للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة، وحق تعليم الصغار القرآن

للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة (qataru.com)
للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة
(qataru.com)

الثلاثاء،26 شعبان 1435الموافق24 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
الشيخ إسماعيل الشرقاوي
للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة، وماذا عن دعاء ختم القرآن؟
لم يصحَّ عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة، ولكن استجابة الدعاء ترجى بعد ختم القرآن، من باب التوسل إلى الله بصالح الأعمال، كما في قصة أصحاب الغار، قال الإمام النووي – رضي الله عنه -: “صح عن بعض التابعين الكوفيين أنهم كانوا يصبحون صيامًا اليوم الذي يختمون فيه”.
وقال – رضي الله عنه -: “يستحب حضور مجلس الختم لمن يقرأ ولمن لا يحسن القراءة، كما شهد النساء الحيَّض الخير ودعوة المسلمين يوم العيد.

وروى ابن أبي داود – بإسنادين صحيحين – عن قتادة التابعي الجليل صاحب أنس – رضي الله عنه – قال: “كان أنس بن مالك – رضي الله عنه – إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا”. وروى – بإسناده الصحيح – عن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون: تنزل الرحمة”[1]؛ أ.هـ.

اقرأ أيضا  قراءة القرآن بعد كل صلاة فضية للتعامل مع كوفيد -19

وعن ثابت قال: كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته، فدعا لهم[2].

وعن الحكم عن مجاهد قال: إنما دعوناك أنَّا أردنا أن نختم القرآن، وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال: فدعَوا بدعوات[3].

وفي بعض الروايات الصحيحة: وأنه كان يقال: إن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن، والله أعلم.

حق الولد على والده أن يعلمه القرآن:
قال الله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها…))[4]؛ الحديثَ.

فعلى الوالد أن يعِّلم ولده القرآن بنفسه إن أمكن، وإلا فليأتِ له بمؤدِّب يعلِّمه، وقد كان السلف الصالح – رضوان الله عليهم – يفعلون ذلك، قال عتبة بن أبي سفيان لعبدالصمد مؤدِّب ولده: “ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاح نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعلِّمهم كتاب الله، ولا تُكرِههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه؛ فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم، وتهدِّدهم بي وأدِّبهم دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء، وجنِّبهم محادثة النساء، وروهم سير الحكماء، واستزدني بزيادتك إياهم أزدك، وإياك أن تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك، وزد في تأديبهم أزدك في بري – إن شاء الله تعالى”[5].
________________________________________
[1] رواه ابن أبي داود في كتابه المصاحف، وقال الحافظ: هذا موقوف صحيح؛ الفتوحات الربانية (3 / 244)، وانظر الأذكار للنووي (1/141).
[2] أثر صحيح: رواه الدارمي في السنن (2/560)، ورواه الطبراني في الكبير (1/242)، والبيهقي في الشعب (2/368).
[3] أثر صحيح: رواه الدارمي (3432) (2/561)، وابن أبي شيبة (6/128)، والبيهقي في الشعب (2/368).
[4] صحيح: رواه البخاري (853) (1/304)، (2278) (2/848)، (2416) (2/901)، (2419) (2/902)، (2600) (3/1010)، (4892) (5/1988)، (4904) (5/1996)، (6719) (6/2611)، ومسلم (1829) (3/1459).
وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول))؛صحيح: رواه النِّسائي في الكبرى (9176) (5/374)، والحاكم (8526) (4/545)، والحميدي (599) (2/273)، والقضاعي في الشهاب (1413) (2/304).
[5] البيان والتبيين للجاحظ (1/249).

اقرأ أيضا  العشر الأواخر المباركات فرصتنا للنجاة

المصدر:الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.