خطبة المسجد النبوي – أهمية الاعتكاف

الخميس14 جمادى الأولى1436//5 مارس/آذار 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الشيخ صلاح البدير
الخطبة الأولى
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي القربى.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون أُوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فلا سعادة إلا بالتقوى ولا فلاح إلا بطاعة المولى، معاشر المسلمين لقد عشنا شهراً عظيماً وموسماً كريماً، فلله الحمد والمنة، ألا وإنّ هذا الشهر الكريم قد عزم على الرحيل ولم يبقى إلا القليل، فمن منا أحسن فعليه بالتمام ومن كان قد فرّط فليختمه بالحسنى فالعمل بالختام، فلنودّعَ هذا الشهر بالتقرب من الملك العّلام، فمِنْ أعظم الخسران التفريط في أيام هذا الشهر ولياليه.

جاء في حديثٍ صححه أهل العلم بشواهده الكثيرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ” صعد المنبر فقال آمين…. آمين…. آمين، قيل يا رسول الله إنك صعدتَ المنبر فقلت آمين.. آمين.. آمين، فقال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله قُل آمين، فقلتُ آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يُبرّهما فمات فدخل النار فأبعده الله قُلْ آمين فقلتُ آمين، ومن ذُكرتَ عنده فلم يصلى عيك فدخل النار فأبعده الله قُلْ آمين فقلتُ آمين “.

أيها الفُضلاء تحرّوا ليلة القدر فيما بقيّ من ليالي العشر، ففي الصحيحين قوله – صلى الله عليه وسلم – ” من كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر “، وقد قال الحسن ومالك وغيرهما أنها تُطلب في جميع ليالي العشر، الشافعي وأوتاده، فشمروا لنيلِ عظيم أجرها وكبير فضلها، ففي الصحيحين أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ” من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفرَ له ما تقدّم من ذنبه “، وفي المسند وسنن النسائي بسندٍ صحيح عند أهل العلم ” من قام ابتغائها ثم وقعتْ له غُفرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.

اقرأ أيضا  خطبة المسجد الحرام : وجوب تدبر القرآن

أخوه الإسلام ثبتَ في الصحيحين أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان لمناجاةِ ربه وذكره ودعائه، فالاعتكاف يعني: التخلي لمناجاة الرب سبحانه، فاحبس نفسك أيها المعتكف على طاعة الله وذكره، وأقطع عن نفسك كل شاغل وأعكف بقلبك وقَالبك على ما يُقّربك من ربك عز وجل.

قال داوود التاعي الزاهد العابد الفقيه: ” همك عّطل عليّ الهموم وشوقي إلى النظر إليك أُبق مني اللذات وحال بيني وبين الشهوات ” فاجتهدوا في طاعة الرحمن واغتنموا مثل هذه الأزمان تنالوا رضا المنّان وتزودوا فإن خير الزادِ التقوى.

بارك الله لي ولكم في القرآن ونفعنا بما فيه من الآيات والبيان، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة والسلام.

أما بعد فيا أيها المسلمون أوصيكن ونفسي بتقوى الله جل وعلا فهي وصية الله للأولين والآخرين.

أيها المسلمون فرضت عليكم بنصوص الوحيين صدقة الفطر طُهرهً من اللغو والرفث وطُعمه للمساكين، فيجب على المسلم إخراجها عن نفسه وعن من تلزمه نفقتهم من الأولاد والزوجة والوالدين، ويستحب إخراجها عن الجنين، والواجب صاعُ من البُرِ أو الشعير أو الإقطِ أو التمر أو الزبيب ويجرأ غيرها من ما يطعمه أهل البلد كالأرز ونحوه ولا يجرأ إخراجها قيمتاً بأن يدفع دراهم بدل الطعام لأنه خلاف النص عن المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام، والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد وإنّ إخراجها قبل العيد بيومٍ أو يومين جاز، ولا يجوز قبل ذلك، تُخرج في المكان الذي فيه الصائم ولا بعث أن يُوّكل من يُخرجها عنه في بلده إذا كان مسافراً خاصةً عند وجود المصلحة الراجحة والمنفعة الظاهرة

اقرأ أيضا  خطبة - حقوق الجار في الإسلام

أخوة الإسلام من حسن توديع هذا الشهر الإكثار من ذكر الله جل وعلا واستغفاره ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، قال أهل العلم ويُسّنُ التكبير ليلة العيد في خلوات الناس ومجامعهم حتى تنقضي صلاة العيد، يجهر بها الرجال ويُسِرُ بها النساء، والمنقول عن الصحابة رضيَّ الله عنهم في صفات التكبير:
الله أكبر…. الله أكبر…. لا إله إلا الله
الله أكبر…. الله أكبر…. ولله الحمـد

وثبت عن ابن عباس رضيَّ الله عنهما أنه قال:
الله أكبر…. الله أكبر…. الله أكبر…. ولله الحمـد
الله أكبر وأجّلْ…. الله أكبر على ما هدانـــــا

وعن بعض الصحابة:
الله أكبر…. الله أكبر…. الله أكبر…. كبيرا

أيها المسلمون إن من أفضل الأعمال وأزكاها عند المولى جل وعلا الإكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اقرأ أيضا  عاشوراء وشهر الله المحرم

اللهم أعز الإسلام والمسلمين … اللهم أعز الإسلام والمسلمين… اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين… اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين يا ذا الجلالِ والإكرام.

اللهم أختم لنا شهر رمضان بغفرانك والعتق من نيرانك يا حي يا قيوم .

اللهم تقبل منا إنك أنت السميعُ العليم… اللهم تقبل منا إنك أنت السميعُ العليم… اللهم تقبل منا إنك أنت السميعُ العليم، اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

اللهم وفق ولي أمرنا لما تُحبُ وترضى… اللهم وفق جميع ولاه أمور المسلمين لما فيه خيرُ رعاياهم في دينهم ودنياهم يا حي يا قيوم.

اللهم إنك غنيٌ كريمٌ حميدٌ.

اللهم فاسقنا… اللهم فاسقنا… اللهم فاسقنا.

اللهم أغثنا… اللهم أغثنا… اللهم أغثنا يا كريم… اللهم أغثنا يا غني… اللهم أغثنا يا حميد.

اللهم إنا بحاجةٍ إلى المطر فأغثنا… اللهم إنا بحاجةٍ إلى المطر فأغثنا… اللهم إنا بحاجةٍ إلى المطر فأغثنا يا حي يا قيوم.

عباد الله أذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بُكرةً وأصيلاً.

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين
-الألوكة-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.