عطلة صيف “إسلامية” لأطفال النيجر

www.unhcr-arabic.org
www.unhcr-arabic.org

الإثنين2 ذو القعدة 1436//17 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
النيجير
أعمارهن تتراوح ما بين 4 و 25 عاما، خيّرن إمضاء العطلة الصيفية في مركز إسلامي لتلقي قواعد الدين الحنيف. في قاعة التدريس الخاصة بالبنات، افترشت أصغرهن حصائر بلاستيكية على الأرض، فيما جلست الأكبر سنا يصغين باهتمام لما تتلوه المدرسّة من الذكر الحكيم، قبل أن ينطلق الجمع في ترتيل آيات القرآن بحماسة لم تطغ عليها سوى لذة التعلم.

عائشة عبد الله ، مسؤولة عن قسم البنات في “البدر تراينيغ سنتر” (مركز إسلامي ديني) تقول في حديث أدلت به للأناضول: “لدينا فصول للأطفال ما بين 4 و 8 سنوات تضم 30 تلميذا، وأخرى للأطفال ما بين 8 و 14 عاما فما أكثر، تضم 20 تلميذا”.

وانطلقت فكرة توفير دروس لتعليم الدين الإسلامي خلال العطلة الصيفية في أبريل/نيسان 2013 بعد أن لاحظ رجل الاعمال ماما نساني حبيبو نقصا في تكوين الفئة العمرية الشابة لهذا الجانب، فقرر الإسهام في تمويل نشاط هذه المراكز .

اقرأ أيضا  انطلاق منتدى التعليم والتماسك الاجتماعي في أفريقيا بأديس أبابا

“هم هنا لكي يفهموا دينهم بشكل أفضل” -تضيف عائشة- فالأمر يتعلق ببديل يوضع على ذمة أولياء الأمور الذين يرسلون أبناءهم إلى البلدان الساحلية في مصائف وينفقون في ذلك أموالا طائلة في سبيل ذلك.

ويمضي عصمان مامادو، المشرف الأول على “الأمة تراينغ سنتر”، مركز إسلامي ثان، في هذا الاتجاه قائلا للاناضول إن إنشاء هذا النوع من المراكز ظهر بشكل طبيعي بدافع “نقص مستوى معارفهم الدينية لدى فئة الشبان”.

وتابع عصمان فكرته بالقول: “لقد لاحظنا أنه مع بلوغ سن العشرين، يبدأ الشبان في طرح تساؤلات بشأن عدم إلمامهم بأمور دينهم، بما يشمل ذلك قواعد الصلاة أو أمور أخرى، ففكرنا أنه من المفيد تلقين الأطفال هذه القواعد في سن مبكرة”.

وجاء هذه الصيغة التعليمية لتعوض أخرى، كان يلجآ بموجبها الأطفال إلى مؤدب الحي، أو لبعض أئمة المساجد لتعلمتلاوة القرآن، فيما تشمل المراكز الإسلامية التعليمية الاحاديث النبوية الشريفة حتى يتمكنوا من الإلمام بدينهم بشكل أفضل.

اقرأ أيضا  مصر : الحبس 3 سنوات لـ 16 من مؤيدي مرسي

وتجري الدروس على مدى 6 أيام في الأسبوع مقسمة بين الذكور والإناث، فيما تستغرق الحصة التعليمية 8 ساعات، أيام الإثنين و الثلاثاء و الإربعاء وتخصص بقية أيام الأسبوع للفتيات.

ويكشف المسؤولون عن المركز أن تكلفة الدروس 10 آلاف فرنك إفريقي (نحو 15 دولار) شهريا تمكن الأطفال من تعلم جميع عناصر الدين الحنيف من قواعد الصلاة و الآداب العامة وغيرها، في مبادرة عرفت إقبالا كبيرا لدى أولياء الأمورالذين سارعوا بتسجيل أطفالهم بهذه المراكز، ليبلغ عدد المسجلين 2000 شخص، بحسب عائشة.

وأمام المدخل الرئيسي لمركز البدر، تجمهر الأولياء هنا و هناك، ينتظرون بفارغ الصبر خروج أبنائهم، كما لو تعلق الأمر بفترة دراسية عادية في وسط السنة الدراسية.

رابياتو بوبكر، امرأة في الثلاثين من عمرها، تحدثت إلى الاناضول فيما كانت بانتظار إبنتها أمام مركز البدر، تحدث للأناضول عن النتائج لإيجابية التي لحظتها على فلذة كبدها بعد ارتيادها للمركز: “في البداية، لم أكن أترقب الكثير، ولكن مع مرور الوقت، لاحظت تغييرا كبيرا على تصرف إبنتي، فقد صارت تذكرني بموعد الصلاة في كل مرة تستمع فيها إلى الآذان”.

اقرأ أيضا  تقرير تقصي الحقائق حول أحداث "ملكال" بجنوب السودان يلوم البعثة الأممية

التلاميذ بدورهم، يجدون ارتياحا كبيرا في ارتياد هذه المراكز الصيفية، على غرار ما تشعر به حاليماتو ساديا مامادو، تلميذة شابة علمت بوجود المركز التعليمي الإسلامي عن طريق صديقة لها، وهي تعتبر أن الدروس المتوفرة بالمركز مفيدة جدا وتنتظر العودة إلى مقاعد الدرس في اليوم الموالي بشغف لا يعرف حدودا، بحسب ما ورد في الأناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.