نحن مع أردوغان
إياد القرا
الاثنين، 13 شوال 1437/ 18 يوليو/ تموز 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
يُطرح التساؤل كثيراً منذ محاولة الانقلاب على أردوغان , ولماذا كل هذا الاهتمام بما حدث في تركيا؟ ولماذا هذا الدعم لأردوغان في مواجهة الانقلاب؟
نحن الفلسطينيين بطبعنا نهتم بكل ما يدور في الإقليم, ليس حبا بالانشغال عن واقعنا المرير, لكن لأن الإقليم يؤثر فينا بشكل مباشر، ودفعنا ثمن الانقلاب في المنطقة, وإن لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل.
لكن في حالة أردوغان , فالأمر يزداد من حيث الاهتمام, حيث استطاع أردوغان وحزبه ومن خلال الرئاسة والحكومة التركية أن يضع القضية الفلسطينية في سلم أولوياته, وتمكن من منح القضية الفلسطينية بعدها الإسلامي الذي افتقدته خلال السنوات الأخيرة.
التجربة الأردوغانية فرضت نفسها على كثير من الدول, وحاضرة في وعي الجماهير العربية والإسلامية, لما حققه الرجل من تقدم لتركيا خلال السنوات الأخيرة, جعلها في مقدمة الدول الاقتصادية، وأحدث تغييراً حقيقياً في نمط الحياة، وأعاد للمواطن التركي مكانته بين الدول الأخرى يوازي أو حتى يتجاوز مواطني الدول الأوروبية، إلى جانب صبغها بالصورة الإسلامية وإعلانها جهاراً نهارا وبكارزما خاصة اتصف بها أردوغان.
عاش الفلسطينيون ساعات الانقلاب بتفاصيلها لاعتبارات سياسية, وقضيتهم حاضرة كمتأثر بنتائجها وهي معاقبة الشعب الفلسطيني وخاصة حركة حماس وقطاع غزة على العلاقة الإيجابية والخاصة التي ترتبط فيها مع أردوغان الذي رفع صوته كثيرا كمناصر وداعم لغزة ولحركة حماس.
أردوغان آخر الأحرار في الاقليم الذي يحاصر القضية الفلسطينية, حيث حافظ على حضور قضيتنا في كافة المحافل, رغم التوتر والمخاطر التي عانت منها تركيا بسبب موقفه من الثورة السورية وتأييده للشعب السوري.
أردوغان قدم ما يستطيع لمساعدة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال, وبذل جهوداً كبيرة لفك الحصار عن قطاع غزة, وأرسل القوافل لفك الحصار, ووضع شروطاً واضحة تساهم في فك الحصار عن غزة, ضمن اتفاق إعادة العلاقات مع الاحتلال ووضع الأساس لتنفيذ خمسة مشاريع ضخمة لصالح غزة تم البدء ببعضها.
دعم وتأييد أردوغان للشرعية التي يتمتع بها من الشعب التركي ونالها في مواقعه العدة, بدأ من كونه عمدة اسطنبول ورئيسا للوزراء ورئيساً للدولة وإضفاء الهوية الإسلامية ,وهو بدوره يعتبر سندا لقضايا الشعوب العربية والإسلامية.
الاهتمام الفلسطيني وليس الحمساوي فقط جاء باعتبار أن غياب أردوغان والتيار الإسلامي سيضيق الخناق على القضية الفلسطينية, وتحديداً على قطاع غزة , وبالتالي يوجد مساحة للاحتلال للاستفراد بالساحة الفلسطينية, وسط الانشغال بما يحدث في تركيا إلى جانب الأحداث الدائرة بالمنطقة.
نعم ندعم ونناصر أردوغان وفاء لمن اختارتهم شعوبهم بطريقة ديمقراطية وشرعية, ورفضا لسياسة الانقلاب على صناديق الانتخابات التي جرّت الويلات للشعوب العربية, كما حدث بعد الربيع العربي, حيث أقدمت الأنظمة الدكتاتورية على الانقلاب على خيارات الشعوب.
الدعم ليس وفاء لشخص أردوغان فقط, لكن للشعب التركي الذي دعم القضية الفلسطينية, وفتحوا منازلهم لاستقبال ملايين السوريين والفلسطينيين الهاربين من الحروب والدماء في بلاد اللجوء العربية.
المصدر : فلسطين أون لاين