علم الحديث : الحديث الصحيح والحديث الموضوع.

الخميس6 جمادى الثانية1436//26 مارس/آذار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
من تعاريف الدين الجامعة المانعة أنه نقل عن الله عز وجل، خالق السموات والأرض أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم وحياً هو القرآن الكريم، وأمر النبي أن يبين هذا القرآن، فديننا وحي، كتاب وسنة، وبما أن الدين نقل فأخطر ما في النقل صحة النقل، لذلك إن كنت ناقلاً فالصحة، متبعاً فالدليل.
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، المسلمون ينبغي أن يكونوا متّحدين لأن إلا هم واحد،ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وسنتهم واحدة، ما الذي فرقهم ؟
الذي فرقهم هو أنه أضيف على الدين ما ليس منه، فرقهم البدع، حديث ضعيف أو موضوع، فأخطر ما في الدين صحة النقل، فكم من فرقة ضالة تائهة شاردة شردت و انحرفت وابتعدت لنص غير صحيح، فالمسلم ينبغي عليه أن يحرص على صحة النقل حرصه على دينه لأن دينه نقل، وأخطر ما في النقل صحته.
قد لا تصدقون أن في الكتب التسعة الصحاح مائة وتسعة وستين حديثاً تحض على دقة النقل وتلح على تحري الصحة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعد الذي يكذب على رسول الله بالنار، وإذا أوعد الله و رسوله إنساناً بالنار فهذه من أكبر الكبائر ! ولا تنسوا أن في بعض آيات القرآن الكريم عرض للمعاصي، وبطريقة تصاعدية، الإثم، العدوان الفحشاء المنكر… وجعلت في أعلى مستويات المعاصي.
﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) ﴾
(سورة الأعراف)
فقبل أن تشمر وقبل أن تقول: هكذا قال النبي عليك التأكد من صحة الحديث.
حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل الناس هلكة إلا العالمون، والعالمون هلكة، إلا العاملون، والعاملون هلكة إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم، تعلمت فلم تنجو، عملت بما علمت فلم تنجو، أخلصت فيما عملت فلم تنجو، ومع أنك مخلص فأنت على خطر عظيم، هذا حديث لا أصل له وموضوع، الذي وضعه أرادك أن تيأس.
ما دمت في الحديث الصحيح فأنت على صخر، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وصدقوني أنه ما من فرقة ضالة، ولا من فئة منحرفة، ولا من عقيدة زائغة، ولا من خصومة ضمن الإسلام، إلا بسبب نقل غير صحيح، الحديث الذي ورد في الدارمي:

((عن عبد الله بن عمر بن العاص قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))
(رواه الدارمي)
ألم تستمع لخطبة جمعة ؟ أليس فيها آية ؟ أمر نبوي بلغ التبليغ فرض عين، (وحدثوا عن بني أسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) أي من أكبر الكبائر أن تروي حديثاً ما قاله عليه الصلاة والسلام، (ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) هذا الحديث ورد بروايات عديدة كثيرة، كلها تبين أن الذي يروي حديثاً عن رسول الله وهو يعلم أنه ما قاله فليتبوأ مقعده من النار.
الشيء الآخر: في الأرض خمسة آلاف مليون إنسان، أن تكذب على هؤلاء الناس هذا كذب محرم ينتج عنه خطأ، وأن تكذب على واحد من بني البشر شيء آخر، أما أن تكذب على رسول الله فهذا خطأ وجريمة وكبيرة لا تغتفر، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

