أول قطرية وعربية تحصل على الماجستير من أندونيسيا.

id.jobsdb.com
id.jobsdb.com

الأربعاء،1ربيع الثاني1436//21يناير/كانون الثاني2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إندونيسيا – جاكرتا
أطلت الكاتبة فاطمة المهندي، على قرائها أخيرا في باكورة أعمالها “أعماق إندونسيا”، والذي عرضت خلاله خلاصة ثلاث سنوات أقامتها مع والدها الراحل السفير أحمد المهندي، سفير الدولة السابق في إندونسيا، وهى المدة التي دفعتها إلى الكتابة عن هذه البلاد في أول كتاب يصدر عنها باللغة العربية.
وفي حديثها لـ”الشرق”، تتحدث المهندي عن دوافعها لتأليف مثل هذا الكتاب، وما يمكن أن يضيفه إلى المكتبة العربية، والمفردات التي استخدمتها، ما جعله الكتاب الأبرز في هذا السياق، علاوة على المحطات التي تتوقف عندها خلال إقامتها هناك، وكان محصلتها حصولها على أطروحة الماجستير كأول فتاة قطرية وعربية تحصل على الماجستير من جامعة إندونيسية.
*متى بدأت في تأليف هذا الكتاب، وما الذي شدَّك إلى الكتابة؟
**جاءت الفكرة من خلال إقامتي في إندونيسا مع والدي الراحل السفير أحمد المهندي، خلال فترة عمله كسفير للدولة في إندونيسيا، وخلال هذه المدة تعلمت لغة البهاسا، وتعرفت على ثقافة البلاد هناك.
وكان تعلمي للغة الإندونيسية بدافع الترشح لجامعة آتما جايا هناك للحصول على درجة الماجستير، ورغم أنني كنت حاصلة على المجاستير في اللسانيات، إلا أن الجامعة الإندونيسية طالبتني بضرورة تعلم لغة البهاسا للتقدم لنيل هذه الأطروحة، حتى تمكنت من تعلمها بالفعل وإتقانها تحدثا وكتابة، وكانت فرصة أيضا للتعرف على ثقافة هذه البلاد، والتعرف على طبائع أهلها، وخاصة أن دول شرق آسيا تتمتع بثقافات خاصة ومميزة، ولذلك كان ضروريا تعلم هذه اللغة.
*وما الدافع وراء تأليفك للكتاب؟
** لقد رأيت عربا كثيرين هناك، كانوا يواجهون صعوبات كثيرة في إندونيسيا، لعدم معرفتهم بالأماكن الآمنة هناك، كونها بلدا كبيرا، فهى الثالثة عالميا من حيث الكثافة السكانية، ولذلك ركزت على الأماكن الآمنة في إندونيسيا، لتقديمها للزائرين العرب، علاوة على إبراز معالمها.
ومن هذا المنطلق، استهدفت تعريف الزائرين لأندويسيا بطبيعتها، سواء كانوا قادمين إليها للتجارة أو الدراسة أو السياحة أو العلاج، إذ إنها دولة نشطة تجاريا، فهى تعد السابعة من الدول الأعلى اقتصاديا على مستوى العالم. كما حرصت على أن يكون الكتاب فرصة لتعريف العرب ثقافة إندونيسيا.
*وهل وجدت ثمة صعوبة في تأليفك الكتاب؟
**كوني عشت هناك، فقد كنت أستخدام البهاسا والإنجليزية، وأصررت على أن يكون كتابي بالغة العربية، وحرصت على أن يكون إفادة للعرب للتعرف على هذه البلاد.
وحرصت على الرجوع فيه إلى معلومات قديمة، منها ما يوصف بالكتب الصفراء، كما تناولت بعض المواضيع بعمق شديد، واضطررت للسفر إلى قرى داخلية وأماكن خطر للغاية هناك، والالتقاء بأناس بسطاء، وكنت دائما بعد كل زيارة أصطحب معي مذكرة لتدوين كافة ملاحظاتي ومشاهداتي، تمهيدا لإدراجها ضمن كتابي.
*ومتى فكرت في تأليفك له؟، وما هو رصدك للثقافة الإندونيسية؟
