مجددا : تدخل القوة البرية السعودية و الإمارتية لمحاربة ” داعش

السبت 4 جمادى الأولى 1437//13 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اتفق المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، على أن إعلان السعودية والإمارات استعدادهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش في سوريا، يستهدف دعم المعارضة السورية وإعادة التوازن على أرض المعركة، لاسيما بعد إخفاق محادثات جنيف وحدوث تحول لصالح قوات بشار الأسد بعد التدخل الروسي.

واعتبر الخبيران أن هذا الإعلان كان بمثابة رسالة لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنهما جاهزتين لمحاربة تنظيم “داعش” وأن الكرة الآن في ملعب أمريكا ودول الناتو.

وتوقعا أن تسير الأمور نحو تدخل بري محدود، عبر إرسال “قوات خاصة” ومدربين ومستشارين لدعم قوات المعارضة السورية، وشددا على أن نظام الأسد وداعش كلاهما عدوين للشعب السوري، ومحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية.

وأشار الخبير الإماراتي أن تزامن إعلان السعودية والإمارات استعدادهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش مع مناورات “رعد الشمال” التي أعلنت عنها المملكة، في وقت سابق، والمتوقع انطلاقها خلال الساعات القادمة، “يحمل رسالة لأطراف إقليمية قريبة وبعيدة، وضخامة المناورات رسالة بأننا في معركة قادمة، وربما حرب قادمة أقرب مما كنا نعتقد”.

وبدوره ، شدد المحلل السعودي على أهمية مشاركة التحالف الدولي لمحاربة داعش حال حدث تدخل بري لكي “يوفر دعما أكبر وغطاءً جويًا لاحداث التوازن مع الروس، ووضع قواعد منع الاشتباك مع القوات الروسية والإيرانية “.
وكان العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أعلن في تصريحات له في 4 فبراير / شباط الجاري، استعداد بلاده للمشاركة في عمليات برية، ضد داعش في سوريا، إذا ما أصبح هناك إجماع من قيادة التحالف الدولي، وبعدها بثلاثة أيام أكد أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات ضرورة دعم جهود محاربة داعش، معربا عن استعداد بلاده لدعم تحالف محاربة داعش بقوات برية ” إن رأى التحالف ذلك على أن تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا”.

جاء ذلك بالتزامن مع الإعلان عن مناورات تحت اسم “رعد الشمال” في منطقة حفر الباطن شمال شرقي السعودية، و كشف العميد الركن، أحمد عسيري أن “رعد الشمال” هو تمرين عسكري كبير بمشاركة 21 دولة عربية وإسلامية ، كان مرتبا له منذ فترة ويهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل المعلومات والتنسيق بين الدول المشاركة في التمرين.

وعن دلالة توقيت إعلان السعودية والإمارات استعداداهما إرسال قوات برية لمحاربة داعش في سوريا، قال عبدالله لـ “الأناضول” ، إن ” توقيت الإعلان يأتي في إطار سياقين، الأول هو إخفاق كبير في مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة السورية، وبالتالي فالمعركة ستطول على أرض الواقع، والثاني أن هناك تحول كبير على أرض الواقع لصالح قوات بشار الأسد وإيران والقوى المعادية للشعب السوري ، والسعودية ودول الخليج لايمكنها السماح بهزيمة الشعب السوري، وبالتالي فهي واضحة وصريحة بانها ستقوم بكل ما يمكن القيام به لمنع هزيمته، سياسيا وعسكريا، لتحقيق هدف تنحي الأسد هن السلطة”.
وأضاف: “أيضا يأتي قبل اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) (أمس الأربعاء) ليكون بمثابة رسالة لهم، فعندما ترى دول الناتو أن دولا عربية جادة في سعيها لمحاربة داعش، ستوقف الاتهام أن الدول العربية متقاعسة ، فنحن الآن الأكثر استعدادا ، الكرة الآن في ملعب الآخرين”.
تجدر الإشارة إلى أن مفاوضات السلام بجنيف الخاصة بسوريا، جرى تعليقها يوم 3 فبراير / شباط الجاري، ومن المنتظر أن تبدأ مجددًا في 25 فبراير/شباط الحالي.
وفي رده عن تساؤل حول أن إعلان الدولتين ( السعودية والإمارات) هو لمحاربة داعش وليس محاربة النظام، قال المحلل السياسي الإماراتي : “الهدف المعلن محاربة داعش، لكن حقيقة الأمر هناك عدوين بنفس الشراسة، الأول الأسد والثاني داعش، ولمحاربة داعش لا بد من قوات تحارب الأسد فعلا وليس قولا، والأسد وروسيا وإيران حتى هذه اللحظة لا يحاربون داعش وإنما يحاربون الجيش السوري الحر، ويحاربون الثورة ويودون هزيمة الثورة، فهناك عدوين وتود أن تكون جزءًا من هذه المعركة، فدول الخليج ترى الشعب السوري مهدد من عدوين وليس من عدو واحد، النظام وداعش في نفس الوقت، وإذا هناك من دعم، في المرحلة الأولى لن تكون قوات ، وإنما ستكون عبر إرسال مستشارين ، مدربين، لدعم القوات المعارضة التي تحارب على جبهتين في نفس الوقت، جبهة داعش وجبهة النظام”.

