ماذا قال المسلمون الأفارقة عن صيامهم رمضان في تركيا ؟
أنقرة(معراج) – يجتمع شباب أفارقة على موائد إفطار مشتركة تقام بشكل دوري في بيوتهم بالعاصمة التركية أنقرة لاستحضار الأجواء الرمضانية لبلادهم والعودة إلى الماضي، وهم يتناولون أكلات شعبية، مثل: “العصيدة بالتقلية”، “العصيدة بالبامية”، “الروب”، “مرق اللحم”، “مرق الفاصولياء” و”الأش”، إضافة إلى مشروبات “الكركديه”، “حبري”، و”المديدة”.
وتلك أكلات ومشروبات يشتاق إليها الأفارقة أينما وجدوا، لذا يسعون إلى إحضارها من بلادهم، خاصة قبل بداية شهر رمضان، بحسبما ذكرت السوسنة.
التشادي صالح يونس عباس دعا طلاب أفارقة من النيجر والسنغال وتشاد في أنقرة إلى مائدة إفطار في بيته، حيث عاش معهم ذكريات وطنه، التي تعيده إليه رائحة خبز “بيده” الرمضاني في شوارع العاصمة تركيا.
وقال عباس: عندما أمر في شوارع أنقرة وأشم رائحة البيده أعرف أن رمضان بدأ، وهذا ينقلني سريعا في مخيلتي إلى الأكلات والمشروبات الشعبية التي تعلن مجيء رمضان في بلدي.
وتابع: كان لدي صديق تشادي درس في تركيا عام 2007، وتخرج من إحدى جامعاتها، وقد شجعني على المجيء إلى هنا لمواصلة دراستي.
عباس جاء إلى تركيا عام 2011 ودرس علم اللغة في جامعة أنقرة، واستقر بعد تخرجه في العاصمة مع زوجته ونجله “حذيفة” ونجلته “حكيمة”، ويعمل مدرسا للغتين العربية والفرنسية في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية.
عن أول رمضان قضاه هو وزملاؤه الأفارقة في تركيا قال المدرس التشادي: كانت جمعية أهلية معنية بشؤون الطلاب الأجانب تصحبنا إلى موائد إفطار تدعو إليها عائلات في أنقرة، وهناك بدأنا بالتعرف على الثقافة التركية في رمضان.
وأردف عباس: وقتها أدركنا مدى شغف الأتراك بشهر رمضان ومدى فرحتهم باستقباله، ووجدنا اهتماما كبيرا جدا من الأتراك بإحياء العادات والتقاليد الرمضانية.
ومضى موضحا أنه لا توجد فروق تذكر في التقاليد الرمضانية بين تركيا وتشاد، فالبلدان مسلمان.
وتابع: أجتمع وزملائي، قبل حلول رمضان، لمناقشة كيفية قضائه، حيث نقتسم أيامه بيننا، ونجمع المال اللازم لإقامة موائد الإفطار في بيوتنا طيلة الشهر، كل يوم يتكفل زميلان بالتحضير للإفطار.
وحول الاستعدادات لرمضان في تشاد، قال عباس: إن التحضير عندنا يبدأ في شهر رجب، مرورا بشعبان.
وأردف: الأمهات يحضرن مشروبات حبري (حلو مر) المشهور، طيلة أسبوعين، وتنتشر رائحته في أزقة المدن والقرى معلنة اقتراب الشهر المبارك، ونحن في تركيا نستعيد هذه الذكريات عندما نستنشق رائحة خبز بيده في شوارعها.
وعن رمضان في النيجر قال عبدالقادر سيسي: في بلادي عند أذان المغرب يفطرون بالماء والتمر، ثم يؤدون صلاة المغرب، وبعدها يتناولون الوجبة الرئيسية، بينما في تركيا يتناولون الطعام كاملا ثم يؤدون الصلاة.
وتابع: السحور هنا جميل، ففي كل يوم يأتي شخص ليوقظ الصائمين بالضرب على الطبول، ولا أحد ينزعج من ذلك، هذا المشهد سيبقى منقوشا في ذاكرتنا.
وكالة معراج للأنباء
Comments: 0