في ذكرى مئويته.. رايات غضب تحاصر “وعد بلفور” بأرجاء العالم (محصلة)

جاكرتا (معراج) – ما بين تظاهرات واحتجاجات ورسائل مفتوحة وجهها ناشطون في كثير من دول العالم إلى الحكومة البريطانية، تنوعت الفعاليات الرافضة لـ “وعد بلفور” الذي مهد لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، وتحل ذكراه المئوية اليوم الخميس، وفق الأناضول.

الفعاليات انطلقت اليوم، في الكثير من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، رفعت معظمها الأعلام الفلسطينية من جهة، ولافتات مناهضة لبريطانيا وإسرائيل من جهة أخرى، فيما شددت على ضرورة اعتذار لندن عن وعدها الذي كان “على حساب حقوق الشعب الفلسطيني”.

وفي المقابل، ترفض الحكومة البريطانية الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني، وأصرت على الاحتفال بمئوية الوعد اليوم، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حل في لندن منذ مساء أمس، والتقى نظيرته البريطانية تيريزا ماي، اليوم، على هامش تلك الاحتفالات.

غير أن ممثلين عن أحزاب المعارضة البريطانية الرئيسية، دعوا في تصريحات صحفية حكومة بلادهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، بمناسبة هذه الذكرى.

و”وعد بلفور”، هو الاسم الشائع لرسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر / تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، تعهد فيها بأن تبذل حكومته قصارى جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

ـ في تركيا وأوروبا

تركيا، كانت في طليعة الدول التي شهدت احتجاجات ضد “وعد بلفور”، حيث شهدت مدينتا أنقرة وسكاريا تظاهرات احتجاجية تنديدا بهذا الوعد.

وتجمّع مواطنون أتراك في منطقة قريبة من السفارة البريطانية بأنقرة، في إطار التظاهرة التي نظمتها جمعية “شباب الأناضول”، فيما رفع المتظاهرون بأيديهم العلم الفلسطيني، ولافتات مناهضة لبريطانيا.

وقال رئيس فرع الجمعية في أنقرة “حسن قرمان” في كلمة خلال التظاهرة، إن “إسرائيل الصهيونية هي أكبر بلاء على الإنسانية”، وإن وعد بلفور يعد “عارا” على بريطانيا.

ودعا “قرمان” السلطات البريطانية إلى الاعتذار من شعوب الشرق الأوسط والإنسانية جمعاء، وخاصة الشعب الفلسطيني، إزاء الوعد.

فيما قادت منظمة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH” احتجاجا في جامعة “سكاريا” شمال غربي البلاد، شارك فيه عدد من الطلاب.

بدورها حمّلت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين “فيدار”، الحكومة البريطانية المسؤولية عن المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وأقامت الجمعية في مدينة إسطنبول ندوة بمناسبة مرور 100 عام على صدور “وعد بلفور”، حضرها عشرات من الأتراك والفلسطينيين للتنديد بالوعد المشار إليه، ومناقشة انعكاساته على الشعب الفلسطيني، بحسب المنظمين.

وعلى هامش الفعالية، بثت الجمعية العرض الأول والخاص للفيلم القصير الناطق بالإنجليزية، “طريق بلفور”، الذي أنتجه مركز “العودة الفلسطيني” (مستقل مقره لندن).

وفي هولندا، تظاهر ناشطون أمام السفارة البريطانية لدى لاهاي مطالبين بريطانيا بالاعتذار عن وعدها.

ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ولافتات مناهضة لبريطانيا، في التظاهرة التي نظمتها “رابطة المجتمع الفلسطيني” في هولندا.

كما سلمت الرابطة رسالة احتجاج ضد وعد بلفور إلى وكيل السفير البريطاني في لاهاي نيك هيث، الذي حضر إلى باب السفارة لتسلم الرسالة.

ـ في فلسطين

شهدت فلسطين اليوم خروج عشرات الآلاف في تظاهرات بمختلف مدنها للتنديد بـ “وعد بلفور” الذي سلب أرضهم.

وشارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات بمختلف محافظات الضفة الغربية، وانطلقت مسيرات في مراكز مدن نابلس ورام الله وجنين وبيت لحم وطوباس والخليل وأريحا، جابت الشوارع الرئيسية فيها، بمشاركة فرق كشفية.

