كيف نقرأ القرآن كما ينبغي؟

كيف نقرأ القرآن كما ينبغي؟ (nabulsi.com)
كيف نقرأ القرآن كما ينبغي؟
(nabulsi.com)

الأربعاء،27 شعبان 1435الموافق25 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
رامي حنفي محمود
• أيّ (نون) أو (ميم) في القرآن الكريم يكون عليها شَدّة، لابد أنْ نُعطِيَها غُنَّة بمقدار حركتين، بمعنى أننا لا نَمُرُّعليها سريعاً مثل باقي الحروف، ولكن لابد أنْ نُعطيها حَقَّها في القراءة بمقدار (2 ثانية) تقريباً.
• والغُنَّة: هي صوت يَصْدُرُ من الأنف تلقائياً عند نُطق النون والميم المُشَدَّدَتَيْن، وأيضاً يصدُر في أحكامٍ أخرى كما سيأتي.
• ومقدار الحركتين يكون بأنْ تعُدّ على أصابعك مِن (1 إلى 2) بحركة بطيئة (وهو ما يعادل (2 ثانية) تقريباً.
• الأمثلة على ذلك: (النًّاس – إنًّ – إمًّا – إنًّكُم مًّاكثون – . ……).
2. حُكم القَلْقَلَة
• القلقلة هي: ذبذبة أيّ حرف من هذه الحروف الخمسة: (ق – ط – ب – ج – د) – والتي تَجْمَعُها كلمة: (قطب جَد)، هذا إذا جاء ذلك الحرف وعليه سكون، أو أصبحَ ساكناً بمجرد الوقوف عليه (بِمَعنى أن أيّ حرف من حروف اللغة العربية – مهما كان التشكيل الذي عليه – إذا ختمنا به القراءة فإنه يصبح ساكناً، باستثناء الكلمات التي تُختَم بنون أو ميم مُشَدَّدَة مثل: (جانّ- الغمّ)، فإننا نقف عليهم بالسكون والشَدَّة معاً، ونعطي النون أو الميم حركتين بغُنَّة كما سبق، وكذلك تُستَثنَى الكلمات التي تُختَم بحرف عليه تنوين فتحتين كما سيأتي).

• ومثالُ ذلك: عند قراءة قول الله تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، فإننا نلاحظ أن القاف التي في كلمة (الفلقِ) تحتها كَسرة، ولكننا جعلناها ساكنة ولم ننطق هذه الكسرة، وذلك لأننا وقفنا عليها وخَتَمْنا بها القراءة.

• وكذلك إذا أَتَتْ الكلمة في وَسَط الآية، وأَرَدْنَا الوقوف عليها، مثل قولِ الله تعالى: ﴿ والوزنُ يومئذٍ الحقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فأولئك هم المفلحون ﴾، نجد هنا أن القاف التي في كلمة (الحقُّ) عليها ضَمّة، فإذا أَرَدْنَا الوقوف عليها فإنها تصبح ساكنة وتأخذ حُكم القلقلة، أما إذا وَصَلْناها بما بعدها فإننا نَنطق الضَمَّة التي عليها ولا تأخذ حُكم القلقلة.

• ملحوظة هامة: الحرف الذي عليه تنوين فتحتين إذا أَرَدْنَا الوقوف عليه فإننا لا نجعله ساكناً كباقي الحروف ولكننا ننطقه بفتحة واحدة فقط، فمثلاً إذا وقفنا على كلمة (ماءً)، فإننا لا نجعل الهمزة ساكنة، ولكن نَنطقها كالآتي: (ماءا)، وكذلك كلمة (هُدًى) نَنطقها (هُدَا)، وهذا ما يُسَمَّى بـ (مَدّ العِوَض عن التنوين المفتوح).

• أمثلة على القلقلة: (العلق – ابْتَلاهُ – البروج – مدْحوراً – مطْويات – خلقنا – اجْتباه – يدْخلون)، ونلاحظ أن القلقلة تكونُ في أقوَى درجاتها إذا جاء الحرف وعليه شَدّة، مثل الباء في كلمة: (وَتَبّ) فإنها تُقَلقَل وَتُشَدّد.

3. أحكام النون الساكنة والتنوين
• النون الساكنة: هي نون خالية من أيّ تشكيل مثل: (مَن يعمل)، وأحياناً يكون عليها سكون مثل: (إنْ أجْرِيَ).
• التنوين: هو نون ساكنة تنطق ولا تكتب وتظهر على الحرف بشكل فتحتين أو ضمتين أو كسرتين ( ً ٌ ٍ)، ويُلاحَظ أنَّ التنوين يأتي مع الأسماء فقط، ولا يأتي مع الأفعال.

أ. حُكم الإظهار:
• إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف الستة: (ء، هـ، ع، غ، ح، خ)، فإنَّ النون سوف تظهر في النُطق بصورتها الطبيعية، وعندئذٍ لا نُعطيها غُنّة بمقدار حركتين (بمعنى أننا سَنَمُرّ عليها سريعاً أثناء القراءة).

• ولذلك لابد أنْ تحفظ هذه الحروف السِتة كما تحفظ اسْمَكَ تماماً – (ء، هـ، ع، غ، ح، خ) -، بحيث إذا جاء بعد النون الساكنة أيّ حرف غير هذه الحروف الستة، فإن النون لن تَظهر، ولن تُنْطَقَ نُطقها الطبيعي، ولكنْ سيتغير نُطقها تلقائياً حسب الحرف الذي يليها، كما سنوضح بعد قليل.

