بطل الأبطال

الأحد،29 رجب 1436//17 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إن الذي يلفت النظر في ظاهرة تعبده صلى الله عليه وآله وسلم؛ هو ذلك الجمع الغريب بين العبادة التي بلغ أعلى مراتبها، وبين القيام على أمور الدنيا وشؤون الدعوة وقضايا الجهاد..
كان يناضل أمة بأكملها، ويسوس دولة فتية في وجه العالم.. يوفد إلى الملوك ويدعوهم، ويستقبل الوفود ويكرمهم، ويبعث السرايا ويقودها، ويجادل من حوله من أهل الأديان وأهل السلطان، ويهيئ للنصر، ويحتاط للهزيمة، ويبعث العمال، ويجبي الأموال، ويقسمها بنفسه، ويقول: إن لم أعدل فمن يعدل؟
ويشرع للناس دين الله، فيفصل المجمل من الوحي، ويوضح الغامض، ويرسم السنن، فيخرج من الأصل فروعه، ويرد ما لم يُطْلعه الله عليه إلى ما أطلعه الله عليه، وهو في كل ذلك يؤدي العمل اليومي الذي ينوء به أبطال هذه الدنيا.
وبين هذه الهموم والمشاغل؛ يتجلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناسك العابد بالليل والنهار؛ أعظم انقطاعا إلى الله ممن انقطعوا إليه في الصوامع وفي رؤوس الجبال!!
ذلك الجمع بين الدين والدنيا؛ يجعل من بطل الأبطال صلى الله عليه وآله وسلم؛ مثلاً قائماً بنفسه في تاريخ البشرية، منقطع النظير صلى الله عليه وآله وسلم.

اقرأ أيضا  اليقظة والشعور بالحاجة إلى عمل الصالحات

– بطل الأبطال، لعبدالرحمن عزام
-السبيل-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.