بركةُ السلطان

لم تستسلم مدينة القدس يومًا لأطماع العابثين بها، فهنا تجد نقشًا تاريخيًا يظهر إسلاميتها وعراقتها منذ القدم، وهناك تجد نصًا منذ آلاف السنين لمعمري ومرممي المناطق في البلدة القديمة، تشعر وقتها أن التاريخ فيها لا يمكن أن يُزَور.

بركة السلطان واحدة من الأماكن التي لهث وراءها الطامعون على مر السنين كي ينسبوها إليهم، وحتى يومنا هذا، إلا أن دلائل كثيرة تثبت أنها بركة قديمة اهتم بها الأمويون وأصلحها المماليك ورممها السلطان العثماني سليمان القانوني وأحياها من جديد، وبنى حولها سبل المياه.

بمجرد أن تلمح بركة السلطان تلحظ بناءها القديم وحجارتها العتيقة، فقد فهي أسست أول مرة على الأرجح في الفترة البيزنطية، وتقع غرب جبل صهيون في القدس أي غرب أسوار القدس العتيقة بالقرب من منطقة باب الخليل.

اقرأ أيضا  الحجاب في ألمانيا بين الحظر والحرية

“جورة العناب” هي المنطقة التي توجد بها بركة السلطان، حيث عمَّرها السلطان الظاهر برقوق خارج الأسوار غرب جنوب باب الخليل بالقدس سنة 801هـ/1399م.

أعيد إصلاح البركة في الفترة المملوكية وقد كانت خرابًا لا ينتفع بها، طولها بلغ مئة وثمانون متراً، وعرضها ثمانون متراً، وعمقها قرابة عشرة أمتار، وهي عبارة عن حوض للماء مستطيل الشكل وعميق.

كان الهدف من إصلاح المماليك للبركة أن تجمع مياه الأمطار، لا سيما أن مدينة القدس كانت تعاني من شح المياه وتعتمد في مياهها على الأمطار وجر المياه الخارجية.

في نهاية العهد المملوكي أصاب البركة الإهمال والخراب، إلى أن امتدت يد السلطان العثماني القانوني إليها وأعاد إليها الحياة من جديد بعد بنائه سور القدس سنة 943 هجرية وبنى بجانبها سبيلًا للمياه.

اقرأ أيضا  الاحتلال يسارع إلى تدابير أمنية بمستوطنة "كوخاف يعقوب"بعد إصابة طفلة بالرصاص

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.