• فلذلك: إذا مَرَرْنا بأيّ نون ساكنة أو تنوين أثناء القراءة، فلابد أوَّلاً أنْ نُحَدد: هل النون سَتَظْهَر في النُطق أم لا؟ (وذلك يكون حسب الحرف الذي يليها:هل هو من الحروف الستة التي نحفظُها أم لا؟).

أمثلة على الإظهار:
1. الإظهار في نفس الكلمة مثل: (يَنْئَوْنَ – يَنْهَوْنَ – أنْعَمْتَ – فسَيُنْغِضُون – وانْحَر – المُنْخَنِقة).
2. الإظهار في كلمتين متتاليتين مثل: (مَنْ آمن – مَنْ هذا -مَنْ عَمِلَ – مِنْ غَير – ناراً حَامية – يومئذٍ خَاشعة).

أما إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أيّ حرف غير هذه الحروف الستة السابقة، فإن النون سوف تأخذ أحد الأحكام التالية:
ب. حُكم الإدغام:
إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف: (ي – ر – م – ل – و – ن)، والتي تجمعها كلمة: (يَرْمُلُون)، فإننا ندغم لهذه النون الساكنة – أو التنوين – مع هذا الحرف كالتالي:
1- مَن يَعمل / تُنطق كالآتي: مَيَّعمل (لاحظ أننا حذفنا النون، وشَدَّدْنا الحرف الذي يليها).
2- مِن نَصير / تُنطق كالآتي: مِنَّصير.
3- مِن مَارج / تُنطق كالآتي: مِمَّارج.
4- مِن وَال / تُنطق كالآتي: مِوَّال.
5- مِن رَبهم / تُنطق كالآتي: مِرَّبهم.
6- يَكُن لَه / تُنطق كالآتي: يَكُلَّهُ.

• الاستثناءات مِن هذه القاعدة تكونُ في الكلمات الآتية: (دُنيا – بُنيان – صِنوان – قِنوان)، ففي هذه الكلمات فقط تَظهر النون الساكنة في النُطق، ولا نُدْغِمها بما بعدها (رغم أنَّ الحرف الذي بعدها هو أحد حروف الإدغام).

ولكننا نلاحظ أنَّ هناك نوعين من الإدغام:
1. إدغام بغُنّة: (أي أننا نُعطِيهِ غُنّة بمقدار حركتين كما فعلنا مع النون المُشَدَّدَة)، وذلك عندما يأتي بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف: (ي – ن – مـ – و)، والتي تجمعها كلمة: (يَنمو).

2. إدغام بغير غُنّة: وذلك عندما يأتي بعد النون الساكنة أو التنوين باقي حروف كلمة يرملون وهما:
(حرف الراء وحرف اللام)، فعندما نُدْغِمُ هذَيْن الحرفين مع النون الساكنة أو التنوين: لا نعطيهما غُنّة بمقدار حركتين – كما فعلنا مع باقي الحروف (ينمو) -، ولكنْ سَنُدْغِمهما ونَمُرّ عليهما سريعاً بدون غُنّة.

جـ. حُكم الإقلاب:
إذا أتَى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء: فإننا نَقلب هذه النون الساكنة إلى (ميم مُخْفَاة)، بمعنى أننا عندما ننطق الميم نطقها الطبيعي فإننا نُطْبِقُ الشَفَتَيْنِ، ولكن في هذه الحالة عند إقلاب النون إلى ميم فإننا لا نُطْبِقُ الشَفَتَيْنِ إطباقاً كاملاً، ولكننا نترك فراغاً يُقَدّر بمقدار مرور ورقة بين الشَفَتَيْنِ، وذلك مع مراعاة وجود الغُنَّة (يعني نعطيها حركتين مثلما فعلنا مع النون المُشَدَّدَة)، وفي هذه الحالة نجد هذه الميم مكتوبة في المصحف كالآتي: (مِنۢ بعد – أنۢبأهم – سميعُۢ بصير – زوجِۭ بهيج).

• ويُطَبّق هذا الشرح أيضاً في حالة إتيان حرف الباء بعد الميم الساكنة (وهى الميم التي ليس عليها أي تشكيل)، فالأصل في هذه الميم أنها تظهر في النطق بصورتها الطبيعية، إلا إذا أتى بعدها باء مثل: (يعتصِم بِالله – فاحكُم بَينهم)، ففي هذه الحالة يَحدُث إخفاء للميم، بحيث لا نُطبق الشَفَتَيْنِ إطباقاً كاملاً، هذا مع مراعاة وجود الغُنَّة (يعني نعطيها حركتين مثلما فعلنا مع النون المُشَدَّدَة)، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يَحدث فيها إخفاء لهذه الميم الساكنة.

• ولذلك ينبغي أنْ يَحذر القارئ من إخفاء الميم الساكنة مع أيّ حرف آخر، وبالأخَصّ إذا جاء بعدها حرف الفاء مثل: (كُنتُم فِي – هُم في)، وكذلك إذا أتى بعدها حرف الواو مثل: (هُم وأزواجهم)، ولكن يجب عليه أنْ يُظهِرها بصورتها الطبيعية.

• ونلاحظ أيضاً أنه إذا جاء بعد هذه الميم الساكنة: ميم متحركة (يعني ميم عليها فتحة أو كسرة أو ضمة)، فإنهما يُدغمان في بعضهما ويُنطَقان: (ميما واحدة مُشَدّدة) مثل: (إنَّكم مَاكثون: تُنطق كالآتي: إنّكُمَّاكِثون)(هذا مع مراعاة إعطاء الميم المُشَدَّدَة حركتين مع الغُنَّة).

