مسجد الرشيد.. برلمان المسلمين في كندا منذ العام 1938

الجمعة 21 صفر 1437//4 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
يعتبر أول مسجد في كندا قصة نجاح خطتها أيادٍ نسائية في العام 1938 لبناء جامع يحتضن الجيل الأول من المهاجرين. ويتخطى دوره كمسجد ليصبح أشبه ببرلمان يعنى بشؤون واحتياجات الجالية المسلمة ويجيب عن تساؤلات الحياة اليومية في أقصى دول الغرب.

مسجد الرشيد، من أهم المساجد في كندا لبعده التاريخي، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الحالي جاستن تريدو عندما زار المسجد في ديسمبر/كانون الأول 2013، مبتدئاً الزيارة بتحية الإسلام (السلام عليكم)، ومؤكداً أن المجتمع المسلم في كندا جزء من أعمدة بناء التعددية التي نصت عليها مبادئ الحريات والحقوق في الدستور.

ممثل دار الفتوى في كندا ورئيس أئمة مساجد البرتا الشيخ جمال حمود قال لـ “هافينغتون بوست عربي”، إن رئيس الوزراء الحالي جاستن تريدو “يسير على خطى والده بيير تريدو في الاهتمام بقضايا المسلمين، وبأنهم جزء حيوي ومفصلي من المجتمع الكندي”.

كما أشار إلى أن زيارة تريدو التي تمت قبل سنتين، لاقت ترحيباً كبيراً من قبل المسلمين في منطقة البرتا بشكل خاص وكندا بشكل عام. واليوم حتى في نشوة النصر فقد أشار تريدو إلى وجود المسلمين في كندا، موجهاً اهتماماً خاصاً للمرأة المسلمة وبأنها جزء من المكون الكندي المعروف بتعدد الأعراق والأديان.

اقرأ أيضا  ميشيجين: احتفال “كير” بـ14 عاما على التقدم والنجاح

تاريخ مسجد الرشيد

وبالعودة إلى الأصول التاريخية لمسجد الرشيد، نجد أن السبب يعود إلى هجرة الجالية العربية، وتحديداً اللبنانية، في أواخر القرن الـ 18 كما يذكر الشيخ جمال طالب، وخاصة العوائل اللبنانية من منطقة البقاع في لبنان وأبرزهم درويش طه من بلدة “خربت روحه”، وهو أحد مؤسسي الجمعية العربية الكندية، التي سعت إلى جمع التبرعات لأجل بناء المسجد.

وتشير الكتب التاريخية الكندية إلى أن سيدة لبنانية اسمها حلاوي حمدون وصلت إلى كندا في العام 1920 ولم يتجاوز عمرها آنذاك 16سنة، ذهبت في العام 1931إلى عمدة المدينة واسمه جون فراي مع مجموعة من النساء العربيات من الجمعية العربية الكندية للحصول على قطعة أرض لبناء المسجد، وبعد أن تمكنوا من جمع التبرعات من المسلمين ومن غير المسلمين في المدينة، طلبوا من المهندس الكندي أوكراني الأصل مايك دريوث أن يبني لهم مسجدا قائلات “نريد مكاناً للصلاة”.
وقد كان الطراز القديم الذي بني فيه المسجد بذلك الوقت على طراز الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ولكن بمئذنتين. وتم افتتاح المسجد في 12 ديسمبر/كانون الأول من العام 1938، وكان عدد المسلمين آنذاك 647 شخصاً من بين إجمالي 10070 كندياً يقطنون ادمنتون.

اقرأ أيضا  مظاهرات بابوا: مئات الأشخاص يرددون شعارات مناهضة للعنصرية في شوارع ميميكا

المسجد بحلته الجديدة

تزايد عدد المسلمين في منطقة البرتا بعدما توافد الكثير إثر الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1946-1975 نتيجة الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة العربية، وخاصة الحرب الأهلية اللبنانية التي ساهمت بشكل كبير بزيادة عدد المهاجرين اللبنانين إلى كندا، فلم يعد المسجد القديم يستوعب العدد الكبير من المسلمين، إضافة إلى زيادة احتياجاتهم وأبنائهم للمرافق التعليمية.

كل هذه العوامل استدعت بناء مسجد أكبر يتلائم واحتياجات المسلمين في البرتا. وقد نقل البناء القديم إلى متحف أدمنتون كونه يمثل أول مسجد في كندا.

بُني المسجد الجديد بجهود وتبرعات المسلمين في كندا إضافة إلى دعم بعض الدول العربية وخاصة جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا. وافتتح المسجد بحلته الجديدة في العام 1982 ليقدم خدماته إلى 20 ألف مسلم في ذلك الوقت.

اقرأ أيضا  تعويل فلسطيني على دور أوروبي في إيجاد رعاية متعددة لعملية السلام

ويشير الشيخ جمال إلى أن ادمنتون، وهي عاصمة البرتا، فيها اليوم حوالي 100 ألف مسلم، كما أن العاصمة الاقتصادية لالبرتا وهي كالغري تحتوي أكثر من 100 ألف مسلم، وربما وصل العدد إلى ربع مليون مسلم في مقاطعة البرتا كلها، على حد تقديره.

برلمان مسلمي كندا

يوضح الشيخ جمال حمود أن مسجد الرشيد يمثل برلماناً لمسلمي كندا بشكل عام، ولمسلمي البرتا بشكل خاص، ففيه الكثير من المؤسسات التي تعنى بشؤون المسلمين وتقف على متطلباتهم واحتياجاتهم في مناحي الحياة المختلفة. كما أنه يمثل اللبنة الأولى لوجودهم في كندا، حيث أنه أول مسجد للمسلمين في قارة أمريكا الشمالية.

-السبيل-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.