“معهد واشنطن”: أردوغان زعزع مكانة روسيا كقوة عظمى

islammemo.cc
islammemo.cc

الإثنين 3 ربيع الأول 1437//14 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أمريكا
اعتبر معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أذل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين شخصيا، وزعزع مكانة روسيا كقوة عظمى في العالم.
وقال المعهد، في دراسة له عن تبعات إسقاط تركيا طائرة روسية في 24 نوفمبر على العلاقات التركية الروسية وعلى علاقة روسيا بحلف الناتو: إن بوتين لا يمكن أن يتحمل خسارة عميل نفطي مهم مثل تركيا، إذ تزودها روسيا بـ55% من الاستهلاك المحلي.
وأضاف بأن تركيا تعتبر أيضا ثاني أكبر مستورد للغاز الروسي، مشيرا في المقابل إلى أن أنقرة قادرة على التعويض جزئيًا من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال، وتحويل محطات التوليد الكهربائية التي تحرق الغاز إلى نفط، وإذا ألغت روسيا عقودها لإنشاء محطتين تركيتين لتوليد الطاقة النووية، يمكن لأنقرة العثور بسرعة على موردين آخرين، أما بالنسبة لموسكو فإنها لن تصمد أمام الضغط عليها بسبب انخفاض أسعار النفط والغاز والعقوبات الدولية.
وأكدت الدراسة على أن الأزمة الحالية بين موسكو وأنقرة قد لا تتحول إلى نزاع عسكري، إلا أنها “عبارة عن تذكير بأن تركيا منخرطة بقوة في حرب بالوكالة مع عدوها التاريخي الروسي في سوريا”، مشيرة إلى أن احتواء تركيا للخطوات الانتقامية المحتملة للكرملين ووضع خطط للطوارئ طويلة الأمد تهدف تعزيز قبضتهم في مواجهة روسيا، وسيترك آثاراً إيجابية كبيرة على علاقات أنقرة مع منظمة “حلف شمال الأطلسي”.
واضافت أن “بوتين لن ينسى لأردوغان فعلته بعد أن أذله شخصيا، فخلال العقد الماضي، حاول وضع روسيا في موقع القوة العسكرية العظمى في أوراسيا والشرق الأوسط، وتصوير نفسه كزعيم عالمي، فيما ساهم إسقاط الطائرة الروسية في كبح جماح تلك الطموحات العظيمة أمام العالم إلا أنه قد يفكر ألف مرة قبل اتخاذه قرارًا عسكريًا”، مشيرة إلى أن الخيارات العسكرية المتاحة أمام بوتين مقيّدة.
وأشارت الدراسة إلى أن روسيا نشرت قوات محدودة في سوريا ومنطقة القوقاز على الحدود مع تركيا، في حين أن لدى أنقرة ثاني أكبر أسطول لمقاتلات “إف-16” في العالم وثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، كما تتمتع تركيا بالمزايا اللوجستية والجغرافية التي تشمل السيطرة على مضيقي الدردنيل والبوسفور، أي مخرج روسيا إلى سوريا، وستلعب موسكو بالنار إذا حثت حليفها الأرمني على إعادة سيناريو حرب ناغورنو – كاراباخ مع أذربيجان حليف تركيا.
وتابعت بأن بوتين سيسعى للانتقام من أردوغان بأي وسيلة ليجعله وكأنه يبدو ضعيفاً. ومع ذلك، سيكون هذا النهج خطراً لأن ردة فعل أردوغان الغريزية ستكون إعادة التأكيد على القوة التركية.
وأشارت إلى أن بوتبن أدرك جيداً أنه ليس بإمكانه معاملة تركيا على غرار معاملته لأوكرانيا أو جورجيا – الدولتين المجاورتين اللتين غزتهما روسيا في السنوات الأخيرة، وذلك لأن تركيا عضو في “حلف شمال الأطلسي”. وهذا الإدراك سيدفع بتركيا بصورة أقرب إلى “حلف شمال الأطلسي”، بناءً على قرار أنقرة الصادر مؤخراً بإلغاء شراء أنظمة الدفاع الجوية والصاروخية الصينية التي كانت تتعارض مع مصالح أعضاء آخرين من حلف “الناتو”.
واختتمت الدراسة بالقول:”على الرغم من أن قرار تركيا بإسقاط الطائرة الروسية يبدو متهوراً، إلا أنه أثبت أنه يمكن لدولة ما أن تؤدي إلى إيقاف بوتين إذا كانت على استعداد لتحمل المخاطر. بيد أن المخاطر لا تزال قائمة، لذا تقتضي مهمة واشنطن الأولى على العمل مع كلا الجانبين لتجنب التصعيد. ويعني ذلك الضغط في اتجاه التوصل إلى حل وسط للحرب السورية يمكن لتركيا وروسيا التعايش معه. مع ذلك، فإن أي جهد من هذا القبيل يتطلب المزيد من الانخراط المادي الأمريكي الذي يحمل في طياته مخاطر عالية. فتجنب التصعيد الخطير الذي يؤدي إلى مشاركة حلف شمال الأطلسي هو بالتالي أحدث مبررات واشنطن للانخراط بجدية في بلاد الشام، ويُضاف إلى قائمة طويلة تضم تدفق اللاجئين غير المستدام، والوفيات الجماعية للمدنيين، والتهديد الذي يشكله تنظيم الدولة” ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  كيري: التوصل لحل سلمي أفضل في سوريا