اقرأ أيضا  يؤخرهم إلى أجل مسمى

د. حُكم الإخفاء:
إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين باقي حروف اللغة العربية أي: (الـ (15) حرفا الباقية، غير حروف الإظهار والإدغام والإقلاب)، فإننا نُخفى النون الساكنة أو التنوين فى الحرف الذي يليها، والإخفاء هو النُطق بالحرف بصفةٍ بين الإظهار والإدغام، هذا مع مراعاة وجود غُنَّة بمقدار حركتين (يعني نعطيها حركتين مثلما فعلنا مع النون المُشَدَّدَة)، واعلم أن الإخفاء يكون في أقل مراتبه إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين: حرفَا (الكاف والقاف) مثل: (مَن كان – أن قالوا).

• ولكننا نلاحظ أنَّ حُكم الإخفاء وحُكم الإقلاب لا تستطيع أنْ تُطَبّقَهُما بمجرد القراءة فقط، ولكن لابد أنْ تستمع إليهما من أحد المشايخ – وَيَاحَبّذا إذا كان الشيخ الحُصَرِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى – وهو يَنطقهما.

• وحتى أسَهِّل عليك الطريق – أخي الحبيب – أريدك أنْ تستمع إلى أول عشر آيات من سورة البقرة، وأنْ تُنصِت جيداً إلى نُطق الكلمات الآتية: (يُنفقون – أُنزِل – مِن قَبلك – ءأنذَرْتهم – تُنذِرْهُم – وما هُم بِمؤمنين – أَنفُسهم – أليمُۢ بِما كانوا)، وأنْ تستمِع أيضاً في سورتَي الناس والفلق إلى كلمة: (مِن شَر).

4. أحكام المَدّ
أولاً: ملاحظات هامة تتعلق بالمَدّ:
1- الحروف التي تُطَبَّق عليها أحكام المَدّ هي: (و – ا – ي)، والتي تجمعها كلمة: (واي)، بشرط أنْ تكون هذه الحروف ساكنة، وأن يكون الحرف الذي قبل الواو عليه ضمة مثل: (سُوٓء)، والحرف الذي قبل الألف عليه فتحة مثل: (سمَآء)، والحرف الذي قبل الياء تحته كسرة مثل: (النسِيٓئ).

2- علامة المَدّ هي العلامة التي تُشبهُ الموجة (~).

3- كيف يَتِمّ مَدّ الحرف الذي عليه علامة المَدّ؟
يَتِمّ ذلك بأنْ تُعطى هذا الحرف – الذي عليه علامة المَدّ – وقتاً أطْوَل من الوقت الطبيعي في حالة عدم وجود هذه العلامة عليه.

فَمَثَلاً: إذا أردتَ أنْ تَمُدّ كلمة (السمآء) بمقدار أربع حركات، فإنك عندما تقرأ الألِف الذي عليه علامة المَدّ: فإنك تَعُدّ على أصابعك مِن (1 إلى 4) ببطء (بمقدار 4 ثواني تقريباً)، وهو ما يُعادل أربع حركات المَدّ.

وكذلك عندما تَمُدّ الحرف الذي عليه علامة المَدّ بمقدار 6 حركات: فإنك تَعُدّ على أصابعك مِن (1 إلى 6) ببطء (بمقدار 6 ثواني تقريباً)، وهو ما يُعادل سِتّ حركات المَدّ.

(وهذه الطريقة تكون في بداية التَعليم حتى تَعتاد زمن المَدّ تلقائياً).

ثانياً: أقسام المَدّ (مِن حَيْثُ عدد الحركات) (واعلم أنَّ التقسيم بهذه الطريقة يكون كبداية سهلة للمتعلم.. حتى يتعلم مَعنَى المَدّ، وكيفية أدائِه، وسيأتي في الصفحة التالية بيان أنواع المَدّ بالتفصيل، وبيان جَوَاز قصْر المَدّ المنفصل حركتين):
• المُهِمّ… ينقسم المَدّ مِن حيث عدد الحركات إلى: (مَدّ (4 أو 5) حركات، ومَدّ (6) حركات).

1 – مَدّ (4 أو 5) حركات: وهذا المَدّ نفعله إذا أتى بعد علامة المَدّ: هَمزة، مثل:
(السمآء – مآء – طآئر – يآ أيها – بني~إسرآئيل – هٓؤلآء -. ………).

2- مَدّ 6 حركات: وهذا المَدّ نفعله إذا أتى بعد علامة المَدّ: حرف عليه شَدَّة، مثل: (ولا الضآلّين – دآبَّة -..).
• وكذلك نأتي بمَدّ الـ (6 حركات) عندما نقرأ الحروف المُقَطَّعَة التي في بداية السُوَر مثل:
(اّلٓمٓ – الٓمٓصٓ – حَمٓ (ونلاحظ هنا عند قراءة (حَمٓ) أن الميم فقط هي التي نَمُدَّها ولا نَمُدّ الحاء، وكذلك عند قراءة (يَسٓ) فإننا نَمُدّ السين فقط، وكذلك عند قراءة (طَسٓ) فإننا نَمُدّ السين فقط، وكذلك عند قراءة (الٓرَ) فإننا نَمُدّ اللام فقط).

