ولاء المؤمن

الثلاثاء 19رجب 1437/ 26 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

د.علي العتوم
قال تعالى : ((يا أيُّها الذين آمنُوا من يرتَدَّ منكُمْ عن دينِهِ , فسوفَ يأتِي اللهُ بقومٍ يحبُّهم ويحبُّونَهُ , أذلَّةٍ على المؤمنينَ أعزّةٍ على الكافرينَ , يُجاهِدُونَ في سبيلِ اللهِ ولا يَخافونَ لومةَ لائِمٍ , ذلك فضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشاءُ , واللهُ واسعٌ عليمٌ * إنّما وليُّكُمُ اللهُ ورسولُهُ والذينَ آمنُوا الذين يُقِيمون الصلاةَ ويُؤتُونَ الزكاةَ وهُمْ راكعونَ * ومَنْ يتولَّ اللهََ ورسولَهُ والذينَ آمنُوا , فإنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالبون*)).

المائدة5/54 – 56 .
تعليقات:
1 –
سورة المائدة سورة مدنية , وهي السورة الخامسة في المصحف . وسُمِّيت بهذا الاسم لورود كلمة المائدة فيها , وذلك في آياتها الأخيرة (112 – 115) . ومنها قوله تعالى على لسان الحواريين : (إذ قال الحواريون : يا عيسى ابن مريم , هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ؟ قال : اتقوا الله إن كنتم مؤمنين * قالوا : نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا , ونعلم أن قد صدقتنا , ونكون عليها من الشاهدين) . والمائدة في اللغة : الطعام والخِوان عليه الطعام .
2 –
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين : كقوله تعالى من سورة الفتح : (محمد رسول الله , والذين معه أشداء على الكفار , رحماء بينهم , تراهم رُكّعاً سُجّداً) . يجاهدون في سيبل الله , ولا يخافون لومة لائم , قال ابن كثير : (أي لا يردّهم عما هم فيه من طاعة الله , وإقامة الحدود , وقتال أعدائه , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رادٌّ , ولا يصدهم عنه صادٌّ) . وردت هذه الآيات في معرض التحذير من تولِّي المسلمينَ اليهودَ والنصارى ومحبتهم ونصرتهم وإصاخة القلوب إليهم , كما كان شأن المنافقين آنئذٍ . وأشارت كما في التفسير إلى فعل عُبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي الذي قطع حباله من حبالهم , وأعلن ولاءه لله ورسوله والمؤمنين . وكان اليهود حلفاءه وقومه قبل الإسلام .
3 –
ما يستفاد من الآيات :
أ – موالاة أهل الكتاب خروج من الملة , وموجب لاستبدال الله جيلَ المسلمين الذي يفعل هذا بجيل آخر لا يكون ولاؤه إلا لله ورسوله والمؤمنين .
ب – المؤمنون الذين يجب موالاتهم هم المقيمون الصلاة بحقها , والباذلون الزكاة لمستحقيها والذين صفتهم الدائمة الخضوع لله , ومن أبرز مظاهره الركوع له سبحانه .
ج – الحزب الغالب في هذه الحياة الدنيا والذي يستأهل أن ينسب إلى الله هو الذي حُدّدت نصرته بثلاث جهات , هي : الله ورسوله والمؤمنون . وليس وراء ذلك حبّة خردل من ولاء صحيح .
د – ورد في بعض الأحاديث , أن المقصود بعبارة : (وهم راكعون) علي بن أبي طالب , وأن في ذلك عند مُدَّعِي حبِّه نصّاً على ولايته دون غيره من الصحابة , ذلك لأنه كما جاء فيها , تصدّق بخاتمه على سائل مَرَّ به وهو راكع . وعند التحقيق يتضح أنها أحاديثُ ضعيفة لا يصح الاحتجاج بها

اقرأ أيضا  إجمال القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم

ومالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.