اقرأ أيضا  الجامعة تدعو الى تحرك لثبيت وقف إطلاق النار في سوريا

وتابع :”كلاهما أعداء للشعب السوري بنفس المستوى من الشراسة والخطورة، وأعتقد أن الهدف ليس فقط محاربة داعش وإنما مساندة الشعب السوري، في استرداد مشروعه الوطني المختلف عن المشروع الروسي الإيراني الأسدي، والمختلف تماما عن المشروع الداعشي الإرهابي”.

وحول حديث السعودية أن يكون تدخلها البري في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش التي تقوده أمريكا واشتراط الإمارات أن تكون التدخل البري بقيادة أمريكية، قال عبدالله : “لا بد من غطاء دولي وقرار أممي والمعركة على الأرض الآن فيها روسيا ، وإيران وقوات الأسد، ولا يمكن أن تكون هناك معادلة بدون دول الخليج وتركيا وأمريكا، لا بد من هذه المعادلة لكي تتوازن الأمور، ولكن إن لم يكن هناك رغبة أمريكية واستمر التقاعس الأمريكي ، أعتقد أن السعودية ودول الخليج ، ستستمر في دعم الثورة السورية حتى بدون ضوء أخضر أمريكي، ولن تسمح أن تلتهم سوريا من قبل إيران ومن قبل “داعش””.

وعن تقييمه لرد فعل الأمريكي على الإعلان السعودي الإماراتي، قال الخبير الإماراتي إن “وزير الخارجية الامريكي جون كيري مساند للتوجه السعودي في حده الأدنى والأولي بمعنى ليس إرسال قوات برية وإنما إرسال مساندة لدعم المعارضة ، وواضح أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه أجندته ولا يود ان يتورط أكثر من هذا ، ولكن هناك حقائق جديدة على الأرض وأمريكا لن تسمح بانتصار روسي ساحق ماحق، لأن هذا سيؤثر على سمعة ونفوذ امريكا في المنطقة، لذلك رغم التلكؤ فهناك تصريحات نسمعها أنه إذا فشلت المفاوضات فهناك قرارات أمريكية قادمة”.

اقرأ أيضا  السعودية تجدّد دعمها لمستقبل جديد في سوريا

وحول تزامن إعلان السعودية والإمارات استعداداهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش مع مناورات “رعد الشمال”، قال عبدالله : “هذه المناورات لها زمان ومكان ، المكان مهم جدا وهو شمال السعودية ، بالقرب من العراق، وليس ببعيد عن إيران وسوريا ، فاختيار المكان يحمل رسالة لأطراف إقليمية قريبة وبعيدة، وأيضا هذه مناورات ضخمة هدفها إظهار هذا التحالف الذي سمعنا عنه، هناك 21 دولة ستشارك بقطع وبقوات وبأسلحة مختلفة، فضخامة المناورات رسالة بأننا في معركة قادمة، وربما حرب قادمة ولا بد من الاستعداد لها، وربما إن هذه الحرب أقرب مما كنا نعتقد”.

وعن موقف دول الخليج الأخرى ودول التحالف العسكري الإسلامي في حال أرسلت السعودية والإمارات قوات برية بالفعل ـ قال الخبير الإماراتي : “العمود الفقري لأي تحرك خليجي هو السعودية والإمارات عسكريا وسياسيا، وأينما ذهبت السعودية الإمارات بجانبها، لذلك ليس بمستغرب حينما قررت السعودية جاءت الإمارات لتكون في نفس الخندق، وهناك مناورات قادمة وأعتقد أن التنسيق مهم جدا ، والادوار ستختلف من دولة لأخرى، فعلى الدول ان تختار حجم المشاركة حسب مواردها وقدراتها ، وسنرى مسارات كثيرة في هذا التحالف.”

وحول توقعاته ما إذا كانت الأمور ستمضي نحو تدخل بري في سوريا في ظل إستقرائه للمستجدات العسكرية والحراك السياسي الجاري حاليا، قال عبد الله :”أتوقع ان يكون هناك تدخل بري على مراحل، فالأزمة السورية ستطول ، والسعودية لن تسمح أن ترى سوريا وقد ابتلعت، والخيار الديبلوماسي يتراجع يوما بعد يوم، والمؤشرات تنبئ بأن هناك ربما تدخل بري سعودي تركي عربي بأشكال مختلفة في سوريا”.