(( عَنِ الْمُغِيرَةِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ))
( البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد)
أي إنسان يؤخذ منه ويربي عليه لكن النبي مشرف، وأمرنا الله أن نأخذ عنه، فإن كذبت على الناس وأخبرتهم أنه حديث رسول الله فأخذوه وتفرقوا واختلفوا وانحرفوا وفسدوا ماذا فعلت ؟
أنت لعبت بدين الله، فقبل أن تقول: قال عليه الصلاة والسلام يجب أن تعد للألف، من أين جئت بهذا الحديث ؟ ومن أخرجه ؟ وما سنده ؟ ومن ألقاه عليك ؟ لأن هذا دين، فيه آخرة وجنة ونار وطاعة ومعصية وقرب من الله وبعد عن الله عز وجل، (لذلك إن كذباً علي ليس ككذب على أحد) (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) لك أن تتكلم بألف موضوع وأن تقول كلاماً صحيحاً ومخطئاً، هذا الخطأ لا يقدم ولا يؤخر، أما أن تروي عن النبي حديثاً .
الإمام علي كرم الله وجهه يقول
(( قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهم عَنْه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
(رواه البخاري)
تخيل إنساناً ركب طائرة وسقط من مسافة أربعين ألف قدم سيصل ميتاً، (وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة)، حديثي معكم شيء، وحديثي مع النبي شيء آخر، بالمناسبة مسموح الكذب في مواطن ثلاث حصراً ولا يجوز أن تتعداها: لك أن تكذب في الإصلاح بين إخوين كريمين، ولك أن تكذب في الحرب فإن الحرب خدعة، ولك أن تكذب في موضوع واحد على زوجتك وهو إن قالت لك أتحبني ؟ قل أحبك و لو كنت لا تحبها ربما ترى فيها عيباً لكن إذا قلت لا أحبك هدمت بينك وبينها، النبي عليه الصلاة والسلام عندما سألته السيدة عائشة كيف حبك لي ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: كعقدة الحبل، وكانت تسأله من حين لآخر وكيف العقدة ؟ يقول: على حالها، إنسان تزوج وهذه زوجته وأم أولاده، طاهرة نقية، مؤمنة تقية، ملتزمة بكل واجباتها المنزلية، ليست كاملة فيها عيب في خلقها، هل هي خلقت نفسها ؟ لا فإن انتقدت خلقها انتقدت خلق الله عز وجل، سألتك أتحبني ؟ قل أحبك، والله يوجد أزواج يخربون بيوتهم بأيديهم، ما يزال ينتقدها ويصغر من شأنها وينتقد شكلها وطولها ولونها إلى أن تيأس منه فإذا يئست أهملته، فالشرع سمح لك أن تكذب في الحرب لأنها خدعة، وسمح لك أن تكذب في الإصلاح بين أثنين لأن الله سبحانه وتعالى يقول:

اقرأ أيضا  الإسراء والمعراج

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) ﴾
(سورة الأنفال)
ولك أن تكذب على الزوجة فقط إن سألتك عن حبك لها، وليس بكل موضوع و ليس لك أن تتوسع في هذا الحديث ‍‍، فتنشأ المشاكل كلما سألتك سؤالاً تجيبها إجابة كاذبة، تكذب عندما تسألك أتحبني ؟ فتجيبها كالرسول عليه الصلاة والسلام: كعقدة الحبل، (فإن كذباً علي ليس ككذب على أحد ) (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) راجع نفسك، يقول الإمام علي كرم الله وجهه:(إذا حدثتكم عن رسول الله فلأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أكذب عليه )
(وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة)

(( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حد ثاء الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ “))
(البخاري، مسلم، النسائي، أبي داود، أحمد )
سأعطيكم مثلاً كيف أن القرآن هو المقياس ؟ الحقيقة هناك شيء في الإسلام رائع أنك كمؤمن معك مقياس، قد تعرض عليك ألف مقولة، الإسلام الآن فيه أفكار واتجاهات ومذاهب وطروحات ومنطلقات لا تعد ولا تحصى، كيف أعرف الحق من الباطل ؟ و الخير من الشر؟ ما صح وما لم يصح ؟ لابد لك من مقياس، ذكرت قبل حين أنك بحاجة لميزان تزن به كل شيء وأكبر خطأ أن يكون الميزان غير صحيح، إذا كان الميزان صحيحاً قد يكون هناك خطأ ولكن لا يتكرر، الخطأ في الوزن لا يتكرر، أما الخطأ في الميزان لا يصحح، أخطر شيء في الدين أن لا تملك ميزاناً صحيحاً عندها تهلك و تُهلك، الخطأ في الآحاد سهل جداً لأنه لا يتكرر، قال له البدوي : يا ربي أنا ربك وأنت عبدي خطأ لا يتكرر قالها من شدة انفعاله، أما إذا كان ميزانه خطأ فكل أحكامه غير صحيحة، السيدة عائشة عندها ميزان، قالت رضي الله عنها:

((مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ))
(رواه البخاري)
القرآن منهج السيدة عائشة، و القرآن بين يدينا، فأنت إذا كنت أمام عشرين قطعة قماش على كل قطعة لصاقة تبين الطول لا تقل يا ترى صح أم خطأ ؟ عندك المتر قسها بنفسك وانتهى الأمر، هذا الذي يملك متراً صحيحاً يكشف أي خطأ بالقياس، تأكد بنفسك من الخطأ، فيجب أن تحرصوا أن تملكوا الميزان، نحن نملك قرآناً قطعي الثبوت، عندنا حديث قطعي الثبوت وظني الثبوت، مع القرآن تبحث عن معنى الآية فقط، أما مع الحديث تبحث عن شيئين: عن صحة الحديث، ثم تبحث عن معناه، أما أي قول آخر تبحث عن صحته ومعناه ومطابقته للكتاب والسنة، هذا منهج البحث في الإسلام، إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت متبعاً فالدليل، السيدة عائشة على علم من قال ؟ من حدثك ؟

((أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ومن حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب ” لقوله عز وجل: ” لا تدركه الأبصار” “ولا يعلم الغيب إلا الله))
( رواه البخاري )
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لا يُضِلُّونَكُمْ وَلا يَفْتِنُونَكُمْ))
(رواه مسلم)
لازلت ألح على أن تصطفي دينك من النقل الصحيح، والنقل الصحيح لا يتعارض مع النقل الصريح، العقل مقياس أودعه الله فينا والنقل كلامه، والخلق خلقه، والفطرة فطرته، فالحق لا تناقض فيه،إن رأيت تناقضاً فبين العقل الصريح وبين النقل غير الصحيح، أوالنقل الصحيح والعقل غير الصريح، أريد أن أضع بين أيديكم نماذج من الأحاديث الموضوعة، ورد في بعض كتب الحديث هذا الحديث:
“آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر” حديث موضوع لا أصل له.
“أتاني جبريل بقدر فأكلت منها فأعطيت قوة أربعين رجلاً في الجماع ” حديث موضوع لا أصل له. لا ترتاح له، قل إنما أنا بشر مثلكم ” أنه مشرع صلى الله عليه وسلم.
“اتخذوا الديك الأبيض فإن داراً فيها ديك أبيض لا يقربها الشيطان ” هذا حديث موضوع لا أصل له.” اتخذوا هذا الحمام المقاسيس في بيوتكم فإنها تلهي الجن عن صبيانكم ” حديث موضوع لا أصل له.
فالإنسان عنده تحقيق تدقيق، لا أروع من مسلم عالم، لعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم،
“ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك خذ عن الذين استقاموا ولاتأخذ عن الذين مالوا “هذه الأ حاديث غير شريفة لأنها موضوعة ولا أصل لها.

(( عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))
(ابن ماجة، أحمد، الدارمي )
الحديث الصحيح كالصخر تقف عليه مطمئناً، فإذا رويت حديثاً صحيحاً لا تتوقع أن أحداً ينتقدك أو يعارضك،

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾
(سورة النجم)
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) ﴾
(سورة النجم)
أذكركم بأن مائة وتسعة وستين حديثاً في الكتب الصحيحة وردت كلها في حض المؤمن على تقصي صحة الحديث، وفي الترهيب من رواية حديث موضوع أومكذوب أو ضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن في هذا لعباً بالدين. من الأحاديث الموضوعة:
” اتخذوا عند الفقراء أياد فإن لهم دولة يوم القيامة “إذا فقير غير مؤمن هل له عند الله دولة ؟ حديث موضوع لا أصل له. ومن الأحاديث الموضوعة:
“احمل النساء على أهوائهن ” إذا إنسان أطلق لزوجته العنان أعطاها ما تريد و فعلت ما تشاء وانحرفت كما ترغب و تجاوزت الحدود، ولم تربِ بناتها تربية إسلامية أيعقل أن يكون هذا من هدي رسول الله و أين نحن من قول الله تعالى:

اقرأ أيضا  الصيام والصحة النفسية للفرد والمجتمع

﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾
(سورة طه)
القرآن والحديث الصحيح لا يتناقضان أبداً، ” اخلعوا نعالكم عند الطعام فإنها سنة جميلة ” إذا أحدنا دعي لطعام وجلس على طاولة بالصيف أيخلع حذاءه ؟ هل هذا كلام النبي وفصاحته ؟ بعض علماء الحديث عندهم بما يسمى الحاسة السادسة ! وليكن نص الحديث مافيه شك أوغبار أبداً يشعر أن هذا ليس كلام النبي، لأن كلام النبي أفصح كلام على الإطلاق بعد كلام الله ‍، أوتيت جوامع الكلم، هو النبي أفصح العرب من دون استثناء ‍‍‍‍، قد يقول أحدكم: لا أعلم أن هذا الحديث موضوع، سمعته فقلته، جواب النبي خطير يقول في هذا:

(( عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَكْذَبُ الْكَاذِبِينَ))
( الترمذي، ابن ماجة، رواه أحمد)
هل يحمي القانون المغفلين الذي هو من وضع بني البشر ؟ لو أوقفك شرطي وأنت مخالف لقانون السير إن قلت له: لا أعلم، هل تنجو منه؟
“إن علمت أنه موضوع فليتبوأ مقعده من النار ” إن لم تعلم أنه موضوع وأنك قرأته بلا تمحيص بلا تدقيق بلا تحقيق وسؤال، قال تعالى:

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) ﴾
(سورة النحل)
اسأل به خبيراً فقبل أن تبني بناء شامخاً على حديث تحقق من صحته. من الأحاديث الموضوعة:
“إذا أخذ المؤذن في أذانه وضع الرب يده فوق رأسه فلا يزال كذلك حتى يفرغ من أذانه وإنه ليغفر له مد صوته فإذا فرغ قال الرب: صدق عبدي وشهدت بشهادة الحق فأبشر ”
هذا تجذيب لحضرة الله عزوجل، أنا أضع بين أيديكم هذه الأحاديث الموضوعة من أجل أن تتيقظوا، ما كل حديث في كتاب هو صحيح، دقق في تخريجه ومن رواه ؟ في أي كتاب إن كان في الكتب الصحيحة تطمئن إليه، أما إن كان في الكتب الضعيفة أو تخريجه غير صحيح ينبغي أن تمسك عن روايته لأن في رواية هذا الحديث:

(( عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:….َمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))
( البخاري، الترمذي، أحمد، الدارمي)
في حديث آخر يرويه أبو هريرة عن رسول الله وقد ورد في مسند الإمام أحمد قال:

((…..سمعت رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))
(رواه أحمد )
فالأمر خطير.

(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ زَادَ سُلَيْمَانُ الْمَهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ))
(رواه أبو داود)
إذا استشارك إنسان في مبلغ من المال يريد توظيفه فأشرت عليه بطريق لصالحك فتكون بذلك قد خنته، فطريقة استثمار هذا المال ليس لصالحه بل في صالحك، فهذه المشورة تعد خيانة في الإسلام. الحديث مرة ثانية ورد في مسند الإمام أحمد عن سيدنا أبي هريرة:

((سمعت رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار))
( رواه أحمد )
و قال أيضاً:
“ومن أفتي بفتية بغير علم كان إثم ذلك على من أفتاه دون أن يعطى الذي استفتى ” القصد أن المفتي مؤاخذ والذي قبل الفتوى دون تحقيق أيضاً مؤاخذ:

((ومن استشار أخاه فأشار عليه بأمر وهو يرى الرشد في غير ذلك فقد خانه ))
(ابن ماجة، أحمد، الدارمي، أبي داود )
من الأحاديث الموضوعة التي وردت في بعض الكتب قال:
“إذا جعلت إصبعيك في أذنيك سمعت خرير الكوثر” حديث موضوع لا أصل له.
لأن الأجسام الصلبة أكثر ناقلية للأصوات من الأجسام الغازية، فإذا وضعت إصبعك في أذنك أصبح اتصال العظم ببعضه فحركة الأحشاء والقلب تنتقل للأذن هذا تفسير علمي، “إذا ذلت العرب ذل الإسلام ” الإسلام لا يذل أبداً لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
“قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سَلْمَانُ لا تُبْغِضْنِي

