روحانيات الشهر الكريم في الصين

الصين(معراج) –  تختلف عادات وتقاليد المسلمين في شهر رمضان الكريم باختلاف البلد التي يعيشون فيها، ولكن بالتأكيد هذا الاختلاف لا يخرج عن المظاهر الخارجية الظاهرية ،وليس بما يخالف ما يدعو له دين الإسلام الحنيف، من خلال إتباع طقوس وسلوكيات معينة تفرضها ثقافة البلد الذي يعيشون فيه، وفق السوسنة.

فالمسلمون في الصين التي تعتبر من أكبر البلاد ذات تعدد الثقافات في العالم، والتي يبلغ عدد سكانها مليار و300 مليون نسمة، ولا يشكل المسلمين فيها سوى 1.5% من إجمالي السكان أي ما يقرب من 20 مليون مسلم، بينهم 200 ألف مسلم تقريبا يعيشون فى  العاصمة .”

“الأخبار” رصدت عدد من مظاهر وطقوس المسلمين الصينيين في هذا الشهر المبارك، والتي قد تنحصر داخل المساجد حيث يزداد فيها الشعور بروحانيات ودفئ الشهر العظيم، على عكس الدول الإسلامية  التي تتميز بانتشار موائد الرحمن وإذاعة الآذان عبر مكبرات الصوت في المساجد والخيم الرمضانية، وتزيين الشوارع والحارات والأزقة  بأعلام الزينة الورقية وفروع الأنوار، وتعليق الفوانيس على مداخل البيوت والبلكونات.

المكان: مسجد “نيوجيه” ويقع في بكين والذي يتردد عليه آلاف المسلمين من مختلف الجنسيات المقيمة في الصين لأداء الصلوات فيه، وفى وصف سريع  يعد  مسجد “نيوجيه” أقدم مسجد بالعاصمة عمرة ما يقرب من1000 عام، وتبلغ مساحته حوالي  6000 آلاف متر مربع، ويحتوى على 5 قاعات ذات الطراز الصيني الكلاسيكي القديم ،يضفى عليها الأسلوب المعماري الإسلامي والعربي الطراز.

القاعة الأولى والثانية والثالثة مخصصة للصلاة، والقاعة الرابعة  مخصصة لإقامة الوافدين وإمام المسجد والعاملين فيه، أما القاعة الخامسة فهي مخصصة لإعداد الطعام، وتتوسط القاعات الأربعة وهي تشكل ساحة فضاء.

ويتوسط هذه الساحة برج ارتفاعه لا يتعدى 5 أمتار مزود بسلم داخلي، يصعده المؤذن لرفع الأذان، وتبدو  كل مباني المسجد متناسقة  ذات شكل جمالي مبهر على جدران ونوافذ قاعات الصلاة أسماء الله الحسنى وآيات قرآنية والتسابيح الإلهية والمدائح النبوية منقوشه باللغة العربية مزينة بماء الذهب، الأمر الذي يزيد ناظره إبهاراً ومهابة وروحانية.

وفى الجزء الجنوبي من المسجد يقع ضريحين  للشيخ احمد البرتاني المتوفى سنة 1280 م والشيخ عماد الدين المتوفى سنة 1283م، وهما من علماء الإسلام العرب الذين جاءوا إلى الصين لنشر الإسلام، ومكتوب اسمهما باللغة العربية، وقد أعيد ترميمه أكثر من مرة نظرا لتعرضه للإهمال إبان الثورة الثقافية الصينية.

وينظر إليه المسلمين المحليين بأنه من روائع الآثار الإسلامية صلاة الجمعة يحرص المسلمون الصينيون والأجانب أداة صلاة الجمعة في رمضان في مسجد نيوجيه.

 كما يفضل اغلب المسلمين الجلوس في المسجد لباقي اليوم يستثمرونه في تلاوة القرآن الكريم وحضور دروس يلقيها أئمة المسجد حول أخلاقيات المسلم وآداب وتعاليم الدين والصيام وآدابه، إلى أن يحين موعد الإفطار، عقب أداء صلاة الجمعة  توجهت إلى إمام المسجد والذي اختار اسما باللغة العربية “أبو بكر”، وهو أحد أئمة المسجد حيث يوجد ما يقرب من 4 أئمة.

وقال الشيخ أبو بكر: أن المسجد كونه أقدم مسجد في العاصمة لذلك يأتي المسلمين إلى المسجد يوم الجمعة بأعداد تفوق بكثير أعداد الأيام العادية، فغير شهر رمضان يأتي يوميا إلى المسجد قرابة 200 مصلي، في حين أن اليوم الجمعة فقد أتى ما يقرب من 1500مصلي، ومن الطبيعي أن تكون أعداد المصلين أكثر خلال شهر رمضان، ولذلك قمنا بمختلف الاستعدادات اللازمة، حيث أن قاعة الصلاة لا تستوعب هذا العدد فنقوم بفرش الساحة الخارجية وكذلك الأروقة الجانبية للمسجد.

ويضيف الشيخ أبو بكر أنهم يطلقون على شهر رمضان “باتشاى”، كما أن مسجد “نيوجية” ليس فقط مكاناً لأداء الصلاة ، بينما أيضا يعد دارا للمناسبات وإقامة برامج وأنشطة ترفيهية وسهرات رمضانية، وجبة البطيخ وقبل انطلاق مدفع الإفطار بنصف ساعة تقريبا، يقوم العاملين بالمسجد بإعداد موائد خشبية عليها قطع من البطيخ والكعك والموز وفواكهه أخرى.

فيما يتجمع بجانبها المسلمين المحليين والأجانب ويشكلون دائرة كبيرة يتوسطها إمام المسجد، ليلقى خطبة باللغة الصينية حول تعاليم الدين الإسلامي، وفوائد الصيام والقيام بالأعمال الخيرية في هذا الشهر الكريم، إلى أن يدق جرس وهو إشارة إلى موعد الإفطار، فيتوجه التجمع إلى الموائد لتناول الفاكهة والبطيخ الذي يعد طبق رئيسي ووجبة أساسية تقدم للمصلين في المساجد خلال صلاة المغرب  لكسر الصيام، ثم بعدها يقوم إمام المسجد برفع أذان المغرب ليدخل المصلين إلى قاعة الصلاة لأداء صلاة المغرب، وبعدها يعود البعض إلى منازلهم لتناول الإفطار والآخرين يتوجهون إلى مائدة الرحمن التي تعد في المسجد كل يوم، وأهم ما يميز المناطق التي يقع بها المساجد هو إحاطة المطاعم الإسلامية بها، ورغم أن عمل هذه المطاعم لا يتوقف طوال العام أنها أنها تزداد نشاطا في رمضان.

حيث تقوم بإعداد الحلويات الرمضانية التي تشتهر بها الدول العربية والإسلامية،إلى جانب تقديمها أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول والدهون الذي لا يفضله الصينيون في طعامهم، وعند موعد أذان العشاء يقوم بأداء الصلاة  تليها صلاة التراويح التي تستغرق ما يقرب من90 دقيقة، وعقب الانتهاء يكون في انتظار المصلين وأطفالهم الذين اصطحبوهم معهم موائد عليها قطع البطيخ والكعك والكيك والفاكهة، كما تقدم المساجد للمسلمين المحليين والأجانب أيضا وجبات السحور بالمجان.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  العلو في الأرض
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.