من جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين

elbadil.com
elbadil.com

الأحد 13 جمادى الأولى 1437//20 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
حسني أدهم جرار
بعد هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني في معركة مخيم جنين الخالدة في نيسان عام 2002م، قامت قوات الاحتلال وبمساعدة بعض العملاء بتتبع عدد من المجاهدين. وتمكنت من إلقاء القبض على عدد منهم، وفي مقدمتهم الشيخ جمال أبو الهيجا ونائبه المجاهد إسلام جرار في 16/8/2002م. وبعد سنتين من اعتقالهما صدر الحكم على كل واحد منهما بالسجن تسعة مؤبدات وفوقها سبع سنين، وذلك في 13/8/2004.
وفي هذه الكلمة سنتحدث باختصار عن المجاهد إسلام فنقول:
إسلام شاب في مقتبل العمر، وفي ريعان الشباب.. شاب نشأ وتربى في بيت التزم الإسلام عقيدة وسلوكاً ومنهجاً في الحياة، فكان نِعْم الابن لأب صالح.. هذا هو إسلام شاب مؤمن خلص إيمانه من كل شائبة، وتحرّرت نفسه من كل خوف.. شابّ وطّن نفسه على الصبر والتضحية، وثبت على طريق الحق، وأقبل على سلعة الله الغالبة، وأخلص النّية وربأ بنفسه أن يكون مع الغامرين..
أما والده الوقور «الأديب صالح محمد جرار» المؤمن الصابر، الذي لا يعرف اليأس، وإنما ينتظر إشراقة الفجر، فقد احتسب وصبر، ولما اشتد به الحنين إلى ولده الأسير وإلى إخوانه من الشباب الذين دافعوا عن وطنهم وأمتهم، نظم قصيدة بعد اعتقال إسلام بعنوان «حصاد عُمْر» ضمّنها نجاوى فكره، وذوب نفسه المحترقة، قال فيها:
أتُرى تعودُ إليّ إسلام النُّهى بشاشة الوجه الجميل الهاني؟
أتعودُ يا إسلامُ تروي سمْعَنا بنَدَى الحديث وطُرفة الشُّبان؟
أتعودُ تمسحُ بالحنان جراحنا أتعودُ تُبْصِر بَدْرَك العينــــــــان
ويقول:
منذا سواك الهنا يَهَبُ المُنى منذا يخلّصُنا من العُدوان
لا هُمَّ قد ماتت شهامة ساسة من مسلمين ويَعْرُب الخُذلان
لم يبق إلاّك الرّحيمُ فهب لنا نصراً يعزّ به ذوو الإيمـــــان
وبعد مرور سنتين وصدور الحكم على إسلام بالمؤبد، نظم قصيدة بعنوان «إلى ولدي الحبيب إسلام»، قال فيها:
أنا في انتظارك، فلْتعُدْ بدراً يُنيرُ لِيَ الطريقْ!!
أنا في انتظارك، فلتكُن حبل النجاة لذي الغريق!!
وإذا أراد الله أمراً لا تردَّ ولا هروب
نحن العبادُ، ورحمة الديّان ترجوها القلوب!!
يا ربِّ فرج كربنا! وارحم إلهي، ضعفنا
أحسن خلاص أحِبّةٍ فهمُ منار دربنا!!
ولمّا سُمِحَ له بزيارة ولده إسلام لأوّل مرة في سجن جلبوع عام 2005م نظمَ له قصيدة قال فيها:
أبُنيّ لا تحزن فهذا الكرب آخره ظليل
أبُنيّ، لا ندري تقارير الإله ولا خيار ولا بديل
فلْتصبرنّ على قضاء الله فالأجر جزيل
أبُنيّ، إن عزّ اللقاء ففي النعيم لنا مقيل
فهناك نسعدُ باللقاء الحلو في كنف الجليل
لكنني أدعو الإله لقاءنا قبل الرحيل
أما والدة إسلام التي فارقت الحياة الدنيا يوم الجمعة الماضية في 5/2/2016م بعد صراع طويل مع المرض.. والتي لم يسمح لها الصهاينة بزيارة إسلام إلا نادراً.. وكانت آخر زيارة منذ أكثر من شهرين، ولم تتمكن من مقابلته أو الكلام معه إلا بالهاتف.
ولما علم إسلام بمرض والدته طلب السماح له بالاتصال بها بالهاتف ليطمئن عليها فمنعوه من ذلك، فطلب نقله إلى سجن آخر علّه يتمكن من الاتصال، فنقلوه، إلى عزل انفرادي.
ولما انتقلت والدته إلى جوار ربها ورحمته، لم يخبروه بذلك وبعد أيام العزاء سمحوا له بالاتصال.. فاتصل بشقيقته في جنين وطلب والده، فأخبرته أنه في المسجد، ولما طلب والدته ليطمئن عليها لم يجد جوابا، ثم أخبرته شقيقته بموتها.. نرجو الله أن يكرمها ويعلي منزلتها في الجنة.
-السبيل-

اقرأ أيضا  هنية: الشعب الفلسطيني بكافة "فئاته" يقف مع ‫تركيا