مناشدات لتدخل دولي عاجل لإنهاء تفاقم أزمات قطاع غزة
غزة (معراج) – تظاهر عشرات الأطفال الفلسطينيين في غزة الاحد للمناشدة من أجل تدخل دولي لإنهاء التفاقم الشديد في أزمات القطاع المحاصر إسرائيليا منذ منتصف العام 2007 وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة للتطورات الحاصلة.
ورفع الأطفال خلال الفعالية بدعوة من حملة (أنقذوا غزة) الشعبية التي أطلقها تجمع المؤسسات الخيرية في غزة أخيرا، لافتات مكتوبة تندد بالحصار الإسرائيلي ونقص الخدمات الأساسية في القطاع، بحسب برناما.
وحث الأطفال في لافتاتهم على رفع الحصار بما في ذلك فتح معابر قطاع غزة وتمكينهم من حقوقهم والحصول على مياه شرب وكهرباء ورعاية صحية لائقة.
وقال مدير حملة (أنقذوا غزة) نزيه البنا لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفعالية “تأتي في ظل ما يعانيه قطاع غزة من حصار إسرائيلي ظالم ومجرم فاقم أوضاع القطاع الإنسانية والمعيشية”.
ونبه البنا إلى “ما يعانيه أطفال قطاع غزة من نقص شديد في حقوقهم في الحياة والمعيشة الكريمة والعلاج والتعليم”، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ هؤلاء الأطفال.
ويواجه قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني فلسطيني نقصا حادا في الخدمات الأساسية بفعل انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم وتلوث مياه الشرب.
ويزيد من حدة سوء الأوضاع استمرار الخلافات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وحكومة الوفاق الفلسطينية بشأن تمكين الأخيرة من تسلم كامل إدارة القطاع.
وأضرب عمال النظافة في مستشفيات قطاع غزة عن عملهم لمدة ساعتين اليوم احتجاجا على استمرار عدم صرف رواتبهم الشهرية منذ أربعة أشهر متتالية.
وأعلن المتحدث باسم شركات النظافة والأغذية في مستشفيات غزة أحمد الهندي خلال مؤتمر في مجمع الشفاء الطبي في غزة، إنهم يعتزمون إعلان الإضراب الشامل عن عملهم بعد غد الثلاثاء.
وطالب الهندي بتدخل فوري من حكومة الوفاق لصرف رواتب 800 عامل نظافة “يعانون الأمرين بفعل تدهور أوضاعهم الإنسانية والمعيشية دون رواتب رغم التزامهم بعملهم”.
واشتكت العاملة أنعام الطويل (41 عاما) ل(شينخوا)، من أنها لا تجد ما يسد أبسط احتياجات عائلتها المكونة من ثمانية أفراد بسبب استمرار عدم تلقيها راتبها طوال الأشهر الماضية.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف عمل المولدات الكهربائية في ثلاثة مراكز صحية إضافية في القطاع جراء نفاد الوقود مع دخول الأزمة أسبوعها الثالث.
وحذرت الوزارة في بيان بهذا الخصوص من “مخاطر صحية كبيرة جراء توقف عمل المولدات الكهربائية في 3 مستشفيات و10 مراكز صحية اساسية حتى اللحظة”.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن مرافقها تحتاج 450 ألف لتر من السولار شهريًا وفقًا لانقطاع التيار الكهربائي (من 8 إلى 12 ساعة) يوميا.
وتهدد أزمة الوقود (702) مريض في المستشفيات ممن يحتاجون إلى غسيل كلى من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، و(100) مريض من قسم العناية المركزية، و(113) من الأطفال حديثي الولادة في حال عدم القدرة على تشغيل مصادر الطاقة البديلة.
ويأتي هذا التطور في ظل أزمة متفاقمة أصلا في مستشفيات قطاع غزة منذ عدة أشهر بسبب نفاد 230 صنفا من الأدوية ونسبة عجز في المستلزمات الطبية بنسبة 28 في المائة.
وقال الناطق باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة ل(شينخوا)، إنها “تعاني أزمة خانقة ومركبة نتيجة فقدان المقومات الأساسية للعمل الصحي”.
وأبرز القدرة “نفاد 45 في المائة من الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية في مرافق وزارة الصحة إضافة إلى نقص 58 في المائة من لوازم المختبرات وبنوك الدم في القطاع”.
ونبه إلى “الانحسار المستمر في الخدمات الصحية نتيجة توقف العديد من المولدات الكهربائية في المستشفيات بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها”.
وقال “نحن اليوم أمام أزمة حقيقة تتصاعد يوما بعد يوم وتقلص الخدمات الصحية للحد الأدنى من تلبية خدمات المواطنين لاسيما ونحن نتحدث عن أبسط مقومات هذه الخدمة وهي الوقود”.
وأضاف “مستشفيات قطاع غزة لا تملك إلا أيام قليلة وتواجه خطر نفاد وقود المولدات الكهربائية كليا ما يضطرنا إلى الاعتماد على إجراءات تقشفية قاسية وصارمة لتأخير انفجار الأزمة”.
وحث القدرة على سرعة تدخل سريع من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ل”إغاثة مستشفيات قطاع غزة ومرافقه الصحية ومنع خطر توقف الخدمات اللازمة لسكانه”.
ويعاني مرضى قطاع غزة من الحالات المستعصية من عدم قدرتهم على السفر للخارج بفعل قيود إسرائيل على حركة المرور من خلال حاجز (بيت حانون/إيرز).
كما أن معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر لم يتم فتحه منذ مطلع العام الجاري وكان تم فتحه لنحو 21 يوما للسفر في الاتجاهين طوال العام الماضي.
ويفرض على قطاع غزة حصار إسرائيلي مشدد يتضمن قيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية منذ منتصف العام 2007.
ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم كما سبق أن أعلن البنك الدولي.
وكالة معراج للأنباء
Comments: 0