• ولذلك ينبغي أنْ تعلم أنَّ الحروف التي لا تُمَدّ هي: (ح – ي – ط – هـ – ر)، مجموعة في كلمة: (حَيَّ طُهْر)،
والحروف التي تُمَدّ هي: (ن – ق – ص – ع – س – ل – ك – م)، مجموعة في كلمة: (نَقَصَ عَسَلُكُم)، باستثناء حرف العين في كلمتَي: (كٓهَيَعٓصٓ – عٓسٓقٓ) فإن لها حُكماً خاصَّاً كما سيأتي.

• ولكنْ يُلاحَظ عندَ قراءة (اّلٓمٓ):أنَّ المِيم – (التي بعد اللام) – تُعطَى حركتين مع الغُنَّة، وذلك بعد أنْ نَمُدّ اللام بمقدار 6 حركات، فما السبب؟
• السبب أنَّ أصْل كلمة (اّلٓمٓ) كانَ كالآتي: (ألِفْ لاَمْ مِيمْ)، فنلاحظ هنا أنَّ الميم التي في آخر كلمة (لامْ) هي مِيم ساكنة، وقد التقت بالميم المتحركة التي في بداية كلمة (مِيم)، فبالتالي تُنْطَقان كأنهما(ميم واحدة مُشَدَّدَة)، فتنطق كالآتي: (لامِّيمْ) وَعندئذٍ تُعْطَى غُنَّة بمقدار حركتين (وهذا ما يُعرَف بـ (المَدّ الكَلِمِي المُثَقَّل)).

وأما الميم الساكنة التي في آخر كلمة (ميمْ) فإنها مِيم ساكنة، لم تلتقِ بميم متحركة، فبالتالي لا تُعْطَى غُنَّة بمقدار حركتين.

• ولذلك عند نُطق أي كلمة من هذه الكلمات المُقطعة، ينبغي أن تَرُدّ هذه الكلمة إلى حروفها الأصلية – (كما فعلنا مع (اّلٓمٓ)) – وذلك حتى تعلم: (هل سيحدث إدغام أو إخفاء لأيّ نون ساكنة، أو ميم ساكنة بعد المَدّ أم لا؟).

• ومثالُ ذلك: كلمة (عٓسٓقٓ)، كانَ أصلها: (عَيْنْ سِينْ قاف)، فنلاحظ هنا أنَّ النون التي في آخر كلمة (عينْ) هي نون ساكنة، وقد التقت بحرف السين الذي في بداية كلمة (سِين)، فبالتالي يحدث إخفاء لهذه النون في السين، ونفس الشرح يُقال عند نُطق النون الساكنة التي في آخر كلمة (سِينْ) عندما تلتقي بالقاف التي في كلمة (قاف).

ملاحظات هامة جداً تتعلق بالمَدّ أيضاً:
1. عندما ذكرنا مَدّ الـ (4 أو 5) حركات، لم نذكر أن هذا النوع من المَدّ ينقسم إلى قسمين:
أ – مَدّ مُتَصِل: وهو الذي يكون في أصل الكلمة، أي لا نستطيع أنْ نَفصِلَهُ عنها، وهنا تكون الهمزة مع حرف المَدّ في نفس الكلمة مثل كلمة: (سمآء – مآء – طآئر) (ويُمَدّ بمقدار (4 أو 5) حركات)، (وهو ما يُسَمَّى بالمَدّ الواجب).

ب – مَدّ مُنْفصِل: وهو الذي يكون منفصلاً عن الكلمة وليس من أصلها، وهنا يكون حرف المد في آخر الكلمة، وتكون الهمزة في أول الكلمة التي تليها مثل: (يآ أيها – إنني~أنا – بني~آدم)، وهذا المَدّ يجُوز أنْ تَمُدّه (4 أو 5) حركات، ويجوز أنْ تُقصِرَهُ بمقدار حركتين (بحالة وَسَط بين الإسراع والإبطاء).

• وقد تَعَمّدْتُ ألا أذكُرَ ذلك التقسيم عند شرح أحكام المَدّ حتى لا يتشتتَ القارئ عند قراءة الكلمة التي بها المَدّ: (هل هذا مَدّ منفصل أم متصل؟)، فلذلك قلتُ إن أيّ علامة مَدّ تأتى بعدها همزة يَمُدّها القارئ بمقدار (4 أو 5) حركات، حيث إن العددين (4 أو 5) هما العددان المشتركان في النوعين (المتصل والمنفصل)، فبذلك يكون قد مَدَّ المتصل (4 أو 5) حركات، وأخذ بجواز مَدّ المنفصل (4 أو 5) حركات، فلا يلزمه عندئذٍ أنْ يحدد نوع المَدّ (منفصل أم متصل؟)، لأنه سَيَمُدّ كِليهما بمقدار (4 أو 5) حركات ويُريحُ نفسَه.

• وأما الهدف مِن ذِكْر ذلك التقسيم الآن هو ألا يُنْكِرَ القارئ على مَن يُقصر المد المنفصل بمقدار حركتين فقط، لأنه قد عَلِمَ أن كِلا الحالتين جائز، ولكنْ اعلم أنَّ القراءة بقصْر المَدّ المُنفصِل حركتين لها أحكامٌ خاصة ستأتي.

2. وهناك نوع آخر من المد، وهو المَدّ العَارِض للسُكُون:
وهذا المَد نفعله عندما نقف على كلمة مُعينة في الآية (سواء كانت هذه الكلمة في وَسَطِ الآية، أو كانت في آخرها)، (بشرط أن يكون الحرف قبل الأخير في هذه الكلمة هو أحد حروف المد (و – ا – ي))، مثل: (الحَمدُ للهِ رَبِ العَالَمين – قد أفلَحَ المُؤمِنُون – وَذِكْرَى لأولِي الألبَاب – قرَيْش – مِن خَوْف – سَوْء).

