قصف على شرق حلب وواشنطن تتهم دمشق بارتكاب “جرائم حرب”

السبت 10 ربيع الأول 1438 الموافق 10 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

سوريا – حلب

يتواصل القصف على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في حين اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري النظام السوري بارتكاب “جرائم حرب” عبر استهدافه المدينة “عشوائيا”.

وحسب “فلسطين أون لاين” أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن قصف جوي وصاروخي يستهدف منذ صباح السبت الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل في حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر.

وردت الفصائل المعارضة بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل “تسعة مدنيين”، وفق المرصد السوري.

وأفادت مراسلة “فرانس برس” في غرب حلب عن تحليق كثيف للطائرات الحربية في أجواء المدينة ومشاهدتها أعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية، فضلا عن سماعها لقصف عنيف تهتز المباني على وقعه.

ومنذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تمكنت قوات النظام مدعومة بمجموعات مسلحة موالية من احراز تقدم سريع داخل الأحياء الشرقية وباتت تسيطر على أكثر من 85% من مساحة هذه الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 413 مدنيا بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارت على شرق حلب، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء قذائف الفصائل على غرب حلب إلى 129 مدنيا بينهم 39 طفلا، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري.

اقرأ أيضا  النظام السوري يستخدم غازات سامة قرب دمشق

“قصف غير طبيعي”

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة “الخوذ البيضاء” إبراهيم ابو الليث عبر الهاتف لوكالة “فرانس برس”: “القصف غير طبيعي”.

وأضاف خلال تواجده في جنوب شرق حلب “الشوارع امتلأت بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض. أنهم يموتون لأننا غير قادرين على انتشالهم”.

وفي باريس، عقدت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية اجتماعا للبحث في الوضع الانساني في حلب.

وحضر الاجتماع المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، رياض حجاب.

واثر اللقاء، قال كيري إن “القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب”.

ودعا موسكو، حليفة دمشق، إلى “بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك”.

وتسعى دمشق إلى استعادة السيطرة على حلب، ثاني مدن البلاد، بأي ثمن، في خطوة من شأنها أن توجه ضربة موجعة للفصائل المعارضة. وفي حال نجحت في ذلك، سيكون النظام السوري أمسك بمفاتيح مفاوضات السلام.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بعد لقاء باريس ان المعارضة “على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة”.

اقرأ أيضا  منظمة التعاون الإسلامي تدين مشروع قانون "شرعنة" البؤر الاستيطانية الإسرائيلية

وعقدت العام الحالي ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين بإشراف الأمم المتحدة لكنها باءت جميعها بالفشل.

فرار المدنيين

كذلك يجتمع خبراء روس وأميركيون السبت في جنيف في محاولة “لإنقاذ حلب من دمار تام”، وفق ما كان أعلن كيري.

ودفع التصعيد العسكري عشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية الى الفرار. وتوجه معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن “فرار أكثر من ألفي مدني” السبت من الأحياء الشرقية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها أنه “منذ الصباح تمكن ما لا يقل عن ثلاثة الاف مدني من الفرار من قبضة التنظيمات الارهابية التكفيرية المنتشرة في أحياء السكري والفردوس وصلاح الدين في الجهة الشرقية لمدينة حلب” وفق تعبيرها.

وكانت الأمم المتحدة أعربت الجمعة عن قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.

باتجاه الرقة

وعلى جبهة اخرى، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية، بدء “المرحلة الثانية” من حملة “غضب الفرات” لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة، أبرز معاقله في سوريا.

اقرأ أيضا  إقبال كبير على حملة “نعين ونعاون” لمساعدة اللاجئين السوريين

وفي قرية العالية في ريف الرقة الشمالي، اعلنت هذه القوات في بيان تلته المتحدثة باسم الحملة جيهان الشيخ أحمد أنه “تم اتخاذ قرار البدء بالمرحلة الثانية من الحملة التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة اضافة إلى عزل المدينة”.

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر حملة “غضب الفرات” لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأكد قياديان في قوات سوريا الديموقراطية لـ”فرانس برس” أن القوات الأميركية المرافقة لها ستشارك بطريقة “أكثر فعالية في خطوط الجبهة الأمامية” خلال المرحلة الثانية من الحملة.

وفي وقت سابق السبت، أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن الولايات المتحدة سترسل مئتي جندي اضافي إلى سوريا “من أجل ضمان نجاح عزل الرقة”، على أن ينضموا إلى 300 عنصر من القوات الخاصة في سوريا.

 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.