مظاهرة بجزيرة فرنسية تطالب بطرد العرب والمسلمين

الإثنين 17 ربيع الأول 1437//28 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فرنسا
ردد مئات المتظاهرين في إحدى الجزر الفرنسية شعارات تطالب برحيل العرب والمسلمين عن فرنسا فيما يكشف مشاعر العداء ضد المسلمين والإسلاموفوبيا التي باتت تنتشر على نطاق واسع وبصورة متزايدة في فرنسا منذ هجمات باريس.
وتظاهر نحو 100 شخص، أمس السبت، مجددا في مدينة أجاكسيو في جزيرة كورسيكا الفرنسية وهم يهتفون “العرب إلى الخارج!” و”هذه بلدنا!” في حي شعبي تعرضت فيها قاعة صلاة للمسلمين للتخريب عشية تجمع جرى الجمعة.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن التظاهرة شهدت تحطيم رجل زجاج أبواب 3 مبان بالحجارة، لكن التظاهرة، التي جرت وسط مراقبة من الشرطة، تفرقت بلا أي حادث آخر.
وطلب رئيس إدارة كورسيكا، كريستوف ميرمان وقف التظاهرات، ووعد بأن يكون “رجال الشرطة موجودين في كل الأحياء”، حسب تصريحات نقلها المتظاهرون، الذين دعوا إلى اجتماع مع ممثل الدولة في الجزيرة.
وتضاعفت الهجمات ضد الجوامع منذ الأحداث التي وقعت في مقر صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة في 7 يناير الماضي، مع تسجيل عمليات تخريب تستهدف أماكن العبادة كما حصل الجمعة في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وتعليق رؤوس خنازير على أبواب مساجد وصولا إلى إلقاء زجاجات حارقة أو إطلاق النار.
وأفاد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة التمثيلية لمسلمي فرنسا البالغ عددهم 5 إلى 6 ملايين مسلم، بأن عدد الأعمال المعادية للمسلمين وصلت إلى “ذروتها” عام 2015.
وفي الأيام الـ12 التي تلت الهجوم على “شارلي إيبدو”، أحصت الشرطة وقوات الدرك 128 عملا معاديا للمسلمين، وهو ما يوازي عدد هذه الأعمال طوال عام 2014، وفق المرصد الوطني ضد معاداة الإسلام التابع للمجلس.
وتواصلت طوال العام ولو بوتيرة أقل أعمال التخريب وكتابة الشعارات ضد أكبر مجموعة من المسلمين في أوروبا، في وقت تواصلت الأحداث الدامية، وصولا إلى هجمات باريس الدامية التي نفذتها مجموعات مسلحة، أوقعت 130 قتيلا في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأسقطت هذه الهجمات جميع الحواجز التي كانت تكتم الخطاب المعادي للمسلمين، فبات يجتاح بشكل صريح مواقع التواصل الاجتماعي.
وندد المرصد ضد معاداة الإسلام بـ”كراهية إلكترونية”، داعيا “المواطنين إلى عدم الخلط بين الغالبية الكبرى من مسلمي فرنسا الذين يعيشون بسلام، وأقلية صغرى تدعو إلى العنف والقتل باسم ديانتنا”.
وظهرت الكراهية للمسلمين في صناديق الاقتراع مع تسجيل تقدم لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يندد بموجة الهجرة وبوجود المسلمين الذي يعتبره ظاهرا أكثر مما ينبغي.
وقالت ماريون ماريشال لوبن ابنة شقيقة رئيسة الحزب والمرشحة عنه في منطقة جنوب فرنسا: “لا نعيش في بلادنا بالجلباب”.
وقالت السياسية الشابة في الحزب الذي حصل على حوالي 30 في المئة من الأصوات في انتخابات المناطق في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي: “لسنا في أرض إسلام، وإن كان بعض الفرنسيين من أتباع الإسلام، فذلك بشرط أن يلتزموا بنمط العيش والعادات المطبوعة بتأثيرات إغريقية ورومانية، وبـ16 قرنا من الديانة المسيحية”.
وإزاء هذه التوترات، دعا الرئيس فرنسوا هولاند هذا الأسبوع إلى “التضامن” و”الأخوة”.
وقال هولاند: “نحن بحاجة إلى التفاؤل، حتى عندما تحل بنا مآس، لأن ما يريده الذين يعتدون علينا هو التفرقة والفصل بيننا”.
في المقابل، تتخذ الحكومة تدابير حازمة مع إغلاق ثلاثة مساجد تتهمها بنشر “التطرف”، ومشروعها لإسقاط الجنسية عن حملة الجنسيتين المولودين في فرنسا في حال اتهامهم بالإرهاب.
من جهته، أعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إصدار شهادة “تأهيل” للأئمة قريبا، تسلم لهم بعد امتحان معارفهم الفقهية واحترامهم لقيم الجمهورية، بهدف ضمان “إسلام متسامح ومنفتح” في مواجهة “التطرف”.
ويأمل المجلس في استنهاض “روح 11 كانون الثاني/ يناير”، حين نزل ملايين الفرنسيين إلى الشوارع للتظاهر ضد الإرهاب والتنديد بالخلط بين “القتلة الإسلاميين ومسلمي فرنسا”.
ودعي مسؤولو المساجد إلى فتح أبوابهم للجماهير في 9 و10 كانون الثاني/ يناير المقبل لتقديم “شاي الإخوة”.
وقال رئيس المجلس، أنور كبيبش، إنه “سيكون بوسع الأشخاص الذين يحضرون أن يطرحوا كل الأسئلة التي يودون، حتى الأسئلة المتعلقة بأكبر المحرمات، عن ديانتنا وطريقتنا في الصلاة، حول فنجان من الشاي وحلويات. الهدف هو الشروع في حوار حتى نعرف بعضنا بشكل أفضل ونبدد الارتياب” ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  تيار يميني في ألمانيا يهاجم القرآن الكريم