هل يؤثر الصيام على المرأة الحامل؟

جاكرتا (معراج) –  قالت الدكتورة مريم الفضالة طبيب الأسرة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إنه يمكن للمرأة الحامل أن تصوم خلال شهر رمضان لو رغبت طالما أنها تشعر بقدرتها على ذلك، ويمكنها الاسترشاد برأي طبي متخصص بوجود شكوى صحية، تتعلق بسلامتها وسلامة جنينها. وتحتاج المرأة الحامل إلى موافقة الطبيب المختص للتأكد من عدم إصابتها بأية أمراض تتطلب منها عدم الصيام، خاصة أن الضرر لا يقع فقط على الأم الحامل بل وعلى جنينها أيضاً، وفق السوسنة.

وأضافت الدكتورة الفضالة أن شهور الحمل تقسم إلى ثلاث فترات مرحلية، ولكل مرحلة ظروفها وأعراضها ومشاكلها والتي تختلف في صورتها المرضية بين سيدة حامل وأخرى، وبشكل عام فهناك زيادة في الحاجة اليومية الوسطية للطاقة أثناء الحمل قد تصل إلى %20 عن حاجاتها السابقة، ففي الأشهر الثلاثة الأولى عادة قد تعاني المرأة الحامل من الغثيان وفقدان الشهية، وربما يتسبب ذلك بنقص وزنها في هذه الفترة، وبالرغم من ذلك –وإذا كانت الأعراض متوازنة وليست مرضية- فيمكن للمرأة الحامل الصوم بأمان ودون خوف وأخذ العلاج المناسب بعد تناول الإفطار وقبل السحور، أما الغثيان والاستفراغ المرضي فهو زيادة مؤلمة بمعدل المرات بالتوازي مع هاجس الخوف من تناول الأغذية فيؤثر على صحة الحامل ويضعفها، وبالتالي سيؤثر على صحة الجنين بمراحل نموه المختلفة، وهو ما يتطلب ويلزم استمرارية تناولها للسوائل والغذاء، والذي يتطلب منها مراعاة ظرفها الصحي بعدم الصيام في هذا الوضع ما أمكن.

وفيما يتعلق بالشهر الرابع حتى نهاية السادس (المرحلة الطبية الثانية من الحمل) قالت الدكتورة مريم إنها تتميز بعسر في الهضم وشكوى الحموضة والشعور بالتعب بعد الأكل، ليكون الصيام في هذه الفترة مفيداً للحامل بشرط تقسيم الأكل إلى وجبات صغيرة بعد الإفطار، ولكن إذا كانت هناك أي صورة مرضية دائمة تتعارض مع النشاط المعتاد –وخصوصاً في القلب أو الكلى أو الضغط- فهذا يوجب زيادة كمية السوائل والأغذية التي تتناولها السيدة على مدار الساعة، حتى لا يحدث خلل وظيفي في البيئة الداخلية للسيدة.

وأما الحمل في الفترة الثالثة والأخيرة فيتميز بصعوبة في الحركة وزيادة الحموضة وآلام في المعدة، ويزداد تورم القدمين وآلام الظهر، وهنا لا مشكلة من الصوم في هذه الفترة طالما كانت الأعراض متوازنة ولا تعاني الحامل من هبوط أو إغماء مع الصيام، وطالما كانت حركة الجنين سليمة. أما إذا كانت المرأة الحامل تعاني من أحد الأمراض المصاحبة للحمل، والتي لها تأثير على سلامة الأم والجنين ففي هذه الحالة يطلب الطبيب من السيدة الحامل مراعاة الظرف، وعدم الصيام إذا كان لها مصلحة طبية في ذلك، مثل إصابة الأم الحامل بفقر الدم المصاحب للحمل، والذي يحدث نتيجة نقص مخزون الحديد في الدم، بسبب زيادة الاستهلاك، مما يتطلب تناول الأم للأغذية والأدوية التعويضية لعلاج ذلك، ويتطلب التناول الدائم للأغذية الغنية بالحديد والبروتينات بالخصوص.

أما إذا كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم مع الحمل فهذا يستدعي أخذ العلاج في مواعيد ثابتة وأثناء النهار حتى لا يرتفع ضغط الدم، مما يشكل خطراً على صحة الأم والجنين، وهو يحدث عادة في الشهور الأخيرة من الحمل.;

وكالة معراج للانباء الإسلامية

اقرأ أيضا  مسلمات معينات على الطاعة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.