(( فَتُفَارِقَ دِينَكَ، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللَّهُ؟ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي))
(رواه أحمد)
هذا حديث صحيح ورد في مسند الإمام أحمد:
” تبغض العرب فتبغضني ” أما:
“إذا ذلت العرب ذل الإسلام ” هذا حديث غير صحيح، قال:
“إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني ” هذا حديث موضوع لا أصل له.
قال:
” إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه اذكر لك ” حديث موضوع لا أصل له.
” إذا مررتم بأهل الشرة فسلموا عليهم تدفع عنكم شرتهم ونائتهم”
حديث موضوع لا أصل له.
” أصدق الحديث ماعطس أحدكم عنده “. إذا إنسان كان يروي قطة فعطست معنى هذا أن كلامه صحيح ‍‍شيء مضحك،
” أكل اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق ” مع أن الأطعمة النباتية أفضل ، الدول الغنية تأكل اللحم بكميات كبيرة و أمراض القلب والأوعية ثمانية أمثال الدول الفقيرة، أنا أذكر دراسة علمية جادة جرت بأطعمة الشعوب في العالم وتوصلت إلى أن أفضل غذاء على الإطلاق غذاء الشعوب الفقيرة والأسباب: أن هذه الأغذية فيها مادة سيللوزية كبيرة جداً، نحن لا نأكل عصير التفاح بل تفاحة واحدة أوفر، وهذا التفاح يوجد فيه مادة سيللوزية، هذه المواد تعين على حركة الأمعاء تمتص المواد الدسمة والكوليسترول وتجعل بقاء الطعام في الأمعاء قليلاً، لا يوجد تخمرات لأن أحد أسباب سرطان الكولون من الأطعمة المطحونة والمصفاة، قال هذه المواد مهمة جداً في حياة الإنسان لأنها تمتص الكوليسترول، وتعين على حركة الأمعاء، تقلل بقاء الطعام في الأمعاء إلى أقل وقت ممكن وهذا يسبب نشاط الجسم، والبروتين نباتي كالحمص والفول والعدس … أخف على جسم الإنسان من البروتين الحيواني له مخلفات خطيرة فأكل اللحم من مخلفاته حمض البول الذي يرهق الكليتين، العامل الثالث أن زيت الزيتون الصافي هذا دواء وليس غذاء، فالنبي قال:

((عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ))
( الترمذي، ابن ماجة )
الآن ثبت أن الغذاء الذي يقي من تصلب الشرايين وتنكس المفاصل ويخفف الضغط هو الزيت، اليوم توجد حملة كبيرة في العالم أن يكون زيت الزيتون هو الغذاء الأول ، الله عز وجل قال:

اقرأ أيضا  كيف ينجو الإنسان من عذاب القبر ؟

﴿ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾
(سورة النور)
والنبي عليه الصلاة والسلام قال:
” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((كُلُوا الزَّيْتَ وَائْتَدِمُوا بِهِ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ))
(رواه الدارمي)
فالبروتين نباتي، والزيت زيتون، والطعام سيللوزي، قال: هذا أفضل طعام من بين طعام الشعوب، فقول:
“أكل اللحم يحسن الوجه والخلق ”
حديث موضوع لا أصل له.

(( أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم ))
حديث موضوع.
مع العلم أن النبي الكريم تحدث حديثاً رائعاً في التمر قال:

