غورماز: لا ينبغي لعلماء المسلمين قبول اقتران اسم الإسلام مع الإرهاب
الأحد 24رجب 1437/ 1ماي/آيار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إسطنبول
قال رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إن “الأمن زمام الاستقرار النفسي، ومحرك النشاط الاقتصادي ودافع الإبداع والازدهار والتجارة الناجحة”، مشيرا أن “اقتران اسم الإسلام مع الإرهاب في العالم هو أمر مخجل، ولا ينبغي لعلماء المسلمين أن يقبلوا به”.
جاء ذلك خلال حديثه، اليوم السبت، في ختام أعمال “الملتقى العالمي الأول للأئمة والخطباء” تحت عنوان “دور الأئمة والخطباء في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب”، الذي تستضيفه إسطنبول لليوم الثاني على التوالي، ويشارك فيه 500 عالم ومفكر من 50 دولة.
وحذّر غورماز من أنّ “فقدان الأمن يؤدّي إلى هلاك الحرق والنسل، وجعل الناس لا يعرفون إلا الفقر والجوع والفزع والخوف والبطالة والجريمة والفساد، ففقدان الأمن من أكبر أسباب انهيار الدول، وزوال الأمم، واندثار معالمها ومكانتها بين الشعوب”.
وأوضح غورماز أن “اقتران اسم الإسلام مع الإرهاب في العالم هو أمر مخجل، ولا ينبغي لعلماء المسلمين أن يقبلوا به، وينبغي عليهم التفكير ملياً بتحديد أسبابه ومعالجته”، مشيراً إلى “وجود تنظيمات تدّعي الإسلام، وتدّعي انتهاج المنهج السلفي، كما نراه في تنظيم داعش والقاعدة”.
وشدد على أن “نسبة الأعمال الإرهابية التي تضرب عواصم عديدة في العالم، وتقتل الكثير من الأبرياء، لا يمكن قبولها على أنّها من الإسلام، فأي فقه إسلامي يجيز قتل الأبرياء في أنقرة وإسطنبول وبورصة وسوروج، أو ضرب الآمنين في بروكسل وباريس وغيرها، فمن العار أن ينسب هؤلاء الغلاة المتشددون إلى الإسلام، ومن خلال الأحداث خلال السنتين الماضيتين، أصبحنا على يقين بأن هذه التنظيمات تعمل لأجندة غير إسلامية، ولا تخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية.”
وطالب غورماز “بوضع خطط علمية منهجية بين الجامعات الإسلامية، وبرعاية مؤسسات إسلامية رشيدة، لمراجعة الكتب والمراجع التعليمية، واعتماد ما فيها من دعوة للتقارب والألفة والمحبة والقبول للمدارس الإسلامية الأخرى”.
بدورهم، أشاد المشاركون في الملتقى بجهود كل من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “لجمع وتوحيد كلمة المسلمين” من خلال التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب.
وأوصى المشاركون، الأئمة والخطباء ومسؤولي المساجد بـ “تقديم صورة الإسلام الحضاري المؤمن بالقيم الإنسانية، المساهم في وضع التقدم البشري وقيم الحوار والتعاون بين المجتمعات”.
كما حث الملتقى في بيانه الختامي على “العمل على تحديد معايير ومواصفات دقيقة لعناصر منظومة الدعوة ومجال التعليم، وتوضيح مؤشرات كل مجال، واشتراطات الجودة الخاصة التي تحميها من الدخلاء، وممن لا يملك مؤهلاتها”.
وطالب المشاركون بضرورة “عقد مؤتمرات وملتقيات إقليمية وقطرية حول رسالة المسجد الحضارية، ودور الأئمة والخطباء لتعزيز منهج السلم والوسطية والاعتدال، وإنشاء آلية تواصل عبر الشبكة العنكبوتية بين المساجد والمراكز الإسلامية للتنسيق بينها فيما يحقق رسالة المسجد ويخدم مجتمعاتها”.
وشهدت أعمال الملتقى العالمي الأول للأئمة والخطباء، انعقاد عدد من ورش العمل والدورات التدريبية المصاحبة بشأن الخطة الاستراتيجية للهيئة العالمية للمساجد، ورسالة المسجد ومهارات التواصل الفعال مع المجتمع، بحسب الأناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.