اقرأ أيضا  الإعجاز العددي في القرآن الكريم

واعلم أنه يجوز فِعل هذا المَد بمقدار (حركتين أو 4 حركات أو 6 حركات)، المهم أن يكون ذلك على وتيرة واحدة طُوال القراءة (إما 2 أو 4 أو 6).

3. وهناك نوع آخر مِن المَدّ يأتي تلقائياً أثناء القراءة، وهو المَدّ الطبيعي:
وهذا المَد نفعله إذا لم يأت بعد حروف المد: (همز أو سكون)، مثل: (الإنسان – حِيل – عُرضُوا على ربك).
ففي هذه الحالة يُمَدّ حرف المد (و – ا – ي) مَدّاً طبيعياً (يعني بمقدار حركتين، بحالة وَسَط بين الإسراع والإبطاء).

4. وهناك نوع أخير من المد يأتي تلقائياً أيضاً، وهو مَدّ البَدَل:
وهذا المَد نفعله عندما تأتي الهمزة قبل حروف المد (و – ا – ي)، مثل: (آمنوا – إيماناً – أوتوا).
ففي هذه الحالة يُمَدّ حرف المد بمقدار حركتين، بحالة وَسَط بين الإسراع والإبطاء.

5. هناك ثلاث كلمات لهم حُكْمٌ خاص في أحكام المَدّ وهم:
ءآلئٰن (الموجودة في سورة يونس) – ءآلذَّكرين (الموجودة في سورة الأنعام) – ءآلله (الموجودة في سورة النمل) فهذه الألِف التي عليها علامة المَدّ (في هذه الكلمات الثلاث) تُمَدّ بمقدار 6حركات لمن يقصر المنفصل حركتين، أما مَن يمد المنفصل (4 أو 5 حركات) فإنه يجوز له أن يمدها 6 حركات، ويجوز أن يقرأها بالتسهيل (يعني بدون مَدّ)، ولكن الأوْلَى والمُقدَّم أن يمدها بمقدار 6 حركات.

4. يجب تسوية المدود أثناء القراءة:
يعني إذا مَدَدْتَ المنفصل 4 حركات، فإنه يجب أنْ تستمر على ذلك في تلاوتك كلها، وهكذا في جميع المدود (كالمَدّ المتصل، والمد العارض للسكون)، واعلم أنه لا يجوز مد المنفصل 5 حركات مع مد المتصل 4 حركات في نفس القراءة، بل يُمَدّ كل منهما 4 حركات أو 5 حركات وذلك حسب القراءة.

6. بالنسبة لحرف العين في كلمتَي: (كٓهَيَعٓصٓ – عٓسٓقٓ):
فإنها تُقصَر بمقدار حركتين (هذا لمن ُيقصِر المَدّ المنفصل حركتين فقط)، أما مَنْ يَمُدّ المنفصل بمقدار (4 أو 5 حركات) فإنه يجوز له أن يمَدّهَا بمقدار 4 حركات، كما يجُوز له أن يَمُدَّها بمقدار 6 حركات، ولا يجوز له أن يقصرها بمقدار حركتين فقط.

5. التفخيم والترقيق:
• التفخيم: هو ضَمّ الشَفَتَيْن بقوة عند النُطق بالحرف، والترقيق: هو فتْح الشفتين – كالمُبْتَسِم – عند النُطق بالحرف.

وتنقسم حروف الهجاء مِن حيثُ التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:
1. ما يُفَخَّم في جميع أحواله.
2. ما يُرَقَّق في جميع أحواله.
3. ما يكونُ مُفَخَّماً أحياناً، ومُرَقَّقَاً أحياناً.

القسم الأول (ما يُفَخَّم في جميع أحوالِهِ):
ويكون ذلك في سبعة حروف هي (خ،ص،ض،غ،ط،ق،ظ) مجموعة في كلمة (خُصّ ضَغطٍ قِظ)، وتُسَمَّى حروف الاستعلاء، وترتيبها مِن حيث قوة التفخيم هكذا (ط،ض،ص،ظ،ق،غ،خ)، ولكل حرفٍ منها درجة فى التفخيم حسب نوع حركته كما هو مُوَضّح في الجدول التالي:

الدرجة نوع حركة الحرف الأمثلة
الأُولى (وهى أقوي درجات التفخيم) مفتوح وبعده ألِف الطَّامة – يُضَاعَفُ -صَادقين – خَافَ
الثانية مفتوح ولكنْ ليس بعده ألِف صَبَرَ – خَلَق – غَضِبَ – قعَدَ
الثالثة مضموم خُلقوا – صُرِفَتْ – ظُلِمَ -غُلِبَتْ
الرابعة ساكن فاصْبِرْ – أنْفِقْ – أَخْلَدَ – أفرِغ – لا تُزِغ
الخامسة (وهى أدنى درجات التفخيم) مَكْسُور ضِعافًا – صِراط – غِطَاءك – بَطِرِتْ
نَخِيل – المستَقِيم

القسم الثاني:
ما يُرَقَّق في جميع الأحوال: ويكون ذلك في حروف الهجاء الباقية – يعني أيّ حرف غير حروف التفخيم السبعة – ماعدا اللام من لفظ الجلالة (الله)، والراء.

