ندوة قانونية للتحذير من استيطان العقول قبل استيطان الأرض
غزة (معراج) – استعرض الباحث في شؤون القدس الدكتور جمال عمرو، تاريخ الصراع الفلسطيني مع إسرائيل منذ وعد بلفور في العام 1917 وقبل ذلك، وحذر من استمرار سياسة التنازلات، وطالب بمواجهة استيطان العقول قبل مواجهة استيطان الأرض، والتصدي لثقافة الهزيمة واستبدالها بثقافة الصمود والرباط ، وفق السوسنة.
جاء ذلك خلال ندوة قانونية عقدت في جامعة القدس، السبت، حول “سياسات الضم الإسرائيلية للقدس الشرقية وآليات المواجهة محلياً ودوليا”، وتناولت عدة سبل للمواجهة القانونية وآفاق سريان القانون الفلسطيني واتفاقيات جنيف على القدس الشرقية.
وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، إن بعض الجهات تتعامل مع القدس إغاثيا، وليس كمنطقة محتلة، داعياً إلى إنفاذ القانون الفلسطيني على المدينة المقدسة من خلال العودة إلى قانون أمانة العاصمة المقر من المجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2013، وتفعيل أمانة القدس في المدينة على أساسه، كما دعا إلى إصدار مراسيم تنفيذية للمعاهدات الدولية الـ 44 التي وقعت فلسطين عليها، وإلى تقديم قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية بشأن جرائم الاحتلال في القدس.
ونادى المشاركون بتعزيز التوعية حول المواطنة المقدسية، وتفعيل البعد الدولي وخلق جبهة دولية للضغط على إسرائيل، إضافة إلى تفعيل الدور العربي وآليات تطبيق اتفاقات جنيف بالتنسيق مع سويسرا.
وأشار وليد سالم من كلية الحقوق، إلى أن الندوة تناقش آليات مقترحة من أجل سريان القانون الفلسطيني على القدس الشرقية، وذلك في ضوء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 76/19 لعام 2012، الذي اعترف بفلسطين كدولة على حدود العام 1967 وبما يشمل القدس الشرقية.
وطرح سالم إمكانيات وسبل تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على مدينة القدس، وكيفية تحقيق التناغم بين تطبيقها وبين إنفاذ القانون الفلسطيني في المدينة.
واستعرض الدكتور إبراهيم شعبان سياسات الضم الإسرائيلية لمدينة القدس منذ العام 1967، مشدداً على أن إسرائيل استحوذت على السيطرة على المدينة بالقوة، ولكنها في المقابل لا تمتلك أي حق سيادي عليها، إذ تعود السيادة للشعب حسب القانون الدولي.
وأشار إلى عدم وجود إلتزام حقيقي بدعم القدس، وغياب الإرادة السياسية للعمل على تطبيق القانون الفلسطيني واتفاقيات جنيف عليها.
وأوضح عميد كلية الحقوق الدكتور محمد خلف، أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات القانونية الخاصة بمدينة القدس وحقوق المقدسيين، لإيمان جامعة القدس بحق وجود المقدسيين في أراضيهم والدفاع عن حقوقهم فيها.
وعقب اللقاء جرى نقاش بين الحضور من أساتذة وطلبة، حيث تم طرح عدد من الأفكار الهامة ومنها: تفعيل قرار محكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري، وتفعيل قانون القدس العاصمة، وإنفاذ قانون العقوبات الفلسطيني على القدس، وقانون عام 2014 بتنفيذ عقوبات ضد من يبيعون الأراضي لجهات معادية.
وكالة معراج للأنباء