إيران وإسرائيل.. أول مواجهة مباشرة وترقب للجولة الثانية (إعلام عبري)

غزة ، مينا – إيران أطلقت نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل، اعترضت الأخيرة 99 بالمئة منها، وفق ما ادعاه متحدث الجيش دانيال هاغاري

– صحيفة “يسرائيل هيوم”: الإجراء الأكثر أهمية توجيه أقوى ضربة ممكنة للبرنامج النووي الإيراني

– المحلل العسكري رون بن يشاري: إذا لم ترد إسرائيل بشكل مؤلم على الهجوم، فإن إيران وحلفاءها قد يعتبرون ذلك ضعفا

هل سترد إسرائيل على الهجوم وتخاطر بحرب إقليمية واسعة؟ بهذا التساؤل تابعت الصحف والقنوات العبرية بشكل مكثف الرد العسكري الإيراني على إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة الليلة الماضية.

وفي وقت متأخر مساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل، اعترضت الأخيرة 99 بالمئة منها، وفق ما ادعاه المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، وفق الأناضول.

**أول مواجهة مباشرة

من جانبها، قالت القناة (13) الإسرائيلية الخاصة، إن الهجوم الإيراني هو أول مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد 45 عاما من الثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران عام 1979.

وأضافت أنه “في الساعة 1:42 صباحا (22:42 ت.غ)، انطلقت صفارات الإنذار في عشرات البلدات في جميع أنحاء إسرائيل، وتم اعتراض معظم عمليات الإطلاق خارج حدود إسرائيل، كما اخترقت بعض الصواريخ أراضي الدولة”.

وأكدت القناة “وقوع أضرار بقاعدة نفاطيم الجوية في بئر السبع، لكن البنية التحتية لم تتضرر”، وفق قولها.

وتابعت: “تم إطلاق أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ أرض-أرض، وصواريخ كروز على إسرائيل الليلة الماضية”.

وبحسب القناة، “قضى وزراء الكابينت (المجلس الوزاري السياسي الأمني) الليلة في مخبأ تحت الأرض في كيريا (مقر وزارة الدفاع بتل أبيب)، وفوضوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس لتحديد كيفية الرد الإسرائيلي على الهجوم”.

اقرأ أيضا  الاتحاد الأوروبي أكبر سوق للصادرات الإسرائيلية

وأوضحت أن وزيرا الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش عارضا القرار، “لكن تم إقراره بعد أن صوت الوزراء الآخرون لصالحه”.

وقالت إنه “حتى اليوم وغدا (الاثنين)، ستبقى تعليمات قيادة الجبهة الداخلية سارية المفعول، ولن تتواصل الأنشطة التعليمية في جميع أنحاء البلاد”.

**أكبر وابل صواريخ

بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي حققت “إنجازا تاريخيا في مواجهة أكبر وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار تواجهه أي دولة”.

وأشارت إلى أنه “لم تتمكن أي طائرة مسيرة من طراز شاهد 238، وعددها 185 طائرة، أطلقها الإيرانيون ووكلاؤهم، من اختراق حدود إسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة لـ 36 صاروخ كروز”.

وتابعت: “من بين الصواريخ الباليستية الـ110، وهي من نوع خيبر شكن، اخترق عدد قليل منها الأراضي الإسرائيلية، وانفجر عدد أقل منها، ولحقت أضرار طفيفة بقاعدة نفاطيم، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن في بيانه صباح اليوم (الأحد) أن القاعدة تعمل”.

ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري رون بن يشاري قوله إن إسرائيل “هزمت الليلة (بين السبت والأحد)، مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، العملية الجوية الواسعة، بل وحصلت على فرصة لاستعادة شرعيتها السياسية على الساحة الدولية التي تلاشت طوال الحرب على غزة”.