**جاءتني الفكرة من خلال إقامتي للدراسة في إندونيسيا، وحرصت على أن يكون الكتاب جامعا لكل شيء في إندونيسيا بلغة بسيطة وشاملة، وحرصت على المقارنة بين الثقافتين العربية والإندونيسية، وإجراء مقارنة بينهما، بل وحاولت المزج بينهما، ووجدت تقاربا بين الثقافتين، مثل صلة الرحم، والتي هي من أشهر المعاملات بين الإندونيسيين، علاوة على التواضع بين الكثيرين منهم.
*وهل كانت رحلة صعبة بالنسبة لك؟
**بالطبع، كانت صعبة بكل المقاييس، لدرجة أنني تعرضت خلال إقامتي لفيضان كبير، وتفاديت الموقف بأن سكنت في مكان مرتفع ، لتمركز الفيضان في الأماكن المنخفضة. وهى بكل المقاييس كانت رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أبعد مدى.
*وماذا أكسبتك هذه الرحلة؟
**أكسبتني الرضا بالقضاء والقدر، كما كانت فرصة للتعرف على الصورة الذهنية للإندونيسيين، فقد كنت أسمع عن إندونيسيا بأنها بلد فقير، وأن كثافتها السكانية كبيرة، حتى أقمت في هذه البلاد، وتعرفت عنها عن قرب، بل وقمت بالحصول على شهادة الماجستير من هناك، وكنت أول قطرية وعربية تتخرج في جامعة إندونيسية، ووجهت لي الجامعة كتاب شكر وتكريما بهذا الخصوص.
*وهل تعتقدين أن هذا يعكس صورة الفتاة القطرية، وإصرارها الدائم على تحقيق النجاح؟
**بالطبع، ولذلك لدي شعور بالفخر لحصولي على أطروحة الماجستير بتقدير جيد جدا مرتفع، وحصولي على المرتبة الثانية في الجامعة، علاوة على شعوري بالسعادة؛ كوني أتقنت لغة البهاسا، ما جعل كثيرا من الإندونيسيين يبدون حزنهم على مغادرتي البلاد.
وأعتقد أن الفتاة القطرية أخذت فرصتها بالفعل، وهناك نماذج مشرفة تؤكد ذلك، ولا ننسى هنا دور حكومتنا الرشيدة في تشجيع الفتيات القطريات ودور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، ودعمها المتواصل للفتاة للتعلم وحب الاستشكاف.
*ولماذا لم تكتبي مؤلفك بالبهاسا، كونك متقنة لها؟
**عندما أردت تأليف الكتاب، كنت أضع العرب أمام عيني، فقد استهدفت تعرف العرب على هذه البلاد، وعندما بحثت عن الكتب المذكورة عن إندونيسيا، وجدت كثيرين كتبوا بالبهاسا، وهى لغة الآسيان، غير أنني لم أجد أحدا كتب عن إندونيسيا باللغة العربية، ما كان دافعا لي للكتابة عنها باللغة العربية. كما لاحظت عدم كتابة الناطقين بالإنجليزية عن إندونيسيا، إذ إنني وجدتهم كتبوا عن الأعشاب على سبيل المثال.
*وما هي المفردات التي اعتمدتِ عليها في كتابك؟
**تعجبني كثيرا مفردات الكاتبة أحلام مستغانمي، ولذلك استعنت بها في بعض كتاباتي.
*هل وجدتِ إشكالية في نشر الكتاب؟
**بالفعل، إذ إن بعض دور النشر رفضت نشره لعدم شهرتي، لتسليطها الضوء على الإعلاميين والمثقفين والمبدعين الكبار، وكانت وجهتي تجاه الدار العربية للعلوم “ناشرون”، وهي واحدة من أفضل دور النشر، واخترتها لوجود توزيعات لها في “فيرجن”، وكذلك في العديد من المكتبات والمطارات، وحقيقة تهمني المطارات لإطلاع المسافرين على كتابي. ويوزع حاليا كتابي على جميع المكتبات في دولة قطر، وذلك بعد حصولي على الموافقات اللازمة.
وحاليا، أسعى لترجمة الكتاب إلى الإنجليزية، ولا أنوي ترجمته إلى البهاسا، كونها لغة الإندونيسيين بالأساس، ولكنني سأسعى لتأليف كتاب عن العرب بلغة البهاسا ليتعريفوا هم على العرب، وفق الشرق.

اقرأ أيضا  وزارة البيئة تكثف الدوريات لمكافحة حرائق الأرض والغابات

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.