(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ تَمْرٌ جِيَاعٌ أَهْلُهُ ))
(رواه أحمد)
و وصف التمر واللبن بأنهما الأطيبان، التمر فيه ست وأربعون مادة غذائية وخمس وسبعون بالمائة من وزنه المأكول مادة سكرية تعد من أرقى الأنواع السكرية في العالم، سكاكر أحادية سريعة الهضم والتمثل تنتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق، إثنى عشر تمرة تعادل قطعة واحدة من الشوكولا، فالتمر يحوي على مواد بروتينية ودهنية، فيه ست فيتامينات أساسية، وثمانية معادن أساسية ! إذا أكلت مائة غرام من التمر تنال خمسين بالمائة من حاجتك للمعادن كالحديد والنحاس والصوديوم والمغنيزيوم…. فيه اثنى عشر حمض أميني ومواد ملينة ومواد مهدئة. ” بيت ليس فيه تمر جياع أهله” والتمر واللبن هما الأطيبان عند رسول الله.
على الإنسان لأن يمحص الأحاديث التي يرويها، والعقائد التي يعتقدها، وأن تكون مطابقة للكتاب والسنة لأن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الكتاب محفوظاً، وقد قال العلماء: إن من حفظ الله لهذا الكتاب الكريم أنه حفظ سنة نبيه لأن الله سبحانه وتعالى أمر النبي أن يبين فإن لم يحفظ لنا الله سنة النبي التي هي مفسرة ومبينة فقدنا الأصل، فالسنة في مجملها تفسير لكتاب الله جل جلاله وبيان وتفصيل فلذلك ربنا سبحانه وتعالى هيأ لهذه الأمة علماء كباراً أشداء عندهم جلد لا حدود له، درسوا السنة ومحصوها وصنفوها وثبتوها، وها هي الحمد لله واضحة، يوجد كتب وتخريجات صحيحة و أنت تأخذ هذا العلم عن علماء أجلاء يعرفون الحق من الباطل، هناك رجل وضاع كلما جاء بحديث يدعي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه صحيح، فجاء رجل أراد أن يمتحنه أعطاه حديثاً صحيحاً وقال له: نم هذه الليلة وإذا رأيت النبي إسأله عن صحة هذا الحديث، فهذا الدجال فتح الكتب ووجد أنه صحيح فجاءه في اليوم الثاني وقال للرجل: رأيت النبي وقال: هذا حديث صحيح أنا قلته، فأجابه الرجل شكراً،
جاءه بعد حين بحديث موضوع فهذا الدجال فتح الكتب فوجده موضوع قال له: رأيت النبي فقال لي: هذا لم أقله، فقال له الرجل: كلامك صحيح فعلاً هذا الحديث موضوع !
في المرة الثانية جاءه بحديث ضعيف، فبحث كعادته في الكتب فوجده أنه حديث ضعيف فقال: رأيت النبي الكريم وقال لي: أنه ضعيف ! فكشفه لأن النبي لا يقول أحاديث ضعيفة.
فمنهج البحث في الإسلام إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مبتدعاً فالدليل، فإذا قلت لك: أن الشام كلها ملكي تسألني أين أوراق الملكية ؟ قالوا: لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، فإذا قلت لك: إن هذا البيت لابني ليتزوج تسألني أين أوراق الملكية ؟ فالدليل أساسي، لذلك قال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) ﴾
(سورة يوسف)
البصيرة على أثاث وتعليل وتوضيح وتحقيق وتدقيق،إن جئت بكلام ليس له دليل أشركت نفسي مع الله، الإنسان أحياناً يعتقد برأي بعد ذلك يبحث عن الأدلة فإن رأى دليلاً في الكتاب يؤكد رأيه تمسك به إمرأة تنقض رأيه أهملها، إن رأى حديثاً ضعيفاً يؤكد رأيه تمسك به، إن رأى حديثاً صحيحاً يرفضه لأنه مناقض لرأيه، هؤلاء من أخطر الناس، أهل الرأي رأيهم هو المهم، أما المؤمن النص أولاً، إن جعلت رأيك أولاً والنص في خدمة الرأي فأنت من أهل الرأي وأنت أحدثت ديناً جديداً، لذلك:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾
(سورة الأنعام)
كيف جعلوا دينهم شيعاً وفرقاً ؟ لأنهم جاءوا بشيء من غير دليل.
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله أنا ومن اتبعني سبحان الله وما أنا من المشركين”
فلو قلت لكم كلاماً بلا دليل وتعليل فأنا قد أشركت نفسي مع الله وسبحان الله وما أنا من المشركين.
إن كنت ناقلاً فالصحة، مبتدعاً فالدليل، فقبل أن تقول: قال عليه الصلاة والسلام تأكد من صحة الحديث والبحث عن مصدره وعن من قاله، وعن سنده، ليكون ديننا دقيقاً وصحيحاً، وتأكد أن الذي يجمعنا هي الأحاديث الصحيحة والقرآن والسنة، والذي يفرقنا هي الأحاديث الضعيفة والموضوعة، فعليك أن تراجع نفسك وتبحث عن الشيء الذي يمكن أن يكون ناصعاً واضحاً كما قال عليه الصلاة والسلام:

(( رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ ))
( أحمد، الترمذي، ابن ماجة، أبي داود، الدارمي )
ونحن في دروس قادمة إن شاء الله نستأنف موضوعات مهمة جداً متعلقة بأحكام هذا الدين القوي من خلال الأحاديث الصحيحة التي وردت في الكتب الصحيحة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا ، ثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضا عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.