خالد مشعل.. الإستراتيجية الواضحة

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - zamnpress.com -
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – zamnpress.com –

رأفت مرة

الأربعاء, 27 صفر 1437  الموافق 9 ديسمبر/ كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

إنها المرة الثانية خلال ثلاثة أشهر التي يتوجه فيها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس بخطاب واضح وعميق، يحدّد الإستراتيجية الفلسطينية، ويرسم رؤية حركة حماس للشأن الفلسطيني، من ضمن الواقع الذي تعيش فيه المنطقة، وطبيعة الصراع مع الاحتلال وموازين القوى.

كل ذلك تحت سقف أهداف الشعب الفلسطيني، ووحدة موقفه، وحماية مصالحه العليا، بروح تعزّز حرص مشعل وحماس على إحداث تغيير جوهري في الساحة الفلسطينية: الشعب والمؤسسات والقرار، بما يحفظ تضحيات هذا الشعب (وما أكثرها!)، ويجمع جميع القوى السياسية والاجتماعية وتركيبة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على أهداف واضحة، لا تزال هي نفسها الأهداف التي رُفعت منذ بداية القرن الماضي.

لم يمل خالد مشعل طوال السنوات الأخيرة _وبالأخص بعد تصاعد الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى_ من التذكير بثلاثية واضحة:
– إجراء حوار فلسطيني شامل بين جميع القوى السياسية.
– تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين جميع القوى، بما يؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، وتطبيق بنود المصالحة.
– وضع برنامج عمل يضمن حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه والدفاع عنه، ودعم انتفاضة القدس، وتطوير أدائها.
وهذه الرؤية ناتجة عن واقع أجاد مشعل تقديمه للفلسطينيين عدة مرات، آخرها في خطاب أيلول (سبتمبر)، وخطاب يوم الأحد على قناة الجزيرة.
ينطلق مشعل من القواعد التالية:
1- قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والمقاومة، وتحقيق نتائج كبيرة قادرة على ضرب الاحتلال وإنهاكه في مقدمة أساسية للانتصار النهائي عليه، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.
2- لا يمكن حصول انتصار فلسطيني كبير، ولا يمكن وضع حدّ لإرهاب الاحتلال، إلا بوحدة وطنية فلسطينية شاملة، بين جميع القوى السياسية، وجميع مكوّنات الشعب.
3- ضرورة إجراء إصلاح سياسي مؤسسي داخل الأطر الفلسطينية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالحوار، واللقاء، والاقتناع.
4- يضع مشعل قاعدة الشراكة أولوية، وهنا يظهر خطر فكرة الاحتكار والهيمنة والإلغاء، ويرى أن مساحات الوطن قادرة على استيعاب الجميع.
والشراكة ضرورة، وهي ضدّ الإلغاء، ومن أهم شروطها إجراء مصالحة فلسطينية داخلية، وحكومة وحدة، وحلّ كل المشاكل العالقة.
خطاب مشعل هنا يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المسائل السياسية: الإنجازات التي حققتها انتفاضة القدس، وتراجع عملية التسوية وانسداد أفق الحلّ السياسي، والوضع الصعب الذي تعيش فيه السلطة الفلسطينية، والواقع الإنساني الصعب في غزة، وتجاهل العالم أولوية القضية الفلسطينية، واتساع أزمات المنطقة.
خالد مشعل لا يبحث هنا عن مكسب حزبي، ولا عن مصلحة شخصية، هو ينظر على مساحة الوطن، يقرأ الحاضر والماضي، ويستشرف المستقبل، ويطالب بالحوار. هو منفتح إلى أبعد الحدود، يمدّ يده، واقعي.
انتفاضة القدس بدّلت وقائع كثيرة، الإسرائيليون يلاحظونها، ويستشعرون خطرها، خطاب مشعل يتوجه لصاحب القرار في السلطة الفلسطينية من أجل الحوار والمصالحة والشراكة من أجل فلسطين والشعب والقضية.
نتمنّى ألا يكون الطرف المستهدف سدّ أذنه بقطعة من القطن.

اقرأ أيضا  الحرية في المفهوم الإسلامي

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.