فلذلك لابد أنْ تحفظ حروف التفخيم جيداً- (خُصّ ضَغْطٍ قِظ) – بحيث إذا أتى أيّ حرف غير هذه الحروف فإنه سَيكون مُرَقّقاً (باستثناء حَرْفَي: (اللام من لفظ الجلالة (الله)، والراء) فإنَّ لهما حُكماً خاصاً سَنُوَضّحُهُ الآن في القسم الثالث).

القسم الثالث:
ما يُرَقَّق في بعض الأحوال ويُفَخَّم في بعضها وهو:
1- اللام:
نلاحظ أن اللام تُرَقَّق عموماً ماعدا اللام التي في لفظ الجلالة (الله) فإنها:
أ‌. تُفَخَّم: وذلك إذا جاءت بعد حرف عليه فتحة أو ضمة مثل: (إنَ الله – ويمكرُ اللهُ).
ب‌. تُرَقق: وذلك إذا جاءت بعد حرف تحته كسرة مثل: (بآياتِ اللهِ – مِن عِندِ اللهِ).

2. الراء (وتنقسم إلى):
أ. راء متحركة: (يعني عليها فتحة أو ضمة أو كسرة أو تنوين) فحُكْمُها يكون كالتالي:
1. إذا جاءت الراء وعليها فتحة أو ضمة فإنها تكون مُفَخَّمَة مثل: (غَفَرَ – رَضِيَ – قُرُوء – بُرُوج).
2. إذا جاءت الراء وتحتها كَسرة فإنها تكون مُرَققة مثل: (يُرِيدُون – رِجالاً – وفى الرِّقاب).

ب. راء ساكنة (يعني عليها سكون في ذاتها، أو أصبحت ساكنة بمجرد الوقوف عليها):
ففي هذه الحالة لابد أنْ تنظر إلى تشكيل الحرف الذي قبلها، فإذا وجدتَ الحرف الذي قبلها عليه فتحة أو ضمة فإن هذه الراء الساكنة تكون مُفَخَّمَة، مثل: (يَرْجع – المَرْعَى – قُرْآن)، باستثناء كلمتَي: (نُذُر – يَسْر) فإن الراء هنا تُرَقق ولا تفخم، على الرغم مِن أنَّ ما قبلها مضموم، لأن أصلهما: (نُذُري- يَسْري).

• أما إذا كان الحرف الذي قبلها تحته كسرة، أو كانت ياء ساكنة، فإن هذه الراء الساكنة تكون مُرَققة مثل:
(فِرْعوْن – شِرْذمة – قَدِير – خبير).

3. إذا جاءت الراء ساكنة وكان الحرف الذي قبلها ساكناً أيضاً فلابد أنْ تنظر إلى الحرف الذي قبل قبلها، فإذا كان مفتوحاً أو مضموماً فإن الراء تُفخَم مثل: (والفَجْر – خُسْر) وإذا كان مَكسُور فإنها تُرَقق مثل: (سِحْر – ذِكْر).

ولكن يُستَثنَى من هذه القاعدة هذه الكلمات: (خَيْر – طَيْر- سَيْر – غَيْر – ضَيْر) فإن الراء هنا ترقق (رغم أنَّ الحرف الذي قبل قبلها مفتوح)، لأنها جاء قبلها ياء ساكنة، وكذلك في كلمة: (مِصْر) نجد أن الراء هنا تُفخَم ولا تُرَقق (وهو الأوْلَى).

واعلم أنَّ هناك حالات استثنائية للراء الساكنة، وهي:
1. إذا جاءت الراء ساكنة بعد همزة وَصْل في أول الكلمة فإنها تكون مفخمة مثل: (رَبِّ ارْحمهما – لمن ارتضى).
2. إذا جاءت الراء ساكنة بعد حرف مَكسور ولكن وقع بعدها حرف من حروف التفخيم فإنها تكون مفخمة (بشرط أنْ يكون هذا الحرف معها في نفس الكلمة) مثل: (فِرْق – إرْصادا)، أما إذا جاء حرف التفخيم بعدها ولكن كان في كلمةٍ أخرى فإنها تأخذ حكمها الأصلي فترقق لأن ما قبلها مكسور مثل: (ولا تُصَعِرّ خَدك) فالراء في كلمة (تُصَعِرّ) تكون مرققة، لأن حرف الخاء الذي بعدها في كلمة (خَدّك) جاء في كلمة أخرى.

ملحوظة هامة جداً (تتعلق بالتفخيم والترقيق)(وهي مُهِمَّة الشَيخ المُعَلِم):
• نجد أنه من الصعوبة على المتعلم في بداية الأمر أنْ يقرأ حرفا مُرَقّقا بعد حرف مُفَخّم أو العكس، فمثلاً في كلمة (خَلَقَ) نجد أن (الخاء) من حروف التفخيم، (واللام) من حروف الترقيق فإذا قرأتَها تلقائياً بدون ضبط للتفخيم والترقيق ستجد أنك: (تنطق الخاء مفخمة وتنطق اللام أيضاً مفخمة) أو (تنطق الخاء مرققة واللام أيضاً مرققة) وهذا خطأ في الحالتين، فكيف تتفادى هذا الخطأ؟

الحل سهل جداً:
أولاً: تَخَيّل أن بعد الخاء ألِفاً بدلاً من الفتحة وكذلك بعد اللام ألِفاً بدلاً من الفتحة كالآتي: (خالاقَ) هنا تجد أنك تستطيع عند النطق أنْ تُفَخّم الخاء ببساطة، وأنْ تُرَقّق اللام ببساطة.

ثانياً: استمر فى قراءة كلمة (خالاق) عدة مرات (مع مراعاة تفخيم الخاء وترقيق اللام).

