برنامج المرأة الرمضاني بين التنازع والتوازن
الجمعة 2 رمضان 1436//19 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
وسمية سليمان
جدول رمضاني ل إلى المنزل لمساعدة والدتي لإعداد الطعام.
واتفقت معها مريم في برنامجها بقولها: إنه لا يحوي إلا الطبخ وأعمال المنزل والسهر على الواجبات.
وتضيف أسماء:
لم أستعد بوضع برنامج معين، ولكن لدي قاعدة إن تم تطبيقها سنسلم من ضياع أوقاتنا؛ ألا وهي: استغلال كل دقيقة وثانية في الخير، مثلاً: قراءة أو حفظ جزء من القرآن، سماع شيء مفيد، أو إنجاز عمل خيري نزيد به ميزان حسناتنا يوم القيامة.
وتروي فدوى تفاصيل برنامجها فتقول:
لدي برنامج ذهني في رمضان، وسأحاول تطبيقه بإذن الله في هذا العام، وسأحاول تقسيمه إلى 3 أقسام زمنية:
المدة الأولى: تبدأ من الساعة 10 ص إلى 3 عصرًا؛ وهي مدة وجودي في الجامعة؛ فبالإضافة إلى تلقي المحاضرات يمكنُ استقطاعُ جزء من الوقت للصلاة وقراءة القرآن مع بعض الأذكار.
المدة الثانية: تبدأ من صلاة العصر، ومن المؤكد أنها ستكون لإعداد الإفطار مع والدتي وأخواتي لحين أداء صلوات المغرب والعشاء والتراويح.
وبعدها تبدأ المدة الثالثة: وتقسم ساعاتها ما بين دراستي والالتزامات الأسرية لحين وقت النوم الساعة الواحدة إلى السحور وبإذن الله بعد صلاة الفجر إلى وقت الإشراق أراجع ما حفظته من القرآن؛ فأنا حالياً أحفظ ما يقارب 6 أجزاء، فقد قررت هذا العام أن أراجع حفظها خشية النسيان، فما ذكرته يعد برنامجًا ميسرًا أحاول تطبيقه، وإن كان للظروف دور في تعديله يوميا.
أما ز-ح فتقول:
عندي جدول مبرمج ذهنيًا، وأحاول أن أكتب الأمور اللازمَ إنجازُها في رمضان مثل (حفظ جزء – ختم قرآن أكثر من مرة) وهكذا.
وتقول أم عبد الله:
رمضان شهر عبادة وصلاة وصيام؛ فللعبادة نصيب، ولخدمة الأهل نصيب، ولرعاية الأطفال نصيب؛ محتسبين الأجر عند الله.
و-خ تقول:
سيقوم برنامجي على احتساب النية في كل عمل أقوم به؛ في الوظيفة مثلاً: أحتسب الأجر في مساعدتي لزميلاتي في العمل، في خدمة والدي، في المطبخ، وفي كل شي؛ لأن الأعمال بالنيات كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الاستغفار في أوقات الانتظار وركوب السيارة، ووفقنا الله وإياكم للصيام والقيام.
أما جواب سؤالنا عن المعوقات التي تعوق المرأة من تطبيقها للبرنامج الرمضاني والالتزام به؟
فتقول أم ناصر:
من وجهة نظري الخاصة -زوجةً مسؤولةً عن زوجها وشؤونه، وأمًّا مطلوبًا منها متابعةُ الأبناء وتدريسهم، وموظفةً ومطلوبًا مني متابعةُ واجبات الطالبات- يكون من الصعب عملُ برنامج لي في رمضان.
أما فدوى فتقول:
الإرهاق والامتحانات والمذاكرة والدوام كلها أمورٌ تدعو للكسل عن أداء العبادات والطاعات وهي تمثل المعوقات.
وتضيف أم عبدالله:
أكبر معوق بالنسبة لي هو الدوام المدرسي الذي يدعوني بعد الإفطار للكسل عن العبادة والصلاة.
وتروي أم عبد العزيز تجربتها عن برنامجها السابق فتقول:
أما المعوقات فأهمها طول المدة التي أقضيها في المطبخ، وتبدأ من الظهر إلى أذان المغرب. إضافة إلى وجود أطفال والقيام على شؤونهم ورعايتهم؛ فهذا يفوت عليّ الكثير من الفضائل والكثير من عمل الخير.
وأخيراً تقول وفاء:
طبيعة عملي دوام متغير، وهذا معوق لأداء أي برنامج.
وكان لنا لقاء مع المختصين من الجانب الشرعي بسؤالهم عن النصيحة التي يقدمونها للمرأة لإعداد برنامج رمضاني؟
يقول الشيخ سليمان الماجد:
لا بد للمرأة أن تحرص في هذا الشهر الكريم على ضبط الوقت وعدم إهداره في المطبخ بقدر المستطاع.
وأن ترتب لها جدولاً لقراءة القرآن وصلاة القيام ولو أديت أول الليل.
وكذلك تكثر من محاسبة النفس.
وأما عن سؤاله بأن المرأة تقضي الوقت الكثير في المطبخ لإعداد الإفطار مما يفوت عليها كثيرًا من الخير فما نصيحتكم لها؟
فقال: إن كان إعداد الإفطار يأخذ من وقتها الكثير فعليها أن تسدد وتقارب بين طاعتها لزوجها وبين الطبخ وتستعد من قبل رمضان بوضع الأطباق وتجميدها، وهناك الكثير من الأكلات الجاهزة حتى يعوضها عن تضييع الوقت في المطبخ في هذا الشهر الكريم.
