مسابقات حفظ القرآن.. ربيع الإسلام في الكاميرون
الأربعاء،18 رجب 1436//6 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الكاميرون
مسابقات حفظ القرآن في ياوندي عاصمة الكاميرون، تضخ في نفوس السكان المسلمين لحظات سعادة، تتعانق من خلالها الأرواح، وتتغذّى من المبادئ والقيم النبيلة للدين الإسلامي. ومن السلف إلى الخلف، تتدفّق التعاليم السمحة لـ “إسلام يجعل من السلام حصان معركته”، وفقا لمنظمي المسابقة التي جرت، عطلة نهاية الأسبوع، في مسجد المركز الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين للمملكة العربية السعودية في ياوندي.
عشرون شابا افترشوا أرض المسجد بكل هدوء باتنظار أن تقع مناداتهم بالأسماء، ليتوجهوا، إثر ذلك، كل على حدة، إلى طاولة لجنة التحكيم، ويسحب قطعة ورقية تحمل إسم سورة من سور القرآن الكريم، ثم ينتقل إلى إحدى الطاولات وينطلق في تلاوة الآيات القرآنية المطلوبة منه. هم شبان يشاركون في النسخة العاشرة من مسابقة حفظ القرآن، قدموا من مدن كاميرونية متفرقة، للمشاركة في هذا الحدث الذي انتظم بمبادرة من جمعية حفظ القرآن الكريم والعلوم الدينية، وبالتنسيق مع المنظمة العالمية لحفظ القرآن الكريم ومقرها العربية السعودية.
وعبر الإشراف على هذه المسابقات السنوية، يضع المنظمون نصب أعينهم هدفا واضحا ومعلنا، وهو دعم قيم السلم والتسامح، والدعوة إلى الإقتداء بالرسول الأكرم، رسول الرحمة للإنسانية جمعاء. محمد الأمين، أحد أعضاء لجنة تنظيم هذا الحدث، قال للأناضول إنّ الإسلام “هو دين يجعل من السلام حصان معركته، والقرآن صريح في هذا السياق، حيث تقول الآية 32 من سورة المائدة “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”، مضيفا أنّ “من يحفظ ويحترم تعاليم القرآن الكريم، فلن يسعه سوى تكريس السلام”.
التظاهرة انتظمت بالشراكة مع “المركز الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين” بياوندي، وهو مركز يضم أحد أكبر مساجد المدينة حيث تجري المسابقة. ويوضح محمد الأمين في هذا الشأن إن “الهدف من هذه المسابقة يتجاوز مجرد دفع الشباب إلى الاهتمام بقراءة القرآن، إلى محاولة إدراك تفاسيره والغوص في معانيه النبيلة، فضلا عن فهم التشريعات الإسلامية بشكل عام”، لافتا إلى أنّ المسابقة تنقسم إلى 5 فئات أبرزها: حفظ القرآن الكريم في قراءاته السبع، وحفظ القرآن وتفسير آياته، وهو فئة تشهد مشاركة كبيرة من صنف الكهول”، فيما تشمل الفئات المتبقية “حفظ القرآن الكريم والأحاديث والإنشاد الديني، فضلا عن مسابقة أخرى مخصصة للأطفال دون 10 سنوات.
وخصصت لجنة التنظيم جوائز قيمة للفائزين، لم يفصح عن مضمونها للعموم، بما أنّ المنظمين خيروا توجيه الأنظار نحو الجوائز الروحية، حيث قال عمر أباكار، وهو عضو آخر بلجنة التنظيم، أنّه “بصرف النظر عما يمكن للفائزين الظفر به من جوائز مادية، فمن المهم الإشارة إلى أن تلاوة القرآن هي في حد ذاتها وسيلة للتقرب من الله ونيل الثواب، وأنه بقراءة كتاب الله يحصل الثواب والله يضاعف الثواب”، مستشهدا بحديث نبوي شريف في هذا السياق: “( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ).
ويعد المركز الإسلامي الذي أشرفت على إنشائه المملكة العربية السعودية بالكاميرون، أكبر المراكز الإسلامية بالبلاد، حيث يضم إلى جانب المسجد الكبير ومدرسة ومكتبة. كما يتكفل بتقديم خدمات جليلة للمسلمين الكاميرونيين والبلدان المجاورة.
ويمثّل المسلمون في الكاميرون نحو ربع العدد الجملي للسكان المقدر بـ 20 مليون نسمة، وهم يتركزون بشكل كبير في المناطق الشمالية للبلاد، على غرار أداموا والشمال ومنطقة أقصى الشمال، كما يعيشون في مناطق متفرقة من الكاميرون في انسجام و تناغم مع معتنقي الديانات الأخرى، بحسبما ورد في الأناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.