وأضاف بن يشاري أن “الخطة الدفاعية للجيش الإسرائيلي هي المسؤولة بشكل أساسي عن فشل الهجوم الإيراني، والتي استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة وقدرات غير عادية لطياري سلاح الجو وأنظمة الدفاع النشطة بجميع مكوناتها”.

وأوضح أن “طهران فعلت الليلة ما لم تفعله من قبل، وإذا لم ترد إسرائيل بشكل مؤلم على الهجوم، فإن إيران وحلفاءها، والدول المستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، قد يعتبرون ذلك ضعفا”.

اقرأ أيضا  المشاورات اليمنية في الكويت تنهي أسبوعها الثالث دون حل جذري للأزمة

ويرى المحلل أن “لإسرائيل أيضاً مصلحة في تهديد بقاء النظام في طهران من خلال كشف ضعفه، ولكن هنا يأتي تأثير العامل الثاني، الذي لا يقل أهمية وربما أكثر أهمية”.

وأوضح أن هذا العامل هو “الطلب الحازم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، أن تمتنع إسرائيل عن الرد غير المتناسب الذي يمكن أن يعرض الاستقرار في المنطقة للخطر، فمثل هذه الحرب الإقليمية ستخدم أيضا رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار”.

ولهذا السبب، وفق بن يشاري، فإن “لإسرائيل مصلحة في الاستجابة لطلب الغرب والعودة إلى التركيز على الحرب في غزة وفي الشمال، وترك التعامل الأساسي مع إيران لفرصة أخرى”.

أما صحيفة “يسرائيل هيوم”، فنقلت عن مراسلها السياسي آرئيل كاهانا تحليله أن “الحرب الفاشلة التي شنتها إيران الليلة ضد إسرائيل توفر شرعية دولية نادرة للرد العسكري”.

واعتبر كاهانا أن الوضع الراهن “يشكل أيضا فرصة عسكرية مواتية نسبيا لإسرائيل، حيث خسرت إيران أوراقا استراتيجية منذ 7 أكتوبر: خطة توجيه ضربة مفاجئة لإسرائيل، ومعظم القوة العسكرية لحماس”.

وأشار إلى أن “الإجراء الأكثر أهمية يتلخص في توجيه أقوى ضربة ممكنة للبرنامج النووي الإيراني”.

وعن رؤيته لكيفية تعاطي إيران مع ذلك، قال المراسل إن “الرد المضاد الذي تمتلكه إيران وقتها هو تفعيل حزب الله”.

**ضغوط أمريكية

من ناحيتها، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن المحلل العسكري عاموس هرئيل أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن يمارس ضغوطاً شديدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجنب غارة جوية في إيران والاكتفاء بالنجاح الدفاعي المبهر، وأهمه إحباط خطة تدمير قاعدة نفاطيم الجوية بالكامل”.

اقرأ أيضا  مسؤولون بالامم المتحدة يطالبون الاحتلال بالافراج عن الاطفال الفلسطينيين

وأضاف “هرئيل”: “إذا لم يستجب نتنياهو لطلب الرئيس، سيطلق حزب الله العنان وينضم إلى الحرب، وهو السيناريو الذي يسعى إليه يحيى السنوار منذ 7 أكتوبر”.

وأكد أن “التقارير التي تفيد بأن الإيرانيين يعملون سراً على تطوير برنامجهم النووي تزايدت، وبوسعنا أن نفترض بكل يقين أن بايدن يشتبه في أن نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة إلى هجوم ضد إيران، وبالتالي تحقيق حلمه الذي طالما راوده بأن الأمريكيين سوف يدمرون المشروع النووي نيابة عنا”.

وأوضح أن “الرئيس بايدن سوف يقوم بعمل عظيم حتى لا يتحقق هذا السيناريو”.

ومساء السبت، قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن “الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيرة ضد أهداف في المناطق المحتلة”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت هجوما بالطائرات المسيرة.

ويأتي الهجوم الإيراني ردا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.

ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضا.

وكالة مينا للأنباء