هل يأتي الازدهار من كنيس يهودي في البحرين؟!

أ.د يوسف رزقة

في كنيس يهودي قديم في البحرين أقام الوفد اليهودي للمؤتمر صلاة تلمودية. فريدمان السفير الأميركي في دولة الاحتلال حضر الصلاة، وهتف الشعب اليهودي حيّ؟!). وبينما هم في الكنيس أخذ صحفي إسرائيلي صورة سلفي تذكارية أمام مبنى ( مقاطعة التطبيع مع إسرائيل؟!). المبنى في وسط المنامة، والصحفي كان يسخر في الصورة من المقرّ؟!

وفي أثناء هذه المشاهد، وكلمات المؤتمرين صرح فريدمان لإذاعة كان اليهودية : إنه يؤيد ضم أجزاء من الضفة لإسرائيل؟! وقال إننا لن ننتظر السلطة الفلسطينية طويلا، فقد يطول غيابها، ومن المعلوم أن (أميركا وإسرائيل ) أثنتا على تجاوز الدول العربية للسلطة الفلسطينية، وتعاملوا في المؤتمر ومشاكل الشرق الأوسط بمعزل عن الموقف الفلسطيني.

هذا هو مؤتمر البحرين: إنه حفلة جماعية عربية للتطبيع مع (إسرائيل). من خلال مؤتمر البحرين دخلت (إسرائيل ) لجلّ العواصم العربية علنا من فوق الطاولة، لا سيما الخليجية، وأضحت ( إسرائيل) قطعة من الاستراتيجية العربية في مواجهة التهديدات الأخرى. ولم تعد (إسرائيل) دولة احتلال، أو عدوان، بل هي بحسب قيادي في البحرين جارة؟!!!!!!

اقرأ أيضا  حماس تؤكد رفضها للتطبيع مع الاحتلال

أخذت ( إسرائيل) كل ما تحتاج إليه من مؤتمر البحرين، وهي لا تهتم بعد ذلك بالمليارات ومدى تطبيق خطة الازدهار في فلسطين أو المنطقة، فإن آخر شيء يمكن تصوره هو أن تهتم ( إسرائيل) بازدهار حياة الفلسطينيين، والعرب، فمن المؤكد استراتيجيا أن (إسرائيل) تريد العرب والفلسطينيين متخلفين، وعالة في حياتهم على غيرهم ،ليتسنى لها السيطرة السهلة عليهم، وفرض رؤيتها على منطقة الشرق الأوسط وقيادته.

ماذا أخذ القادة العرب من المؤتمر؟ لا شيء غير الثناء الأميركي الإسرائيلي على القيادة المرنة لدول الخليج والمملكة، وهو ثناء لا يسمن ولا يغني من جوع، وإذا أثنى عليك عدوك فتحسس نفسك، وابحث عن خطئك وعارك؟!

مؤتمر البحرين خطير لا لأنه حفلة تطبيع عربية جماعية فحسب، بل لأنه تهديد حقيقي للقضية الفلسطينية، وعزلها عن محيطها العربي، لا على مستوى الأنظمة، بل على مستوى الشعوب، التي لم تعد تحتج على التطبيع، أو على وجود (إسرائيل) في العواصم العربية، وبدأ تجار العرب يعقدون صفقاتهم الرابحة مع الإسرائيليين برعاية الأنظمة. إن خطر مؤتمر البحرين يتفوق على خطر قرار ترامب الاعتراف بضم (إسرائيل) للقدس، وفيه أيضا إقرار عربي بموقف أميركا من القدس، وموقف فريدمان من الضفة أيضا. النظام العربي يبيع القدس بثمن بخس؟!، وما يقال عن أموال لازدهار فلسطين هو مجرد أوهام وسراب، وغدا نقف على الحقيقة، وعلى حق اليقين ولكن بعد فوات الأوان. النظام العربي نظام خطر ولكن ليس على (إسرائيل).

اقرأ أيضا  اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث القضية الفلسطينية غدا

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.