أما الأستاذة نورة العواد المشرفة على الوحدة الإسلامية في مركز التوجيه بالرياض:
فتشير إلى أن هناك الكثير من المعوقات التي تعوق المرأة عن تطبيقها لبرنامج رمضاني محدد وهي كما يلي:
1- المرأة العاملة عائقها الأكبر هو الوظيفة؛ لأنها تقضي نصف النهار في العمل ونصفه الآخر في مطالب الأسرة والأبناء.
2- عدم تعاون الزوج؛ إذ يشترط بعض الأزواج التكلف في إعداد الطعام ووجود أصناف الطعام دفعة واحدة في زمن الإفطار مما يكون عبئا على الزوجة.
3- وجود اجتماعات أسرية شبه دائمة؛ وذلك يتطلب من المرأة الانشغال فيها والإعداد لها.
4- وجود القنوات الفضائية بطريقة غير مقننة؛ بحيث تستهلك جزءًا لا يستهان به من الوقت.
5- عدم قدرة بعض النساء على مهارة تنظيم الوقت، وإنجاز العمل الكثير في وقت قياسي.
6- عدم استشعار الأهمية الدينية والروحية لشهر رمضان من قبل أفراد الأسرة باعتباره شهر المغفرة والقربة إلى الله والنظر إليه على أنه شهر له طابع اجتماعي وغذائي خاص؛ فرمضان ما شرع للاجتماعات العائلية، وما شرع لإظهار قدرات النساء في الفن المطبخي.
وبسؤالها عن: البيئة الاجتماعية والدينية ودورها في تثقيف المرأة لإدارة وقتها بإعداد برنامج رمضاني محدد؟ قالت:
حتمًا للبيئة الاجتماعية والدينية دور في تثقيف المرأة، ولهما دور في تنظيم وقتها الرمضاني؛ فإن كانت المرأةُ قد نشأت في بيئة تحمل التصور الصحيح عن رمضان فإنها تنقل هذا التصور داخل بيتها، ويساعدها هذا على تنظيم وقتها الرمضاني، وإذا كان الزوج منسجما فكريًا واجتماعياً ودينياً مع الزوجة فإن هذا أيضاً له دور في تنظيم المرأة لوقتها الرمضاني.
ونقول بأن البرامج كثيرة، ولكن البرنامج الفعال هو الذي يحتوي على كتابة رسالة تحتوي الهدف الأساسي، ومن ثم تحديد مجالات للهدف يكون مخططًا لها كما يلي:
الرسالة:
غفران الذنوب، نيل رضا الله (تجدد النية في الرسالة وتكون موجهه لكل ما فيه رضا الله والدار الآخرة)
تحديد مجالات الهدف:
1-هدف إيماني.
2-هدف اجتماعي.
3-هدف صحي.
التخطيط: بوضع جدول زمني يوضح كيف يمكن تحقيق الهدف.
هدف إيماني:
– البعدُ عن فحش الكلام والأفعال من غيبة ونميمة خلال الصيام.
– الحرص على أداء الصلوات المفروضة في وقتها.
– أداء السنن الرواتب والنوافل (الضحى – التراويح – القيام).
– قراءة صفحتين من القرآن قبل كل صلاة وصفحتين بعدها لتكمل جزءًا كل يوم مع ملاحظة تدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه (حفظ ومراجعة).
الصدقة:
– بوضع صندوق والتصدق يوميًا حتى يحسب لك في ميزان حسناتك كل يوم صدقة مع الصيام.
– الصدقة في العشر الأواخر.
– تخصيص مال للصدقة على ذوي القربى واليتامى ليحسب في ميزان حسناتك صدقة وصلة.
الذكر:
– أذكار الصباح والمساء قبل الشروق والغروب.
– ذكر واستغفار ودعاء خلال اليوم (أوقات الانتظار – في المطبخ – قبيل المغرب وعلى كل حال).
– قراءة كتاب أو شريط في فقه الصيام.
هدف اجتماعي:
– زيارة أسبوعية للأقارب أو دعوتهم للفطر حتى تكسب أجور الصائمين.
– عيادة المرضى.
– المشاركة مع الأهل في إعداد الإفطار.
– عمل مسابقات خفيفة أو على سورة أو كتاب أو شريط.
– عمل بطاقات دعوية للإسلام أو فوائد للصائم.
– توزيع كتيبات أو أشرطة عن فقه الصيام.
هدف صحي:
– إعداد أطباق وتجميدها حفاظاً على الوقت، أو شراء أطباق خفيفة جاهزة.
– البعد عن الأكل غير الصحي؛ مثل: المقليات أو السكريات، والنشويات والتي تسبب التخمة ومن ثم الكسل عن أداء العبادات.
– وضع جدول للأكلات المراد طبخها كل يوم، وبذلك يكون التنويع وعدم التكرار.
– الحرص على تناول الخضراوات والفواكه.
– الحرص على تقديم غذاء صحي ومتوازن للمرضى، أو كبار السن، أو الأطفال الصغار.
وختاما نقول:
هذه مجموعة من المقترحات لعمل برنامج رمضاني ناجح للمرأة المسلمة، وحتى يكون متوازناً مع الصراعات التي تنازعها على كثير من المهام الموكلة إليها. وليس المهم كثرة الأعمال بقدر القيام بها مع الإخلاص لله -عز وجل- في عملها.
اللهم بارك لنا في أعمالنا وأوقاتنا وارزقنا التوفيق والسداد.
واجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيها شيئاً.
ولا تجعل أنسنا إلا بك، ولا حاجتنا إلا إليك، ولا رغبتنا إلا في ثوابك والجنة
اللهم آمين.
-الألوكة-