ثالثأً: ابدأ في حذف الألف تدريجياً حتى تعود الكلمة إلى وضعِها الطبيعي (خَلَقَ) وذلك بعد أنْ استطعت أنْ تنتقل من حرف مُفَخّم إلى حرف مُرَقّق دون الإخلال بدرجة أيِّ منهما.

اقرأ أيضا  تفسير سورة ق عدد آياتها 45 وهي مكية

مثال آخر: كلمة: (تَرَى) تجد أنك لابد أنْ تنطق التاء مرققة حتى لا تُحَوّلَها إلى طاء وكذلك لابد أنْ تُفَخّم الراء لأنها مفتوحة، فبالتالي تخيل أن الكلمة كالآتي: (تارا) مع مراعاة نُطق التاء مُرَقّقة والراء مُفَخّمة، افعل ذلك عدة مرات ثم احذف الألف تدريجياً حتى تنطقها نُطقها الصحيح: (تَرَى).

ملاحظات هامة جداً تتعلق بالأحكام عموماً:
1. إذا جاء بعد اللام الساكنة راء فإنه يحدث إدغام لهذه اللام الساكنة مع الراء كالآتي:
(بل رّفعه: تُنطق كالآتي:بَرَّفعه-قلْ رَبِ: تُنطق كالآتي:قرَّبِ).

2. لابد أنْ تُخرِج لسانك في ثلاثة حروف في القرآن وهم: (الثاء، الظاء، الذال) وذلك حتى لا تقلب الثاء إلى سين، والذال إلى زاي (ز) وهكذا.

3. يُراعَى في الإخفاء تفخيم الغُنَّة إذا جاء بعدها حرف مُفَخَّم مثل: (مَنصُوراً – شيءٍ قدير)، وكذلك تُرَقق الغُنَّة إذا جاء بعدها حرف مُرَقق مثل: (مِن تَفاوُت- زَكَاةٍ تُرِيدُونَ).

4. إذا جاء الحرف ساكناً (يعني عليه سكون) وجاء بعده نفس الحرف متحركاً (يعني عليه فتحة أو ضمة أو كسرة) فإنهما يُدغمان في بعضهما ويُنطَقان كحرف واحد فقط مُشَدّد مثل: (اضربْ بِعصاك: تُنطق كالآتي:اضرِبِّعصاك، وقدْ دَخلوا: تُنطق كالآتي: وقَدَّخلُوا (هذا مع ملاحظة عدم وجود الغُنَّة بمقدار حركتين إلا في النون والميم المُشَدَّدَتَيْن فقط).

5. إذا اتَّحَدَ حَرفان في المَخرج واختلفا في الصِفة، فإنه يتم إدغام الحرف الأول في الحرف الثاني مثل:
((قد تَبين) تُنطق كالآتي: قَتَّبيَّن، (إن كِدتَ) تُنطق كالآتي:إنكِتَّ، (أجيبتْ دَعوتُكما) تُنطق كالآتي: أجيبدَّعوتكما، (أثقلت دَعَوَا) تُنطق كالآتي:أثقلدَّعوا، (وَدّتْ طَائفة) تُنطق كالآتي: وَدَطَّائفة، (إذ ظلمتم) تُنطق كالآتي:إِظَّلَمْتُم، (يَلْهَثْ ذَلِك) تُنطق كالآتي:يَلْهَذّلِك، (ألم نخلقْكُم) تُنطق كالآتي: ألم نَخْلُكُّم، (اركب معنا) تُنطق كالآتي:ارْكَمَّعَنا (مع إعطاء الميم المُشَدَّدة حركتين)).

• أما في كلمتي: (أحَطْتُ – بَسَطْتَ) فيكونُ الإدغامُ ناقصاً، بمعنى أن الطاء تُنطَق مُفَخَّمة كما هي، وتكون التاء مُرَققة كما هي، ولكن لابد أنْ يحذر القارئ مِن إدغام التاء في الثاء في قولِهِ تعالى: (كذبتْ ثمود).

6. إذا وقعت هاء الضمير – (للمفرد الغائب) – بين حرفين متحركين وكانت مضمومة فإنها تُوصَل بواو مثل:
(إنهُ هُوَ “تُنْطَق كالآتي”: إنهُو هُوَ – فما لهُ مِن “تُنْطَق كالآتي”: فمَالَهُو مِن)، أما إذا كانت مكسورة فإنها تُوصَل بياء مثل: (بهِ جِنَّة “تُنْطَق كالآتي”: بِهِي جِنَّة – مِن دونِهِ وَلِيّ “تُنْطَق كالآتي”: مِن دُونِهِي وَلِيّ)، وَيُلاحَظ في هذه الحالة أنه إذا كانت هذه الهاء مضمومة أو مكسورة ولكنْ جاء بعدها همزاً فإنَّ ذلك يُعتبَر مداً منفصلاً (يعني يأخذ حُكم المَدّ المنفصل فيُمَدّ 4 أو 5 حركات، أو يُقصَر حركتين) مثل:
(لهُ ~ أخ – قومهُ ~ إلا)، وَيُستثنَى من هذه القاعدة كلمة: (يَرْضَهُ لكم) فلا تُوصَل بواو، وأما كلمة: (فيهِ مُهَاناً) فإنَّ الهاء تُوصَل بالياء، فتُنطَق كالآتي: (فِيهِيمُهَاناً).

