كيف يعامل المسلمون في الصين؟
الصين (معراج)- ازدادت معاناة الاقليات الدينية في الصين في السنوات الاخيرة بشكل كبير ولأسباب مختلفة، وتوجه الصين كما نقلت بعض المصادر، اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ وتعذيب المعتقلين الويغور وتشديد القيود على ممارستهم لشعائرهم الدينية وثقافتهم. وهو ما اثار قلق ومخاوف المنظمات والمؤسسات الانسانية واثار ايضا انتقادات دولية للصين، المتهمة بالتمييز على أساس ديني عِرقي في تعاملها مع المسلمين، لاسيما مع أقلية الأويغور في إقليم شينجيانغ ،وترى ضرورة تقديم الهوية الصينية على الهوية الدينية الخاصة بالأقليات، بينما يعتبر الأويغور أنفسهم في حالة دفاع عن حقوقهم الإنسانية والسياسية. وتنفي بكين ارتكاب مخالفات. وعلى مدى سنوات فر مئات وربما آلاف من الويغور من الاضطرابات في شينجيانغ.
ووفق بيانات الإحصاء الرسمي الصيني والتي اعلنت في سنوات سابقة، فإن من بين السكان البالغ تعدادهم 1,3 مليار نسمة، تشكِّل الأقليات الخمس والخمسون في مجملها من عدد السكان ما نسبته 8,4 % فقط، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 1,7 % فقط. ومن بين الخمس والخمسين أقلية في الصين، يواجه باستمرار كلٌّ من الأويغوريين والتبتيين نظام الدولة الصارم الذي يعكر صفو حياتهم اليومية، بما في ذلك المجال الديني.
والواقع أن نظام جمهورية الصين الشعبية يبقى دائمًا في حالة تأهب في إقليمي شينجيانغ والتبت؛ بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة منذ عام 2009، والمتمثلة بالهجمات العنيفة في شينجيانغ والاحتجاجات في التبت؛ مما حدا بالصين لتكثيف الإجراءات الأمنية في كلتا المنطقتيْن، وفرض قيود واسعة من قبيل منع صوم شهر رمضان والأنشطة الدينية بهدف منع أي شكل من أشكال المعارضة السياسية التي قد تتطور من خلال الشبكات الدينية.
الأسلمة الزاحفة
وفي هذا الشأن دعا مسؤول صيني مسلم بارز المسلمين الصينيين إلى الحذر مما وصفه ”بالأسلمة الزاحفة“ بما في ذلك انتهاج المساجد أساليب أجنبية وحثهم على ممارسة عقيدتهم بالطريقة المعتادة في بلادهم. ويعيش في الصين نحو 20 مليون مسلم يقطن كثير منهم في الجزء الغربي من البلاد. وعلى الرغم من أن الصين تكفل رسميا حرية الأديان فقد شددت الرقابة في الأعوام الماضية في المناطق التي يقطنها الكثير من المسلمين خشية التطرف أو العنف.
وقال يانغ فامينغ رئيس الرابطة الإسلامية الصينية المرتبطة بالحكومة أمام الهيئة الاستشارية التابعة لمجلس نواب الشعب إن للإسلام تاريخا طويلا ومجيدا في البلاد. لكنه حذر من مشكلات قال إنها أصبحت واضحة في الأعوام الماضية ولا يمكن تجاهلها وذلك وفقا لنسخة من نص خطابه نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وقال ”على سبيل المثال أسلوب بناء بعض المساجد يقلد بالضبط نماذج أجنبية… وبات الدين يتداخل مع الحياة العلمانية“. وأضاف ”البعض يولي تعاليم الدين أهمية أكبر بكثير جدا من أهمية القانون الوطني… علينا بالقطع أن نتوخى الحذر بشدة“. بحسب رويترز.
ويعقد البرلمان والهيئة الاستشارية التابعة لمجلس نواب الشعب جلساتهما السنوية حاليا. وألقت الصين مسؤولية سلسلة من الهجمات وقعت في السنوات الأخيرة في شينجيانغ على متشددين إسلاميين. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن العنف ما هو إلا رد فعل على القيود المفروضة على الحقوق الدينية والثقافية للويغور المسلمين الذين يعيشون هناك. وتنفي الصين الاتهامات بحدوث قمع في الإقليم.
وكالة معراج للأنباء
Comments: 0