مسلمو الهند بلا لحوم في عيد الأضحى خوفًا من عصابات “حماية الأبقار”

الثلاثاء 11 ذو الحجة 1437/  13 سبتمبر/ أيلول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

الهند

قررت كثيرٌ من العائلات المسلمة، خصوصا في الولايات الشمالية بالهند، عدم تناول أي وجبات تحتوي على اللحوم في عيد الأضحى هذا العام، وبدل الأضاحي قررت تناول السمك والبيض.
جاء ذلك بعد ما تعرض مسلمو الهند من حالات اعتداء وصدامات مع عصابات «مقدسي البقر»، فضلا عن تعرضهم للملاحقة القانونية من قبل الشرطة بذريعة حيازة لحم بقري.
ويجد المسلمون في الهند أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه في عيد الأضحى؛ إذ إنه على رغم أن عصابات «مقدسي البقر» لا تهتم إلا بلحم البقر، إلا أن كلمة «لحم» تحولت فجأة إلى كلمة محرمة في كثير من أنحاء الهند بسبب المخاوف التي تعززت مؤخرا جراء فرض كثير من الولايات الهندية حظرا على ذبح الأبقار، ونتيجة الخوف من عصابات “حماية البقر” والآن الشرطة، ووسط تضييقات قوية وإجراءات مشددة على ذبح الثيران وحظر العجول.

ولهذا التضييق، اتخذت عائلة قادري في دلهي قرارا بعدم تناول أي وجبات تحتوي على اللحوم في عيد الأضحى هذا العام. كما تعهدت عائلة قريشي في غيرغاون الواقعة على تخوم دلهي، بالاكتفاء بالأسماك والبيض في احتفالها بالعيد.
وشأن هاتين العائلتين، يخشى كثير من المسلمين في أنحاء الهند، خصوصا في المناطق الشمالية من تناول وجبات اللحوم وقرروا اجتنابها هذا العيد، بسبب تدقيق الشرطة الهندية في وجباتهم وبحثها عن لحم البقر.
ويقول أحد المسلمين ويدعى أنصاري إن اقتراب عيد الأضحى ملأه بالخوف. ويوضح: «للمرة الأولى في حياتي، لا أستطيع
التضحية بالثيران. وحتى إذا كنت سأضحي بعنزة أو واحدة من الأغنام، أخشى أن يتم اتهامي بالتضحية ببقرة أو ثور»، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وقد منعت ولاية مهارشترا، حيث يعيش أنصاري، ذبح الثيران والأبقار. ويرى أنصاري بأنه ليس من حق الحكومة أن تملي على الناس ماذا يأكلون، ويقول: «أسعار الماعز وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بسبب الحظر المفروض على لحوم الأبقار في الولاية. الهند ديمقراطية علمانية والدستور يصون الحرية الشخصية، وهي ما تتضمن حرية اختيار المأكل».

اقرأ أيضا  أونروا تعرب عن قلقها بسبب تطور الأوضاع الأمنية داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق

وفي السياق نفسه، اتجه عدد متزايد من المطاعم في دلهي ومحيطها إلى تقديم قوائم وجبات تحتوي لحوم الضأن والدجاج والأسماء فقط، مخافة اتهامها بتقديم لحم الأبقار لزبائنها. وفي حين تقيدت قوائم الوجبات بما لا يشمله الحظر القانوني على تقديم لحوم الأبقار، فإن منتجي لحوم الجاموس تعرضوا لضربة كذلك.

ويقول صاحب مطعم في غورغايون، طلب عدم ذكر اسمه مخافة الاستهداف: إنه يقتصر الآن على تقديم أطباق الأسماك والوجبات النباتية فقط، مضيفًا: “قبل عامين قمت بحذف الوجبات التي تتضمن لحوم الأبقار من قائمة مأكولات مطعمنا .. في ذلك الوقت، كان قرارا صحيحا، بالنظر إلى عدد الناس الذين يتعرضون لاعتداءات لمجرد نقل لحوم الأبقار”.
ولقد بلغ الخوف مبلغا دفع بعض المطاعم هذه الأيام إلى الطلب إلى مرتاديها ألا يتلفظوا بكلمة «لحم بقري» بصوت عال. يقول صاحب المطعم من غورغايون: «من يدري من سيبلغ بأننا نقدم لحم الأبقار؟ نحن في حالة رعب. أولا يهاجمون الناس وبعد ذلك نعرف أن سبب الاعتداء كان لحم الأبقار».

اقرأ أيضا  مبدأ السلامة سيكون الاعتبار الرئيسي أثناء إجراء التحصين ضد كوفيد-19

وقد دخلت سياسات الأبقار واللحم البقري في الهند منعطفا جديدا. وتفيد تقارير صحافية بأنه تم تكليف مسؤولي الشرطة في حي ميوات، وهو الحي الوحيد الذي يهيمن عليه المسلمون في ولاية هاريانا، بجمع عينات من وجبات البرياني. وجاءت هذه الخطوة قبل أيام قليلة على عيد الأضحى. وانضمت هاريانا إلى دلهي في قوانينها المشددة التي تحظر على المسلمين لحوم الأبقار بعد تلقي بلاغات تفيد بوجود لحم الأبقار في أطباق البرياني (وهو وجبة من الأرز واللحم).
وأدى قيام الشرطة في ميوات بأخذ عينات من الوجبات بإثارة المخاوف في أوساط المسلمين. وقد أفاد تقرير لمعمل حكومي، حيث يتم فحص عينات وجبات البيرياني، إيجابيتها، باحتوائها على اللحم البقري، ما أثار الذعر في أوساط المسلمين.
ويواجه كل من وجد متلبسا بذبح بقرة، وهي “حيوان مقدس” في الهند، أو أكل لحم البقر في هاريانا، عقوبة تصل إلى 10 سنوات سجنا وغرامة قيمتها 100 ألف روبية. ومنذ تولى ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي، بهارتيا غاناتا السلطة في 2014، نالت عصابات حماية الأبقار الهندسية اهتماما إعلاميا. وخلال حملته الانتخابية، كان مودي يذكر في كثير من الأحيان الحاجة إلى حماية الأبقار. وفي الشهور القليلة الماضية، قامت هذه العصابات باعتداءات على المسلمين والفئات المجتمعية الدنيا، الذين يشتبهون بنقلهم للأبقار أو ذبحها أو أكل لحومها.
وفي الشهر الماضي، اندلعت احتجاجات بعد أن قامت إحدى هذه المجموعات بجلد 4 مزارعين قرويين في ولاية غوجرات، مسقط رأس مودي. قال القرويون إنهم كانوا فقط يقومون بسلخ بقرة نفقت لأسباب طبيعية، بحسب مفكرة الإسلام.

اقرأ أيضا  الوزير محفوظ يحدد التحديات المستقبلية لإندونيسيا

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.