رغم غياب حجاج إيران.. السعودية تطلق قناة للحج بالفارسية
الأحد 9 ذو الحجة 1437/ 11 سبتمبر/ أيلول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
السعودية – مكة المكرمة
أعلنت السعودية، اليوم الأحد، إطلاق قناة الحج الناطقة باللغة الفارسية، لمخاطبة الحجاج والزوار الناطقين باللغة الفارسية في جميع أنحاء العالم، والمقدر عددهم بنحو 130 مليونًا.
ويأتي إطلاق القناة في ظل غياب حجاج إيران هذا العام عن أداء الحج، وسط قيام الرياض وطهران بتبادل الاتهامات عن المسؤولية عن منعهم، بينما يوجد حجيج إيرانيون أتوا من خارج إيران لأداء الشعيرة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية اليوم، إن القناة التي تبثها هيئة الإذاعة والتلفزيون من مركز تلفزيون مكة المكرمة انطلقت مساء أمس رسمياً.
وأفاد وزير الثقافة والإعلام السعودي، عادل بن زيد الطريفي، أن القناة تهدف إلى إيصال رسالة الحج ومعاني الإسلام الخالدة للحجاج والزوار والناطقين باللغة الفارسية في جميع أنحاء العالم والمقدر عددهم بنحو 130 مليونًا.
وأوضح الطريفي، أن القناة التي تبث على مدار 24 ساعة، تعمل على تغطية مناسك الحج والنقل المباشر لجميع الصلوات من المسجد الحرام.
وأشار إلى أنها تبث عبر 4 أقمار اصطناعية هي “عرب سات” و”نايل سات” و”هوت بيرد” و”ياه سات” إلى جانب بث إذاعي على موجات “FM” والقصيرة التي تبث عليها الإذاعات السعودية للعالم، وكذلك عبر تطبيقات الهاتف المحمول، وعلى مواقع هيئة الإذاعة والتلفزيون عبر الإنترنت.
يذكر أن بث القناة التلفزيوني والإذاعي وعلى الإنترنت بدأ بشكل رسمي اعتبارًا من الساعة السادسة من مساء أمس الـ 8 من شهر ذي الحجة، ويستمر حتى الساعة السادسة من مساء يوم 13 من شهر ذي الحجة الحالي، وقد وفر لها طاقم إعلامي يتكون من 60 إعلاميًا.
وكان يفترض أن يؤدي 64 ألف إيراني هذا العام مناسك الحج، ولكن في نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية، أن “الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقيل بما یحملها المسؤولیة في هذا الجانب”، حسب بيان أصدرته آنذاك.
بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة “رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين”.
وشهدت الأيام القليلة الماضية حرب تصريحات بين طهران والرياض تبادل فيها الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن منع حجاج إيران من أداء الفريضة هذه العام.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، “روح الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
المصدر : الأناضول