مصر وإندونيسيا .. تاريخ من النضال والتعاون المشترك
الأحد 15 ذو القعدة 1436//30 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”
بدأ أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي جولة أسيوية تشمل سنغافورة والصين ويختتمها بزيارة لإندونيسيا، وتعد الزيارة الأولي من نوعها لرئيس مصري منذ عام ١٩٨٣ وذلك بعد دعوة تسلمها من نظيره الاندونيسي جوكوى ويدودو وسوف يعقد الرئيسان لقاء قمة لبحث سبل التعاون الثنائي بين البلدين.
العلاقات التاريخية
وتعد إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها 238 مليون نسمة من أكبر عدد سكان في العالم من المسلمين وتتميز العلاقات المصرية الاندونيسية بالاستقرار وتطابق وجهات النظر تجاه القضايا الدولية، حيث أن العلاقات الثنائية بدأت في القرن الخامس عشر وظهرت الحركات الدبلوماسية عام 1947، كما أن مصر تعد أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا عن هولندا عام 1945.
ويحتل الأزهر الشريف مكانة متميزة لدي الشعب الاندونيسي وفي هذا الصدد تخصص جامعة الأزهر الشريف عدد 20 منحة للطلاب الإندونيسيين للدراسة في المعاهد الأزهرية، ويوفد الأزهرووزارة الأوقاف 26 مبعوثا لتدريس اللغة العربية، والفقه في المعاهد الإسلامية في إندونيسيا.
التبادل التجاري
في عام 2012 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1236.5 مليون دولار منها 222.8 مليون دولار صادرات مصرية و 1013.7 مليون واردات اندونيسية، وتتمثل أهم الصادرات المصرية لإندونيسيا في: البرتقال، والعنب، والقطن، والملابس الجاهزة، والأسمدة الفوسفاتية، والفوسفات الخام، والامونيا اللامائية، والمولاس، والبلح النصف مجفف.
الصادرات والواردات بين البلدين
وتستورد مصر من اندونيسيا زيت النخيل المكرر، والمنتجات الخشبية، وإطارات السيارات، وسيارات الركوب والنقل، والثلاجات وأجزائها، والملابس الجاهزة، والغزول من ألياف اصطناعية ومخلوطة، والورق والمنتجات الورقية، والبن، والصابون والمنظفات.
أما في مجال الاستثمار تأتي اندونيسيا في المرتبة الـ 47 بين الدول المستثمرة في مصر، وتساهم برأس مال يبلغ 51.7 مليون دولار في 15 مشروعا في آخر تقيم حتى 31 يوليو 2013.
وكون رجال الأعمال المجلس المصري الاندونيسي المشترك، وعقدت أولى دوراته في القاهرة في يونيو 2005، وعُقد الاجتماع الثاني بجاكرتا في ابريل 2007، كما أن الزيارات الرسمية على مستوي الوزراء ظلت مستمرة.
الاتفاقيات الدولية
في مجال العلاقات الدولية وقعت مصر واندونيسيا معاهدة صداقة في 10 يونيو 1947، وشاركت الدولتان في تأسيس حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي اللتان لعبتا دوراً محورياً في العلاقات بين البلدين.
كما يربط البلدين العديد من الاتفاقيات الدولية منها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال توحيد القياس والجودة والتعاون بين هيئة الاستثمار والمناطق الحرة المصرية GAFI وهيئة “باتام” للمناطق الحرة الإندونيسية ومذكرة تفاهم لاستخدام ورد النيل في صناعة الأثاث وغيرها من الاتفاقيات.
التجربة الاندونيسية
وتعقيبا على زيارة الرئيس السيسي المنتظرة لإندونيسيا، قال محمد عبد الرحمن بركة رئيس مجلس الأعمال المصري الاندونيسي السابق، إن توقيت الزيارة هام جدا وجاءت بعد انقطاع الزيارات الرئاسية لفترة طويلة التي كانت آخرها للرئيس الأسبق مبارك قبل 32 عاما.
وأكد بركة في تصريحات سابقة أن زيارة الرئيس السيسي سوف يكون لها أثر كبير على الشعب الاندونيسي لما تربطهم بمصر بعلاقات تاريخية قوية، مشددا على أنه يجب الاستفادة بالتجربة الإندونيسية في التنمية وخاصة أنها قامت بها ثورة عام 1998 تشابه الثورة المصرية يناير عام 2011.
ولفت بركة إلى أنه لا يجب أن نعتمد على بلاد بعينها فلابد من الاستفادة من كل الخبرات، خصوصا وأن إندونيسيا دولة إسلامية ولديها اقتصاد قوي فهي بلد منتجة ومصنعة ومصدرة وكل عام تجد بها تطور وصناعة جديدة، وتعتبر من أولي الدول في صناعة إطارات السيارات وزيت النخيل كما أنهم يهتمون بالجودة.
المصدر : صحيفة صدى