7. عِندَ قَصْر المد المنفصل حركتين يجب مراعاة الآتي:
أ. لا يجُوز السكوت في مواضع السَكْت الأربع، وهي: (عِوَجاً – مَرْقدنا – مَن راق – بل ران)، والتي تُرسَم في المُصحف وعليها حرف السين، وحينئذٍ تُقرأ (مَن رَاق – بَل رَان) بالإدغام كالآتي: (مَرَّاق – بَرَّان).

ب. تُقرأ كلمة: (فِرق) بتفخيم الراء، وتُقرأ العين في كلمتَي: (كٓهَيَعٓصٓ – عٓسٓقٓ) بالقصر حركتين فقط كما سبق.

ج. تُقرأ هذه الكلمات: (بَصْطة – يَبْصُط – المُصَيْطِرون) بالسِين وليس بالصاد، باستثناء كلمة: (بِمُسَيطِر) التي في سورة الغاشية فإنها تُقرأ بالصاد وليس بالسِين، فتُقرأ كالآتي: (بِمُصَيْطِر).

د. ليس هناك تكبير – (يعني قوْل: اللهُ أكبر) – في آخر كل سورة من سورة الضحى إلى آخر سورة الناس.

8. اللام القمرية واللام الشمسية: فى المصحف تجد أن اللام القمرية يكون عليها سُكُون دليلاً على أنها ستظهر في النطق مثل: (والْقمر إذا تَلاهَا)، بينما تجد اللام الشمسية ليس عليها أي تشكيل وتجد الحرف الذي بعدها عليه شدّة دليلاً على إدغام اللام الشمسية فيه مثل: (والشَّمس وَضُحَاهَا).

ولذلك تلاحظ عند قراءة قول الله تعالى: (قلءآلذَّكرين) أنك لا تنطق اللام، بل تَنطق الذال مُشَدَّدَة بعد علامة المَدّ، وذلك لأننا قد عَلِمنا أن اللام الشمسية قد أُدغِمَت في الذال.

9. همزة القَطع: هي التي تُنْطَق ظاهرةً في جميع الحالات مثل: (إيَّاك نعبد – أنعمتَ – أرض – مِن إستبرَق) وتُرسم في المصحف وعليها همزة.

10. همزة الوَصل: هي التي تُنطق ظاهرةً (مثل همزة القطع) إذا ابتُدِئَ بها الكلام فقط، ولا تنطق في حالة الوصل، مثل (الإنسان – القيامة – ادخلوا).

• ولكننا نلاحظ أننا إذا ابتدأنا الكلام بهمزة وصل وكانت في فعل مضموم الثالث (أي أن الحرف الثالث في هذا الفعل عليه ضمة) فإن همزة الوصل تُنطق مضمومة مثل: (اخرُج)، أما إذا كانت في فعل غير مضموم الثالث (أي أن الحرف الثالث في الفعل عليه فتحة أو كسرة) فإن همزة الوصل تنطق مكسورة مثل: (اضرب – اذهَب).

ولكن يُلاحَظ أنَّ بعض الأفعال يبدو حرفها الثالث مضموما، ولكنه يكون ضما غير لازم مثل: (امشُوا – ابنُوا – ائتُوني – اقضُوا)، ففي هذه الحالة تنطق همزة الوصل مكسورة وليست مضمومة.

11. التقاء السَاكِنَين: إذا التقى حرفان ساكنان وبينهما همزة وَصل فإن همزة الوَصل ستسقط في حالة الوَصل، وفى هذه الحالة يُنطق الحرف الأول مكسوراً مثل: (إذِ استسقى – قلِ انظروا – أنِ اعبدوا الله – يرفع الله).

ويستثنى من ذلك أشياء قليلة مثل نون (من) فتفتح ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، وميم الجمع ﴿ عَلَيْهِمُ الْبَابَ ﴾ فتضم.

12. علامات الوقف:
: علامة الوقف اللازم مثل: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 36].
: يجوز وصل الكلمة بما بعدها، وإنْ كان الوقوف على الكلمة أفضل.
ج: علامة الوقف الجائز (يعني يجوز الوقف، كما يجوز الوصل سواءً بسواء).
: يجوز الوقف على الكلمة، وإنْ كان الوصل أفضل.
لا: (علامة الوقف الممنوع) مثل: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ﴾ [النحل: 32]
(يعني لا يجوز قطع القراءة عند هذه الكلمة).

13. حروف الهمس: هي: (ح – ث – هـ – ش – خ – ص – ف – س – ك – ت)، وهي مجموعة في كلمة: (حثه شخص فسكت)، ويتضح هذا الهمس عندما يأتي أحد هذه الحروف ساكناً، واعلم أنَّ أقوَى حرفين يظهر فيهما الهمس هما: حرف التاء مثل قوله تعالى: (إذا السماء انفطرت)، وحرف الكاف مثل قوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك).

14. هناك تنبيه هام جداً، وهو أنَّكل ما تقدم هو الكلمات المنصوص عليها لمن يقرأ عن طريق (الفِيل) من طريق (رَوْضَة ابن المعدل) بقصر المَدّ المنفصل حركتين.

________________________________________
[1] مُستَفادَة من: (المُوجَز الشديد في أحكام التجويد) لشيخ مشايخ القرَّاء: عامر السيد عثمان، ولكن اعلم أنه ينبغي تطبيق كل حُكم من هذه الأحكام في المصحف على حِدَه، لمدة يوم أو يومين، على يَدِ قارئٍ مُتقِن، لتتعرف منه على كيفية القلقلة، ومَخارج الحروف، والإدغام، والإخفاء وغير ذلك.

المصدر:الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.