منظمة الصحة العالمية – لماذا يجب على الكل أن يهتم؟

ديفيد نوبارو

(معراج) – لصحة أغلى ما يمتلك الإنسان، وهي أحد الأمور التي نعتبرها من المسلمات ولا نعي أهميتها إلا عند فقدانها. ومن هنا تنبع أهمية النظر إلى الإنجازات التي حققناها في مواجهة المخاطر الصحية ووقاية أنفسنا من الأوبئة القاتلة.

يؤثر عمل منظمة الصحة العالمية على صحة الملايين من البشر، وحين ترغب إحدى الحكومات مشاركة خبراتها في الاستجابة للتحديات الصحية فإنها تتعاون مع المنظمة.

يعد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية مسؤولا عن إدارتها، وهذه مهمة معقدة. فتساعد منظمة الصحة العالمية الدول على إيجاد أنسب الطرق لتنظيم الخدمات الصحية لشعوبها، وتساعد الدول على الاستجابة في حالة انتشار الأمراض المعدية. وتكيف المنظمة استجابتها حسب ظروف كل دولة على حدة، وهذا ليس بيسير، حيث إن لكل دولة احتياجات مختلفة. كما تساعد الأشخاص في النزاعات والأزمات وتوفر لهم الخبرات والمعلومات لمداواة المحتاجين.

سوف تقوم الجمعية المسؤولة عن إدارة منظمة الصحة العالمية بانتخاب الأمين العام الجديد في نهاية شهر مايو من هذا العام.

اسمي ديفد نابارو، وأنا مرشح المملكة المتحدة لشغل منصب الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، وأشعر أني أمضيت جل حياتي في التدريب لشغل منصب الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية. لدي شغف كبير لمساعدة الأشخاص في المصاعب وضمان تحقيقهم كافة إمكانياتهم. وقد أدركت خلال تدريبي رغبتي أن أكون طبيبا جيداً قادرا على ضمان حصول المحتاجين على رعاية ذات جودة عالية عند حاجتهم لها، وأن يتمتعوا بالصحة ويكونوا على وقاية من الأمراض العضال. ينبع لدي هذا الحافز من كل مريض قد عالجته وكل مجتمع قد خدمت فيه، أريد أن أضمن أن كل شيء أفعله في حياتي سيعود بالفائدة على المحتاجين: وقد لازمني هذا الشغف طوال حياتي المهنية.

اقرأ أيضا  منظمة الصحة العالمية تنقل إمدادات صحية عاجلة إلى عدن

لدي خبرة أكثر من 40 عاما كطبيب – وأعلم ماهية العمل في الصفوف الأمامية في التطور الصحي الدولي. وقد عملت في أكثر من 50 دولة من ضمنها الهند والنيبال وإندونيسيا وبنغلاديش. وأعي تعقيد أنظمة الأمم المتحدة متعددة العلاقات وأعلم كيف أستخدم هذه الأنظمة بشكل جيد و فعال. وقد عملت على أهداف التنمية المستدامة، والتغيرات المناخية، وأمن الطعام، وأنا المرشح الوحيد لمنصب أمين عام والذي قد أدار تحديات عالمية معقدة بنجاح وقاد العالم في الاستجابة للأزمات من ضمنها داء الملاريا، وأنفلونزا الطيور وفيروس إيبولا. وأثق أني أملك الخبرة لقيادة منظمة الصحة العالمية لتستجيب في حالة انتشار وباء آخر.

سأستثمر خبراتي عند شغلي منصب الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية لتغيير طريقة استجابة المنظمة لانتشار هذه الأوبئة والحالات الصحية الطارئة. وأريد أن تحقق المنظمة تقليل المعاناة التي تسببها الأمراض غير المعدية مثل مرض السرطان، والبدانة وداء السكري، وسأساعد الدول الأعضاء على التعامل مع هذه الأمراض المزمنة عبر التدخل المبكر والوقاية، الأمر الذي يمكن تحقيقه بكلفة قليلة. كما سأسعى إلى ضمان أن لا ننسى الأشخاص الأكثر تضررا وأن يحصل النساء والأطفال على الخدمات الصحية التي يحتاجونها.

اقرأ أيضا  اليونيسف تدعو إلى إتاحة الوصول غير المشروط إلى أطفال سوريا

وأود أن أشيد بالقيادة الطموحة التي جعلت للمملكة العربية السعودية دورا إقليميا فعالا في القضايا الصحية، فخلال زيارتي كنت قد قابلت معالي الدكتور عبدالله الربيعة، مستشار الديوان الملكي، والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. كما وقد قابلت معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بالإضافة إلى عدة أطباء من مجالات مختلفة في نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والذين كانوا شغوفين بمجال الصحة وسلامة البلد وشعبه.

تفشي داء السكري والبدانة والأمراض المعدية بين الشباب السعودي يعد تحديا رئيسا تواجهه المملكة، ولكني متفائل جدا حيث لاحظت تقدما في الجهود و في المبادرات العملية لزيادة متوسط العمر وتحسين الصحة لدى النساء وتقديم تعليم الصحة البدنية ومراقبة وضبط الأمراض المعدية، والأهم من ذلك كله التحول التقني لنظام الرعاية الصحية بشكل عام كجزء من التزام الدولة لرؤية 2030.

أشعر أن هناك المزيد مما يمكن للمملكة القيام به لتحقيق مستقبل مستدام، وإذا ما تم انتخابي في منصب الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية فإنني أود أن أرى تعاونا أكثر مابين المنظمة والمملكة العربية السعودية ورسم خارطة الطريق للجهود التعاونية المبنية على الدروس التي تعلمناها هنا. وألتزم بالعمل على إيجاد علاجات سريعة وغير مكلفة للأمراض المزمنة بالإضافة إلى تقديم التقنيات المتقدمة للتشخيص المبكر؛ حيث إن هدفي هو ضمان حصول كل الأفراد في كل مكان على الخدمات الصحية التي يحتاجونها بسهولة وبدون تكلفة وخصوصا النساء والأطفال.

اقرأ أيضا  "العفو": التحالف وقوات العبادي يقصفان الموصل بالفسفور الأبيض

إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية في المجال الصحي واضحا جدا سواء داخليا أو من خلال جهودها في المنطقة والعالم أجمع، ويظهر هذا كله في دور المملكة المهم في تعزيز أجندة الصحة العالمية. وأدركت أن ما أريد التركيز عليه في حملتي هي نفسها المشاكل التي تواجهها الدول وشعوبها، وبصفتي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فإنني أود العمل مع القيادة هنا لبناء نجاحات حديثة ومساعدة المنظمة في نشر المنافع على المنطقة كافة. ولدى المنظمة الكثير لعرضه سواء كان التركيز على تحسين الأمان الصحي لدى الأفراد في وجه تهديدات الأوبئة أو مكافحة السرطان أو أمراض القلب أو داء السكري أو إنشاء نظام صحي يسهل على الجميع الوصول إليه. تعد منظمة الصحة العالمية منظمة ضرورية لعالم يتمتع بالصحة وأنا شغوف جدا بضمان تحقيق هذه النتائج.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.