واتفق المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي مع المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله في ان هدف إعلان السعودية عن تدخل بري في سوريا يأتي كون ” المملكة تريد إعادة التوازن للحالة السورية بعد ما اختلت لصالح النظام بفضل القصف العدواني الروسي، وظهر ذلك جليا في جنيف، برعونة النظام وتعاليه، وفشل المفاوضات، حتى قبل أن تبدأ”.

وبين أن الحالة السورية الآن ” لا تضمن العودة لجنيف لأنه لو عدنا إلى جنيف بنفس الشروط القائمة على الأرض في سوريا سوف تفضي إلى فشل آخر ، لم يعد مكان للحوار حول جنيف 1 الآن في ظل محاولة فرض الحل عسكريا، فبالتالي لا بد من إعادة التوازن وهذا الذي تسعى إليه المملكة”.
كما أشار إلى ان السعودية أرادت توجيه رسالة إلى اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) و”كأنها تقول لهم نحن في السعودية مستعدون، هل انتم مستعدون معنا، الآن سوف تظهر نواياهم الحقيقية ومدى استعدادهم لمحاربة داعش، هم الآن يواجهون ساعة الحقيقة وأن يحولوا أقوالهم إلى أفعال “.
وفي رده عن تساؤل حول أن إعلان الدولتين هو لمحاربة داعش وليس محاربة النظام، قال خاشقجي : “وكذلك فعلت روسيا عندما أتت لسوريا قالت أنها أتت لمحاربة داعش ، فداعش هي البوابة للجميع، ولكن داعش هي أحد مشاكل سوريا ، ولا يمكن محاربتها بمعزل عن الآخرين وعن القوى الأخرى في سوريا، ومحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية، لأن القوات السعودية المحدودة التي ستذهب والأمريكية إذا ذهبت والإماراتية إذا جاءت لن تكون كافية لمحاربة داعش، فلا بد من عدد جيد من المقاتلين، ولا يوجد مقاتلون أفضل وأحرص من أبناء الثورة السورية ، الذين يكرهون داعش ولا يريدونها ولا يعتمدونها المستقبل لسوريا، وبالتالي أي خطة لمحاربة داعش تستلزم دعم الثورة السورية”.

اقرأ أيضا  كظم الغيظ

وحول حديث السعودية أن يكون تدخلها البري في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش التي تقوده أمريكا واشتراط الإمارات أن تكون التدخل البري بقيادة أمريكية، قال المحلل السياسي السعودي :”يجب أن يكون التحالف حاضرا ومشاركا لأنه يوفر دعما أكبر وغطاءً جويًا ويوفر التوازن مع الروس ، لا يمكن ان تدخل قوات ضد داعش دون ان توضع- على الأقل- قواعد لمنع الاشتباك مع القوات الروسية والإيرانية ، لأن لا احد يريد أن ينتهي هذا التدخل بمواجهة على الأرض السورية ما بين قوات التحالف ضد داعش والقوات الروسية لأن هذا سينعكس خارج سوريا”.
وعن تقييمه للرد الأمريكي على إعلان السعودية والإمارات ، قال خاشقجي :”الأمريكان يواجهون ساعة الحقيقة لاتخاذ قرارهم والتراجع عن حالة الانسحاب التي مارسوها، طوال السنوات الماضية، والتي تجلت بعد التدخل الروسي، فالأمريكان الآن وقد رحبوا أكثر من مرة بالموقف السعودي إلا أن عليهم واجبات يجب القيام بها للتعبير عن هذا الترحيب.”.
وحول تزامن إعلان السعودية والإمارات استعداداهما لإرسال قوات برية لمحاربة داعش مع مناورات “رعد الشمال”، قال خاشقجي :”هناك تصريحات بأن المناورات لاعلاقة بينها وهذا التدخل البري، ولكن بعض الدول المشاركة في المناورات هي من الدول المشاركة في التحالف ضد داعش ، لكن لم يقل أحد ان الـ 150 ألف جندي الذين سيشاركون في المناورات هم الذين سيذهبون لسوريا، فبعضها قد يشارك في العمليات”.

وبين ان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير تحدث الثلاثاء عن إرسال قوات سعودية خاصة إلى سوريا، معنى ذلك ان التدخل سيكون محدودًا ، الرجال الذين سيقومون بالحرب على داعش في الغالب سيكونون سوريين ، لأنهم الأحق والأجدر بمحاربة داعش”.

وحول توقعاته ما إذا كانت الأمور ستمضي نحو تدخل بري في سوريا في ظل إستقرائه للمستجدات العسكرية والحراك السياسي الجاري حاليا، قال خاشقجي: “أنا أميل أنه سيكون هناك تدخل من قبل قوات محدودة لكن في الغالب الاعتماد سيكون على السوريين”.

المصدر : وكالة الأناضول للأنباء