الأحاديث النبوية المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين

picture5

الأحد 11 ربيع الأول1438 الموافق 11 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

حديث أبي بن كعب رضي الله عنه:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بشر أمتي بالسناء والرفعة والتمكين في البلاد ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فمن طلب الدنيا بعمل الآخرة لم يكن له في الدنيا نصيب.

تعقيب على الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم لأمته بالرفعة والمكانة والتمكين في البلاد، لكن هذه البشارة مشروطة بعدم طلب الدنيا بعمل الآخرة، والحق أن هذه البشارة العظيمة عامة تعم أجيال هذه الأمة في كل زمان ومكان، تسكب في نفوسهم الطمأنينة، وتذهب عن نفوسهم اليأس، وتحدثهم عن الوعد لهذه الأمة بالنصر والتمكين في البلاد ما داموا لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فإن فعلوا ذلك خسروا في الدنيا، وخسروا في الآخرة، وما حال المسلمين في هذه الأيام ببعيد عن دلالة هذا الحديث والله المستعان.
– حديث عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله يقول: لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى، فقلت: يا رسول الله: إن كنتُ لأظن حين أنزل الله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون) أن ذلك تاماً، قال: أنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبةً، فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان، فيبقى من لا خير فيهم، فيرجعون إلى دين آبائهم.
تاماً: أي أن وعد الله بظهور هذا الدين على سائر الأديان سوف يتحقق لا محالة.
تعقيب على الحديث:
يقول الشيخ الألباني: في هذا الحديث بيان أن الظهور المذكور في الآية لم يتحقق بتمامه، وإنما يتحقق في المستقبل، ومما لا شك فيه أن دائرة الظهور اتسعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في زمان الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، ولا يكون التمام إلا بسيطرة الإسلام على جميع الكرة الأرضية، وسيتحقق هذا قطعاً لإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
– حديث زياد بن جهور:
عن زياد بن جهور قال: ورد عليّ كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى زياد بن جهور سلْمٌ أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعدك فإني أذكرك الله واليوم الآخر، أما بعد: فليوضعن كل دينٍ دان به الناس إلا الإسلام، فاعلم ذلك.
تعقيب على الحديث:
يحدث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سقوط الأديان وترك أهلها لها، باستثناء الإسلام رسالة الله الخالدة الى الناس الى قيام الساعة، فهي باقية كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر زياداً في هذا الحديث، وفي هذا بشارة للأمة بأن أمرها لن يهون ما دامت تتمسك بدينها، وأن دينها لن يوضع بل توضع الأديان، وتسقط الشعارات، ويبقى الإسلام بحمد الله تعالى، وهذا دافع للأمة إلى العمل والجهد بلا كلل ولا ملل، فإن مجرد ذكر البشائر فقط والدندنة حولها بلا عمل لا يفيد ولا يكفي، بل لا بد من العمل والجهد، فقد سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأحاديث النبوية المبشرة بعلو هذا الدين على الأديان، وانتصاره على كل من عاداه من الأقطار والدول والأمم، ولم يقفوا عند هذا بل حولوه إلى عمل، فخرجوا مجاهدين في سبيل الله، وفتحوا البلاد، وكانوا ستاراً لقدر الله تعالى في علو الدين، وفتح البلاد، ونصر المؤمنين، وكانوا قد نقلوا هذه الأحاديث إلى التطبيق والعمل، ولم يقفوا عندها ليصفوها لمن بعدهم، كمن به المرض، وهو يصف الدواء لغيره، ولا يستعمله، والله المستعان.
– حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم ليظهره على الدين كله، فديننا فوق الملل، ورجالنا فوق نسائهم، ولا يكون رجالهم فوق نسائنا.
تعقيب على الحديث:
يتحدث هذا الحديث عن إظهار الله عز وجل للإسلام على الدين كله، وأنه يعلو الملل والأديان، ويكون حاكماً عليها، ومن حكمه عليها أن الله تعالى أباح لنا نكاح نساء أهل الكتاب، وحرم عليهم نكاح نسائنا، إن الأمة حين تستحضر هذا الحديث وأمثاله في أنفسها تجد أنها تعلو على كل ما يصيبها من أذى، وما يحاك لها من مكائد، لأنها أمة موعودة بالنصر والظهور على الأمم الأخرى بهذا الدين، فهو سبيل رفعتها، وعنوان قوتها وسر وحدتها، وسر دخولها التاريخ الإنساني من أوسع أبوابه.
ولذا؛ فما أحوجها إلى الوقوف عند هذا الحديث وأمثاله، لترى ماذا فعل بها هذا الدين، ولترى أي مقام قد أنزلها هذا الدين، ولترى بشائر النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين بعون الله تعالى، ولتعلم أنها ما وصلت إلى المنحدر الذي وقعت فيه إلا بسبب قصورها وضعفها وبعدها عن دين الله تعالى، فإن أرادت أن تعود كما كانت فلتعد إلى دينها ولتتمسك به لتعود فتية جذعة كما كانت يهابها أعداؤها، ويسلموا لها قيادتهم، ويتبعوها فيما تفعل وما تسلك من سبيل، وإلا فلتبقى فيما هي فيه من ضعف وذل وهوان وفرقة حتى لا يحسب لها في الأرض اي حساب.

اقرأ أيضا  الحج ذكر وذكرى!!

-السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.