يحيا حياة سعيدة مطمئنة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
2- الإيمان سبب لزيادة الهداية والتوفيق؛ قال تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾ [مريم: 76].
3- الإيمان أعظمُ باعث على الرغبة والرهبة: وكلما ازداد إيمان العبد، ازداد من الأعمال الصالحة؛ طمعًا في رضا الله عز وجل، وازداد بُعدًا عن الذنوب؛ خوفًا من عقاب الله عز وجل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلَغ المنزلة))؛ (رواه الترمذي).
4- الإيمان سبب للأمن في الدنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].
5- الإيمان هو مصدر الثبات أمام الفتن؛ كما قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].
6- الإيمان يثبِّتُ صاحبه أمام نوائب الدهر وتقلبات الزمان: فالإيمان هو الذي يجعل الإنسان ثابتًا بثبوت الجبال الراسيات في وجوه الشدائد والمشكلات المفزعات؛ لأن المؤمن عندما تحل به نكبات أو أزمات يتوجه بقلبه وكيانه إلى خالق الأرض والسموات؛ يناجيه بأجمل العبارات بلسانه وفؤاده: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ومرددًا: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وقائلًا: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، فإذا قلبُه عامرٌ بالطمأنينة والسكينة؛ لذلك فالمؤمنون هم أصبر الناس على البلاء، وأثبتهم في الشدائد؛ لأنهم عرَفوا مِن لطف ربهم أن هذه الشدائد تنقية لذنوبهم ولأنفسهم، فهي من الله رحمة وليست عذابًا.
7- الإيمان يجعل المؤمن معصومَ الدم والمال والعِرْض:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصَموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى))؛ (متفق عليه).
ثالثًا: الإيمان وارتقاء المجتمع:
مجتمع بلا إيمان هو غابة لا أخلاق فيها؛ لأن الحياة فيها للأقوى، لا للأفضل والأعلم، وهو مجتمع ساقط تافه هابط، غايات أهله لا تتجاوز شهواتهم؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12]، ومن هنا كانت الحاجة الملحة للحديث عن نور الإيمانوآثاره في المجتمع، والتي منها:
1- الإيمان والأخلاق: الدين والأخلاق صديقان حميمان، وعنصران متلازمان؛ لذلك حدد الرسول صلى الله عليه وسلم الغاية من رسالته بقوله: ((إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق))؛ فالأخلاق مرتبطة بالإيمان، وفسادها دليل على فقد الإيمان، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جارُه بوائقَه))، والبوائق: هي الشرور مهما كانت، وغالبًا ما تكون أخلاقية، كما أن أدنى شُعَب الإيمان إماطةُ الأذى عن الطريق، وعليه فإن فلاح المؤمن مرتبط بدمج الجانب التعبدي مع الجانب الأخلاقي في الإسلام.
2- الإيمان والإنتاج: المؤمن يؤدي العمل بإرادة وضمير ينبعث من داخله، لا بسوطٍ يسوقه من الخارج؛ لذلك الباعث الذاتي هو الإيمان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وأنه يتعبد إلى الله تعالى بعمله مهما كان هذا العمل، فهو تستوي عنده العبادة في مسجد، والعمل في وظيفته، وهو يوقن بأن مهمته هي عمارة الأرض، ويوقن أن السعادة في الآخرة والنجاح في الدنيا موقوفان على عمله وإنتاجه؛ لأن الجنة ليست جزاء لأهل الفراغ والكسالى، بل لأهل الجِدِّ والعمل والإتقان؛ قال تعالى: ﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43].
3- الإيمان والإصلاح: إننا في عصر اضطربت فيه الآراء، واختلطت فيه الأهواء، وكثرت فيه إذاعات وقنوات الإفتاء، ولا شك أن الذي يبعث على الإصلاح هو طريق الإيمان بالله عز وجل، فنحن نوقن أنه لا صلاح ولا إصلاح لأحوال الخلق إلا من منطلق الإيمان بخالق الخلق، والعمل بما يصلح شؤونهم وحياتهم؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، ولو تأملنا آيات القرآن الكريم لوجدناها تربط بين الإيمانوالإصلاح، وتجعل الإيمان مقدمة له، وتجعله سابقًا عليه؛ لأنه لا يمكن أن يكون إصلاح بغير المنطلق الإيماني؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]، فلا ينبعث الإصلاح إلا ممن اتقى الله، وعمر قلبه بخشيته وتقواه؛ ولذلك مهما عمل الإنسان الفاسد البعيد عن الله تعالى فإن عمله إلى بوار، وإن بدا هذا العمل ناجحًا، فإن انتفاشه وكثرة الأبواق حوله لا تعني صلاحه؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، فبالرغم من أن هذا السحر قد أخذ الأبصار، وأثار في القلوب الهلع والرهبة، ولكن رد كليم الله موسى عليه السلام كان رد الواثق بربه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81].
4- الإيمان والتمكين في الأرض والاستخلاف وانتشار الأمن؛ قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].
وختامًا: إن المؤمن تحت ضغط الواقع وكثرة الذنوب والمعاصي وتحت الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدَّين وقهر الرجال لا بد له من (الإيمان العميق والعمل المتواصل)؛ وذلك ليُرِيَ اللهَ مِن نفسه خيرًا، فحينها وليس قبلها بلحظة ينظر الله تعالى إليه النظرة التي يشتاق إليها، وهي (نظرة الرضا والقَبول)، وحينها ستتفجر بداخله طاقات الإيمان وينابيع الحكمة، فيأنس بالله، ويزداد تعلقه بمولاه، ولا يخيب رجاه.
• اللهم حبِّبْ إلينا الإيمان، وزيِّنْه في قلوبنا، وكرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعَلْنا من الراشدين.
-الألوكة-