وتم تعليق الدوام في المدارس والدوائر الحكومية، ليتسنى للموظفين والطلاب المشاركة بالفعاليات، فيما ارتدى مئات المشاركين ملابس سوداء، وحملوا رايات سوداء، وأعلام فلسطين، ولافتات تندد بالوعد البريطاني.

وسلم المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام ميدان الشهيد ياسر عرفات باتجاه المركز الثقافي البريطاني برام الله، رسالة للمركز طالبوا فيها بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني.

ولم يختلف الأمر في قطاع غزة عنه في الضفة، حيث خرجت مسيرة حاشدة بالقطاع دعت لها قوى وطنية وإسلامية، وانطلقت من حديقة النصب التذكاري للجندي المجهول، وتوقفت أمام مقر منظمة (اليونسكو) غربي المدينة، حاملة الأعلام الفلسطينية ومنددة بـ “وعد بلفور”.

وخلال مؤتمر عقد على هامش المسيرة، طالب عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية السلطات البريطانية بتقديم اعتذار عن هذا الوعد.

أما في القدس، فكان الاختلاف في التشديدات الأمنية، لكن رغم ذلك سلم فلسطينيون رسالة احتجاج على موقف الحكومة البريطانية المتمسك بوعد بلفور، وذلك خلال وقفة احتجاجية أمام القنصلية البريطانية العامة في المدينة.

وقبل تسليم الرسالة، نظم عشرات الفلسطينيين وقفة احتجاجية أمام القنصلية البريطانية العامة، جرى خلالها رفع الأعلام السوداء وترديد شعارات، من بينها “يسقط وعد بلفور”.

ـ الموقف الفلسطيني الرسمي

أما الرئيس محمود عباس، فقد استقبل اليوم وفدا من المتضامنين البريطانيين، وصلوا مدينة القدس الأسبوع الماضي سيرا على الأقدام، في مبادرة لتوجيه الأنظار إلى رفضهم “وعد بلفور”، والتنديد بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته.

وفي كلمة له خلال استقبالهم في رام الله، وصف عباس رحلة المتضامنين البريطانيين، وهم 55 شخصا، بـ “التاريخية”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

بدوره، أعلن رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني في بيان الخميس، أن بلاده ستحرك “قريبا” دعوى قانونية أمام المحاكم البريطانية، لرفضها العدول عن الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد “بلفور”.

فيما قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث، في تصريحات صحفية اليوم، إن السلطة الفلسطينية تتجه لمقاضاة الحكومة البريطانية بسبب وعد بلفور.

أما صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقال في بيان، إنه “من العار على بريطانيا الاحتفال بمرور مائة عام على وعد بلفور”.

ـ عربيا

وبعيدا عن فلسطين، طالب الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع (غير حكومي يضم 14 جمعية)، بريطانيا بالاعتذار عن “وعد بلفور”، وذلك في رسالة وجهها الائتلاف إلى رئيسة الحكومة البريطانية، واطلعت عليها الأناضول.

وفي تونس، نفذ عشرات الناشطين وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة البريطانية بالعاصمة، لمطالبة لندن بالاعتذار عن وعد بلفور، كما تم خلال الوقفة تسليم السفير البريطاني هاميش كويل “رسالة مكتوبة” تطالبه بالاعتذار.

فيما تجمّع عشرات المواطنين وسط العاصمة، رافعين علما فلسطينيا كبيرا يبلغ طوله حوالي 20 مترا (بحسب المنظمين)، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لـ “وعد بلفور”.

وفي الأردن، شارك عشرات الأردنيين في وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية بالعاصمة عمان للتنديد بـ “وعد بلفور”.

ورفع المشاركون لافتات منددة بالوعد، بينها: “100 عام على وعد بلفور.. بريطانيا تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية ولن تسقط بالتقادم أو بمرور الزمن”، “وعد بلفور باطل وفلسطين عربية 100 %”، و”وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.

وأمس الأربعاء، انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تصريحات له، افتخار بريطانيا بـ “وعد بلفور”، واصفا إياه بأنه “انتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني بأكمله”.

ورفضت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تقديم الاعتذار للفلسطينيين، وأضافت في معرض ردها على أسئلة النواب في مجلس العموم في 25 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، “سنحتفل حتما بالذكرى المئوية لوعد بلفور بكل فخر”.

وكالة معراج للأنباء

اقرأ أيضا  ورشة عمل تناقش أوضاع الأقليات المسلمة حول العالم
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.